الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مافيا من أباطرة الحزب الوطني للتنقيب عن الآثار في الصعيد والمنوفية.. التلاوي: أعضاء "الوطني" المنحل ومسئولون كبار متورطون في سرقة آثار قويسنا وتلا.. أبوالفضل: الدجالون والسحرة سبب الكارثة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتشرت جريمة البحث والتنقيب عن الآثار كالنار في الهشيم خلال السنوات الماضية، نظرا للانفلات الأمنى الذي عانت منه البلاد من ناحية وعدم خوف الناس من القانون واحترامه من ناحية أخرى، وانتشار الدجالين والمشعوذين والسحرة الذين يستغلون الجن في البحث عن الآثار والنصب على الناس، بمساعدة رجال أعمال برلمانيين سابقين وبعض رجال الوطنى المنحل السابقين الذين ترعرعت ثرواتهم مرة واحدة بسبب الاتجار في الآثار وغيرها من أنواع التجارة غير المشروعة ولم يجدوا من يسألهم من أين لكم هذا؟

"البوابة نيوز" تبحرت في هذا العالم والتقت أهالي محافظات الصعيد والمنوفية وهي المحافظات الأشهر تنقيبا عن الآثار.

قالت أمينة التلاوي مدير مركز النيل للإعلام بالمنوفية، إن الآثار الموجودة في المنوفية أكثر من نظيرتها في الأقصر، مضيفة أن اللواء فؤاد سعد الدين محافظ المنوفية الأسبق قد تقدم ببلاغ للنائب العام عن سرقة آثار ورمال قويسنا في المنوفية وبعدها بفترة تمت إقالته، وجاء محافظ بعده قرر أن ينقل سجن شبين العمومى حيث مدخل هذه الجبانة الأثرية.

وأضافت التلاوى: في نهاية العام الماضى جاءتنى إخبارية من عامل بالآثار أنه تم العثور على طاووس من الذهب في المنطقة الأثرية بقويسنا وحضرت سيارة جيب "فور باى فور" من القاهرة أخذت الطاووس الذهب ووضعت بدلا منه "طاووس جبس أبيض" فذهبت للرقابة الإدارية وقدمت مذكرة بهذه الكارثة وتركت اسم العامل ورقمه، موضحة أنه لا بد من وضع المنوفية على الخريطة الأثرية في مصر لأن الآثار بها تفوق عادة الموجودة في الأقصر، ففى قرية واحدة 10 آلاف قطعة أثرية وهى قرية تل بندريف تلا، ومركز قويسنا به 365 فدانا مليئة بالآثار، ولدينا منطقة " تل السلطان" وبها شارع أثرى بكامله، كما أن المنطقة الصناعية في المنوفية وتقدر بـ500 فدان بالكامل مقامة على منطقة أثرية وهى جريمة، وكل المسؤولين الذين تولوا محافظة المنوفية منذ عام 90 لابد من محاكمتهم.

وأشارت إلى أنه قد تم تجريف 30 فدانا في مدخل جبانة قويسنا الأثرية بالكامل، وقالت إن الحكومة نفسها متورطة في سرقة الآثار، ويوميا يوجد تنقيب عن الآثار في المنوفية من الأهالي بالتعاون مع مسؤولين، ولقد تقدمت بعدة بلاغات للنائب العام بعد ثورة يناير في هذا الشأن.


وقال محمد أبو الفضل، مؤسس نادي الصعيد العام، إن التنقيب عن الآثار في الصعيد خصوصا بات آفة فجميع المناطق الأثرية مستباحة أمام الذين يبحثون عن وهم الثراء السريع، في عمليات يشرف عليها بعض الدجالين والمشعوذين والأهالي الحالمين بالثراء، والذي زادت حدته مع الانفلات الأمنى بمصر، وأصبحت تجارة الآثار تنافس المخدرات والسلاح في الصعيد، وانتشرت أجهزة حديثة للتنقيب تسهل عملية الكشف وتباع بــ20 ألف جنيه وليس هناك أي رقابة عليها لذا فإن عمليات البحث انتشرت بقوة من خلال مجموعات الشباب والكبار على حد سواء.

