الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

المحاصيل المعدلة "وراثيًا" تصيب بالسرطان والزهايمر وفيروس "سي"

أخطر تحقيق استقصائي يكشف عن "استعمار الجينات"

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أوربا منعت تداولها وزراعتها وهنا فتح لها المنتفعون الأبواب على مصراعيها
كانت سببا في امتناع روسيا ودول الاتحاد الأوربي عن استيراد البطاطس
تسبب الإصابة بالسرطان والفشل الكلوى والعقم وإجهاض الأجنة
مستشار «الفاو» أبلغ النائب العام للتحقيق في كيفية السماح بدخولها مصر.. لكن ساكنا لم يتحرك
خطاب من نقطة الاتصال الوطنى لوزير الزراعة يحذر من خطورة تداول المنتجات المعدلة
مصر تستورد سنويا نحو 5 ملايين طن من الذرة الصفراء الجزء الأكبر منها محور وراثيا

«سلامة الغذاء» مقولة رددتها الحكومات المتعاقبة، دون أن تغادر كلماتها حناجر من قالوها، فلا سلامة ولا غذاء، بدليل تصدر مصر لقائمة الأمراض القاتلة في العالم كله، حيث لم نتخط حتى الدول الأكثر تخلفا منا، ورغم توقيع الحكومة المصرية على اتفاقية «قرطاجنة» عام 2000، إلا أن القانون الذي ينظم التعامل مع النباتات المعدلة وراثيا الذي يناط به الحفاظ على سلامة الشعب من غزو هذه النباتات الممرضة لكل من يتناولها، ورغم تقدم وزير البيئة الأسبق اللواء ماجد جورج بمشروع لهذا القانون لمجلس الشعب عام 2003، وخروج توصيات البرلمان القائم آنذاك بضرورة إقراره قبيل مضى الدورة البرلمانية، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، فيما شهد برلمان 2005 تحايل وزارة الزراعة في عهد وزيرها يوسف والى، لعدم صدور القانون لصالح شركة أمريكية، صاحبة حظوة عالمية، وثيقة الصلة بالمخابرات المركزية الأمريكية، ليستمر الحال على هذا المنوال، فيما الأمراض الناتجة عن تناول الأطعمة المنبثقة عن تلك النباتات تأكل أجساد المصريين، في نفس الوقت الذي تمنعها الدول الغربية تماما، كما امتنع الاتحاد الأوربي عن استقبال البطاطس المصرية المحورة وراثيا، لهذا السبب ولأسباب أخرى، نكشف في هذا التحقيق الاستقصائى أسرار هذا الاستعمار الجينى لأجساد المصريين، مدعوما بكافة القوات الفتاكة من الأمراض بأنواعها.
الحاصل أن ١٥ عاما مضت والمصريون يتناولون تلك الأطعمة المعدلة جينيا، أو وراثيا، أو كما يشاء القائلون دون أن تنفذ مصر وحكوماتها المتعاقبة أي التزام مما وقعت عليه في اتفاقية السلامة الإحيائية، أو سلامة الحياة كما يسميها البعض، فيما يمكن أن نسميها نحن «سلامة الغذاء»، حتى وصل الأمر بالقائمين على إدارة مشروع السلامة الإحيائية بوزارة البيئة لعمل ورشة عمل في فبراير الماضي دعوا لحضوره كل وسائل الإعلام، طلبا للمساعدة في إنقاذ مشروع القانون «المركون» في أدراج رئيس الحكومة، إبراهيم محلب، ليكمل مسيرة ١٥ عاما من الوفاة الإكلينيكية في أدراج كل رؤساء الحكومات المتعاقبة قبل ثورة يناير وبعدها.
أما الناتج عن تأخر القانون فحدث ولا حرج، فبحسب عدد من المصادر التي تحرينا منها عن هذا الموضوع، حيث انتشرت هذه المنتجات المعدلة وراثيا داخل السوق المصرية، ما بين بذور معدلة وراثيا تزرع مثل الذرة الصفراء وفول الصويا كأشهر منتجين تمت زراعتهما في مصر، ومنتجات معدلة أيضا تدخل في صناعة الأغذية، خاصة تلك المستخدمة في صناعة الحلويات والبيتزا، أو منتجات في شكلها النهائى مثل السالمون المعدل وراثيا، هذا إلى جانب الزيوت المستخرجة من الذرة المعدلة وراثيا، والزيت المستخرج من بذرة الشلجم «السامة» التي تم تعديلها وراثيا لإزالة السم منها، ويرجع التخوف إلى إعلان أضرار صحية جسيمة لحقت بكل الشعوب التي تناولت هذه المنتجات، إضافة إلى احتمالات ظهور أضرار مستقبلية يتوقع العلماء أنها قد تنهى ما تبقى من موارد الوطن، خلاف ما لحق به.
سيل من الأسئلة يتوارد للذهن، يتعلق بالمسئول عن هذه الكارثة، نجيب عنها بعد توافر المعلومات التي أتاحت لنا هذه الإجابة، ففى عام ٢٠١٠ تعاقدت شركة فاين «سيدز» إنترناشيونال المصرية مع شركة مونسانتو الأمريكية المعروفة عالميا بسطوتها في مجال إنتاج البذور المهندسة وراثيا على استيراد ٧٠ طنا من الذرة الصفراء MON ٨٠٠، أو ما يعرف بالصنف العجيب «واى جي»، المهندس وراثيا، لطرحها في السوق المصرية بشكل تجاري، وكما تقول المعلومات: «يحتوى هذا الصنف على مادة سمية تعمل كمبيد حشري»، هذه الشركة تقدمت مع عدد من الشركات للحصول على ترخيص من وزارة الزراعة، إلا أن الوزارة لم تمنح الترخيص لأحد غيرها، بالمخالفة لشروط اتفاقية قرطاجنة، التي وقعت عليها مصر، إذ يجب على الشركة تقديم دراسة تقييم مخاطر في البيئة المصرية قبل دخول الشحنة وهو ما لم يحدث، وفقا لموقع الاتفاقية على الإنترنت، كما أن لجنة الأمان الحيوى التابعة لوزارة الزراعة تلاعبت للمساعدة في دخول الشحنة، وهو ما كشفته المستندات التي حصلت عليها «البوابة»، إضافة إلى ما كشفه مسئول نقطة الاتصال الوطنى في لقاء تليفزيونى سابق له.
فلم تكن الشحنة المذكورة سلفا هي آخر الشحنات التي دخلت البلاد من الذرة المحورة وراثيا، بل تكررت مرات عديدة، وهو ما كشفته مراسلات الشركات المصدرة لنقطة الاتصال الوطنى في اتفاقية قرطاجنة، التي تلزمها بسؤال نقطة الاتصال في الدولة التي ستصدر لها الشحنة، وفقا للاتفاقية العالمية.
وبحسب آخر دراسة للدكتور نادر نور الدين، بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أكد خلالها أنه منذ بدء الإنتاج التجارى للحاصلات المحورة وراثيا، منذ عام ١٩٩٦، وحتى الآن سيطرت أربعة محاصيل رئيسية على السوق، هي الذرة والقطن في المقام الأول، فيما يأتى «فول الصويا والكانولا» في المقام الثاني، ومعها بنجر السكر ولكن بنسب أقل، ومن الخضروات البطاطس والباذنجان واللوبيا والطماطم، ومن الفاكهة الموز والبابايا والتفاح والموالح، إضافة إلى عدد كبير من الميكروبات المنتجة لإنزيمات تصنيع الجبن، والمياه الغازية والأيس كريم ومصنعات اللحوم والألوان الصناعية.
أما الأمراض التي تنتج عن تناول تلك المنتجات فهى «سرطان الكبد، والفشل الكلوي، والإجهاض المفاجئ للحوامل، وتقيحات المعدة، والعقم لدى النساء، والأورام الخطيرة بالكبد»، وهى ما توصل إليه الدكتور محمد سالم، مستشار منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، خلال بحثه الذي أجراه في معامل معهد النباتات بالمنوفية، على الذرة الصفراء المحورة وراثيا، وعلى الرغم من تقدمه ببلاغ للنائب العام يطلب التحقيق مع مسئولى الزراعة لموافقتهم على دخول هذا الصنف إلى البلاد، إلا أن ساكنا لم يتحرك.