وأضاف أبو الفضل: قنا هي أكثر محافظات الصعيد التي تنتشر بها الظاهرة، والتي خلفت ضحايا ومصابين كان أشهرها أسرة مكونة من عشرة أبناء في مركز نجع حمادى بعد أن حفروا بئرا كبيرة في منزلهم عمقها 28 مترا ثم انهار المنزل فوق رؤوسهم فماتوا جميعا، ويوميا تتكرر تلك الحوادث بشكل عشوائى يشارك فيها أباطرة الآثار في مصر من رجال أعمال وبرلمانيين سابقين، وفى أسيوط تتركز عمليات الحفر في المدن والقرى الموجودة غرب وشرق النيل خصوصا قرى البدارى وأبوتيج وصدفا وغرب مدينة أسيوط في منطقة القيسارية والمجاهدين وتتسبب الأنفاق التي يقومون بحفرها لأعماق كبيرة في مدن الصعيد في حدوث انهيارات أرضية تؤدى إلى موت الأفراد الموجودين بالمكان.

وأوضح مؤسس نادي الصعيد العام، أن سبب انتشار ظاهرة هوس التنقيب عن الآثار في مصر مجموعة من الدجالين والمشعوذين المستغلين للبسطاء والمواقف بالترويج بالتنقيب والبحث عن الآثار باعتبار أن مصر كلها عائمة على مقابر أثرية كما في مدينة أخميم بسوهاج وأبوتشت في قنا والبدارى في أسيوط وغيرها، ويحدث ذلك عن طريق وسائل متعددة أولها صور وفيديوهات يتناقلها البعض عبر الهواتف المحمولة، وكذلك باستخدام رسائل عبر التليفونات المحمولة حيث يقوم النصابون بإرسال مئات الرسائل والتي يفسرها بأنها وصلت إليك على سبيل الخطأ دون قصد وتتضمن الرسالة خبرا أو معلومة بأن فلان كان بيحفر ووجد كنزا يريد تصريفه، وهناك من ضعاف النفوس والذين يملأهم الطمع والجشع من يقوم بالبحث والاتصال والدخول في شباك النصابين فينزلقون وراء هذا الوهم، وثانيا سنجد انتشار شيكات مزورة بملايين الدولارات ويود أحد الأشخاص تصريفها ويقتنع الجميع باللعبة والشخص يبلع الطعم.

ويطالب أبو الفضل بتعديل المادة 44 من قانون الآثار وتغليظ عقوبة التنقيب والبحث بحيث تصبح جريمة خيانة للوطن، وعلى الدولة أن تبرز حملات إعلامية لتوضيح أهمية الآثار وخطورة التنقيب عنها.


فيما قال عبد الستار سيد، 38 سنة، مقيم بمركز الواسطى محافظة بنى سويف، إن أحد النصابين قد أوهمونا بوجود بيت في قرية عزبة السلام شرق مركز الصف به مقبرة أثرية، وبالفعل جمعنا وكنا 15 شخصا من مناطق متعددة، وظللنا نحفر في المنزل 11 يوما حتى وصل عمق الحفرة في اليوم العاشر إلى عشرات الأمتار وكانت عميقة جدا بشكل مخيف وفى اليوم الحادى عشر نزل واحد منا ويدعى " محمد جمال " وعندما نزل لعمق البيارة أو الحفرة انهارت بكاملها عليه فمات في الحال وهرعنا جميعا خوفا من علم الشرطة واتهامنا بقتله وبعد فترة عندما علمنا أن أهله يبحثون عليه قام واحد منا بالاتصال من رقم غريب بأهله وقال لهم ابنكم كان يبحث عن آثار في هذه المنطقة فذهبوا وحفروا عليه وأخرجوه جثة ميتة شبه متحللة، مما جعلنا جميعا نأخذ درسا وعظة من هذا الموقف.