فيما توصل العالم المصرى حسين قاعود، أستاذ الطب البيطري بجامعة القاهرة عندما أجرى تجربة علمية على الفئران، بعد تناولها للصنف سالف الذكر، إلى نتائج أخرى تظهر تأثيراتها على المدى القريب والبعيد، وحسب الكميات التي يتناولها المواطن، منها اختلال في كرات الدم البيضاء والحمراء، وهو ما يدل على تأثر مناعة الإنسان، والتغير في خلايا الكبد، إضافة إلى بعض ما سبق ذكره.
أما المركز المصرى للحق في الدواء، فقد تقدم ببلاغ للنائب العام يطلب التحقيق في موافقة وزارة الزراعة على دخول هذا الصنف من الذرة الصفراء المعدلة وراثيا، وفقا لما يسببه من إصابة بالأمراض سالفة الذكر، واستند المركز في بلاغه إلى صدور قرار من الاتحاد الأوربي بحظر تداول هذه الحبوب، في ٢٤ دولة من دول الاتحاد لخطورتها على صحة الإنسان، في الوقت الذي أكدت فيه لجنة الأمان الحيوى بوزارة الصحة، أن تلك الحبوب تصيب بسرطان الكبد والفشل كلوى، وفقا للمراجع والدراسات الفرنسية والأمريكية التي تناولت بالدراسة خطورة هذا النوع من الأغذية المهندسة وراثيا، وعلى الرغم من ذلك فهذه المنتجات موجودة في مصر منذ نحو ٢٠ عاما، لذلك ازدادت نسبة الإصابة بمرض سرطان الكبد في السنوات الأخيرة، واحتار الأطباء في سبب انتشار هذا المرض بين المصريين مؤخرا، وقال: إن نسبة الإصابة بالسرطان تضاعفت في مصر ٤٠ مرة في خلال ١٠ سنوات.
ومن المعلوم رسميا أن مصر تستورد سنويا نحو ٥ ملايين طنا من الذرة الصفراء كل عام، الجزء الأكبر منها محور وراثيا، والمستوردون يعلمون ذلك جيدا، ويطالب خبراء الغذاء في مصر بمنع استيراد المحور منها لأنها تستخدم في تصنيع الأعلاف الحيوانية للدواجن ويمكن أن تضرها، إضافة إلى أن بعضها يدخل في غذاء الإنسان، بل ويمكن أن يورد إلى وزارة التموين للخلط مع رغيف الخبز الذي لا يشترط نوعا محددا من الذرة.
البطاطس السامة
هو صنف من البطاطس الناتج بالتحور الوراثي، يطرح عالميا باسم (الأمفلورا Amflora)، وتقوم مصر بمعاملات تحور وراثى عليها، طبقا لتقرير المنظمة العربية للتنمية الزراعية لعام ٢٠١٠، وهو ما تسبب في منع روسيا ودول الاتحاد الأوربي استيرادها من مصر، بعد قرارهم بحظر استخدامها لطعام الإنسان وقصره على الأغراض الصناعية فقط، مثل إنتاج النشا وأوراق الصحف، حيث يتسبب تناولها في حدوث تغيرات على الجهاز الهضمي، وهى سامة لجميع الثديات.
ومن ضمن المخاوف من الكائنات المحورة وراثيا، أن يتم انتقال الجين المنقول إلى جينات الإنسان، أو إلى جينات بعض الميكروبات المرضية، فتنتج جيلا منها لا يتأثر بالمضادات الحيوية، وبالتالى يؤدى إلى موت الإنسان، هناك أيضا إصابة العديد من البشر بالحساسية المرضية، خاصة مرضى حساسية البقوليات والفول السوداني، حيث يتم نقل جين زيادة نسبة الزيت من الفول السودانى إلى فول الصويا، وبالتالى يؤدى إلى إصابة مرضى حمى البحر المتوسط، وحساسية السودانى بعوارض خطيرة، خاصة أن الأبحاث الحديثة أثبتت تسبب زيت فول الصويا المحور وراثيا في إصابة البشر بعوارض حساسية شديدة، إضافة إلى تسببه في ظهور سرطان البنكرياس في الفئران.
٢٩ دولة فقط
فيما أشار تقرير الهيئة الدولية لاكتساب مهارات الكائنات المحورة وراثيا « «ISAAA» الصادر في مارس ٢٠١٢، إلى أن هناك ٢٩ دولة عالمية من بينها مصر، تقوم بزراعة الحاصلات المحورة وراثيا، وهو تقرير خادع لأن الولايات المتحدة وحدها تنتج ٤٣٪ من إجمالى الإنتاج العالمى للحاصلات المحورة وراثيا، وتليها أربع دول هي البرازيل والأرجنتين وكندا والهند، وتنتج مجتمعة ٤٧٪ من الإنتاج العالمي، وبذلك يكون خمس دول فقط تنتج ٩٠٪ من إجمالى هذه المحاصيل في العالم، في حين أن نحو ٢٠ دولة لا تزرع أكثر من ٠.١ مليون هكتار أي نحو ٢٥ ألف فدانا فقط منها مصر.
وهوما أوضحته الدراسات العلمية في مصر التي أشارت إلى أن القارة الأفريقية بها ٣ دول فقط تزرع الحاصلات المحورة وراثيا من إجمالى عدد دول القارة البالغ ٥٣ دولة، وهى مصر وجنوب أفريقيا تزرع الذرة المحورة وراثيا، وبوركينا فاسو تزرع القطن المحور وراثيا، وفى القارة الأوربية تزرعه ثمان دول فقط من إجمالى ٣٧ دولة، وتتنوع فيها ما بين الذرة والبطاطس.
في حين منعت فرنسا وألمانيا تماما زراعة الذرة المحورة وراثيا منذ عام ٢٠٠٨ بسبب تسببها في مقتل المواشى التي تغذت عليها، وكذلك النحل والحشرات الاقتصادية، كما أن بريطانيا تمنع تماما دخول أو زراعة أي حاصلات محورة وراثيا على أراضيها، ومعها روسيا وإيطاليا واليونان والنمسا ولكسمبورج وسويسرا والدنمارك وهولندا وغيرها، في حين خفضت معظم الدول الثمانى التي تزرع المحاصيل المحورة وراثيا بنسب تجاوزت ٥٥٪ خلال العامين الماضيين كما حدث في رومانيا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك.
وبحسب الدراسات، فإن بعض الدول مثل ألمانيا، كان بها عدد كبير من النحل الذي تناول حبوب الذرة، مات منه ٨٠٪ جراء تناولها، وما لم يمت من النحل فقد الذاكرة، ولم يستطع العودة إلى خليته.
كذلك فإن الولايات المتحدة تنتج الذرة المعدلة وراثيا، لاستخدامها كوقود حيوي، في حين تزرعه مصر وتستخدمه في الطعام، ورغم أن هناك منظمة دولية متخصصة في المحاصيل الحيوية، تابعة لمنظمة الفاو أصدرت تقارير في العامين الماضيين، أثبتت فيها أن الدول الأربعة الكبرى المنتجة للحاصلات المحورة وراثيًا «الذرة» قللت إنتاجها من هذا النوع، لضرره أكتر من فائدته، في نفس الوقت الذي تنتج فيه مصر ١٠٠ ألف فدان سنويا من الذرة المحورة وراثيًا.
الحوامل والرضع
الأغذية المعدلة وراثيا خطيرة بوجه خاص على الحوامل والأطفال، فبعد أن تمت تغذية الفئران الإناث بحبوب فول الصويا المعدلة وراثيا، توفى ٩٠٪ من أطفالهن، مقارنة بنسبة ١٠٪ من حالات النفوق بين مواليد الفئران التي تتغذى على الصويا غير المعدلة وراثيا، كما كان المولود الوحيد الناجى بين كل عشرة فئران مولودا تناولت أمه الصويا المحورة وراثيا أصغر حجمًا، ومصابا بالعقم.
خطر داهم
العقم وعدم الإنجاب أصاب الخنازير التي تناولت أعلافا نباتية دخلت في تركيبتها الذرة المحورة وراثيا هو ما أثبتته التجارب عليها، وفى فرنسا وألمانيا ثبت أن الذرة المحورة وراثيا تسببت في نفوق المواشى وإجهاض الحوامل منها، وعقم العجول وموت النحل والحشرات الاقتصادية والفراشة الملكية، لذلك تم منع زراعتها هناك نهائيا منذ عام ٢٠٠٩.
الحيوانات ترفضها
أحد الطرائف التي قابلتنا خلال التحقيق أنه في الولايات المتحدة قدم مزارع حبوب الذرة المحو رة وراثيا إلى خنازيره، فرفضت تناولها ولفظت سريعا ما أكلته، واتجهت نحو الذرة الطبيعية المنتجة بالطرق التقليدية.