وقال تامر أحمد، إن أحد أهالي الصف وهو جار له يدعى عبدالمرضى.م، 42 سنة ذهب لينقب عن الآثار في عرب النمايرة بمركز الصف وحفر بيارة كبيرة داخل منزل وأثناء نزوله إلى البيارة عن طريق "المقطاف" الذي ينزل به وقع منه في قاع الحفرة على رقبته فزهقت روحه في الحال وقام زملاؤه بإخراجه ودفنه في اليوم الثانى، ونحن نعلم أن هذه الكارثة تتكرر بشكل شبه يوميا على مرأى ومسمع من جميع المسؤولين ونعلم أن كبار تجار المخدرات والآثار ومعهم بعض أعضاء مجلس الشعب السابقين يقومون بالبحث عن الآثار ومنهم من وجد قطع اثرية من قبل بالفعل وباعها وأصبح من الأغنياء وهؤلاء يعرفهم كل سكان الصف وعموما فقد انتشرت هذه الظاهرة وأصبح البحث عن الآثار والتنقيب عنها في عدد كبير من منازل الصف وخصوصا التي تقع شرق الصف قريبة من الجبل لأنها مناطق اثرية بالفعل أمر معروف.

وقال ربيع. س، 45 سنة، ومقيم بقرية الكداية مركز اطفيح، إنه منذ عشر سنوات يبحث وينقب عن الآثار في جبل أطفيح والصف وفى يوم ما حفرنا " بيارة " كبيرة حتى وصلنا إلى البلاطة المنقوش عليها بالرسم الفرعونى وكنا عشرة عمال نحفر، ومعنا رجل أعمال من القاهرة وخبير في الآثار وعندما حاولنا كسر هذه البلاطة بكافة الطرق لم نستطع وأصبت أنا بشلل مؤقت وقالوا لى إنه مس من الجن الذي يحرس المقبرة التي عثرنا عليها، وقمت بإجراء عدة عمليات حتى تماثلت للشفاء إلا إنها تركت لى انحناء في ظهرى وآلاما بجسدى حتى اليوم.

وأضاف ربيع، قائلا: بعت جزءا من أرضى للإنفاق على التنقيب عن الآثار، وحفرنا العديد من الآبار من قبل ومعظمها كانت داخل منازل بعدما أكد لنا الشيوخ "السحرة" أن بها آثارا تحت الأرض، لأن أي منطقة لا نحفر بها إلا إذا أكد لنا الشيخ أن بها آثار لأنه يستخدم الجن في الكشف عن الآثار، ولقد تركت هذا الأمر منذ فترة عندما علمت أنه وهم كبير ونصب ليس إلا ولازال العديد من الشباب والرجال والاغنياء في المنطقة يبحثون عن آثار.

وقال محمد مناع، أحد أهالي مركز الصف إن لى جارا من عائلة أخرى أقنعنى بفيديو عليه باب مقبرة وأننا سنشارك مع آخرين في الحفر عليها وفتحها وبيع ما بداخلها "ونعدى الفقر" - حسب تعبيره - حتى ذهبنا إليها في جبل مركز أطفيح، وكنا أكثر من 13 شخصا ووجدنا جزءا محفورا وقام أحد الأشخاص الذي توجد المقبرة في بيته بإظهار تمثال حجر يشبه تمثال ملك فرعونى وقال، إنه أخرجه من هذه الحفرة وهذا دليل على وجود التماثيل الذهب أسفله لأنها تكون كعطية كما قال لنا الدجال الذي أكد لنا وجود ذهب في المقبرة وفى اليوم الثالث وعندما اطمأن قلبنا بوجود ذهب واقتنعنا بذلك جمعوا من كل واحد من مبلغ 20 ألف جنيه لشراء بعض البخور والمستلزمات التي يحتاجها الساحر والدجال لتقريب العطية أو الارثر إلى اعلى كما اقنعنا وأكد لنا أن ثمن هذا البخور والمستلزمات باهظة الثمن ولا تأتى إلا من المغرب أو السنغال وجمعوا منا الفلوس وثانى يوم اتصلنا بهم قالوا لنا ستأتى بعد أسبوع وبعدها بيومين ذهبنا إليهم في مكان الحفر فلم نجد أحاد فاتصلنا عليهم دون مجيب وبعدها بيوم وجدنا المحمول مغلقا ثم علمنا جميعا أن هؤلاء الناس ليسوا من أطفيح وكانوا مستأجرين المنزل من صاحبه واوهموه أن به اثار واعطوه مبلغا من مالنا ونصبوا علينا واسمائهم كانت وهمية ولم نستطع عمل بلاغ في قسم اطفيح لاننا سنصبح متورطين في الحفر والتنقيب عن الآثار وهى جريمة بالفعل.