وفى جنوب أفريقيا رفضت الدواجن الإقبال على تناولها، واتجهت نحو الطبيعية، وكذلك رفضها جاموس ولاية هاريانا بالهند. أحد المزارعين المتشككين في الولايات المتحدة، سمع برفض السناجب للذرة المعدلة وراثيا، فأرد التجربة بنفسه، فاشترى بعضا منها وبعضا من الطبيعية، وتركها للفئران، خلال فصل الشتاء، وبعد فترة ذهب ليستطلع النتائج، فوجد أنها التهمت كامل الذرة الطبيعية، وتركت المعدلة وراثيا ولم تمسها.
القطن المحور
وفقا للمستندات والدراسات والأبحاث تأكد أن زراعة القطن قصير التيلة المحور وراثيا، على الرغم من تسببه في كوارث لا حصر لها في بلاد الهند، إذ تم رصد نفوق آلاف العجول، بولاية هارينا إثر تناولها حطب وبذور القطن المنتج بالتحور الوراثى لمقاومة الإصابات الحشرية، وتم إجراء تحقيق موسع، انتهى إلى أن تناول المواشى لمخلفات هذا القطن كان السبب الرئيسى في نفوق هذه المواشي، ليس هذا وحسب بل أصيب أيضا الآلاف ممن عملوا في جنى المحصول بنوع شديد من حساسية الجلد والهرش والأورام والاحمرار.
في الهند أيضا بعد إدخال زراعة الباذنجان المحور وراثيا لوحظ إصابة القرية التي زرعت هذا الصنف من الباذنجان بأورام سرطانية في جميع أجزاء الجسم وتليف في الكبد وفشل كلوى حاد، وتم تحويل تحليل الباذنجان المحور وراثيا لأحد أشهر العلماء الهنود في إحدى جامعاتها، ونشر تقريرا يؤكد سميته وخطورته، ومن ثم قام المزارعون الهنود بتدمير جميع حقوله بهذه الولاية.
وفى الولايات المتحدة الأمريكية، صدر تقرير علمى يؤكد أن زراعة الذرة المحورة وراثيا أدت إلى تلوث جميع الأنهار بالبروتين السام الذي يفرزه الجين الخاص بقتل الحشرات، ما أدى إلى موت الاسماك والعديد من الحشرات والحيوانات التي شربت هذه المياه المجاورة لزراعة الذرة المحورة.
فيما قدمت شركات التصنيع الغذائى عرائضا إلى سلطات الولاية، والقضاء لمنع استخدامها في إنتاج المقرمشات، بعدما قاطعها المستهلك بسبب أخطار تناولها، مما أدى إلى بوار وعدم بيع أكياس المقرمشات هناك.
في النهاية لا بد أن نشير إلى أن نسبة ٩٥٪ من زراعات فول الصويا الذي نستورد كامل احتياجاتنا منه، هي زراعات محورة وراثيا تأتى من أمريكا والأرجنتين والبرازيل، ونأكل زيته وتدخل منتجاته في جميع مصنعات اللحوم، وبعض المستحلبات والصويا صوص وغيرها، وبالمثل فإن أغلب القطن قصير التيلة محور أيضا، وكل زيت الكانولا القادم من كندا وغيرها، وكذلك منتجات الذرة ومستحلباتها، ومن الضرورة إيقاف استيرادها جميعا.
ربما بدى الأمر في صورته الظاهرة، أمرا جيدا، ولكن المشكلة تكمن في أن عملية زرع الجين وتثبيته في الكائن المنقول إليه ليست بالعملية السهلة كما أنها يمكن أن تخلق جوا من الفوضى، داخل المادة الوراثية الجديدة، قد تؤدى إلى فشل عمل الجين الجديد، كما أنه قد يعمل بشكل مخالف لما هو متوقع من زراعته داخل الكائن الحى الجديد، وهو ما حدث في ألمانيا عند نقل جين من الخمائر الغزير في إنتاجه للنشا إلى البطاطس، لزيادة نسبة النشا، كانت النتيجة عكسية وأدت إلى انخفاض نسبته، كما أفرزت بعض المكونات غير المتوقعة أدت إلى تدهور المحصول.
من النسخة الورقية