الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مصر حلم الإمبراطورية الفارسية.. والاختراق الشيعي مفتاح الدخول

 صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان لعاصفة الحزم التي شنتها الدول العربية، على الحوثيين في اليمن، تأثير كبير على مصر لكن هذه المرة من خلال الشيعة الذين خرجوا عن صمتهم الذي دام طويلا، وبدأ عملهم السرى يخرج إلى النور مهاجمين ومتوعدين السعودية والدول العربية، بحرب ضدها، بل وكتب القيادي الشيعي الطاهر الهاشمي مقالا يهاجم فيه مصر ويدعو الشيعة للتظاهر أمام مقر السفارة السعودية، ما أعاد فتح ملف الشيعة المصريين من جديد وهل ولاؤهم للدولة أم لإيران والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية خاصة وأن ما فعلوه من هجوم وانتقاد خرجوا به عن الاصطفاف الوطني أثار جدلا كبيرا.
المد الشيعي يصل مصر
على مدى الـ40 عاما الماضية، وتحديدا بعد الثورة الخومينية بدأ المد الشيعي يصل مصر من خلال بعض الشخصيات التي اعتنقت المذهب الشيعي، كما سافر عدد من الشخصيات إلى إيران في الفترة التي حكم فيها الإخوان، ثم رجعوا إلى مصر وأعلنوا تشيعهم.
زاد نشاط الشيعة بعد ثورة يناير، وانتقلوا من العمل من السر للعلن، حيث انتشروا في المحافظات كما أنشأوا عددا من الحسينيات في أسوان وأسيوط وفى المحلة والمنصورة.
غالبية الشيعة في مصر يعتنقون المذهب الجعفري الإثنى عشري وهو نفس المذهب الموجود في إيران والذي يكفر الصحابة ويؤمن بأن القرآن محرف وهناك قرآن آخر لفاطمة الزهراء وينتظر قدوم المهدي المنتظر.
ويعتمد الشيعة المصريون على السرية التامة تنفيذا لمبدأ "التقية " واستغلال التركيبة القبلية التي تنتمي للأشراف وآل البيت، مثل الجعافرة الموجودين في قنا وإسنا، والأقصر الموجود بها قبر الأمير "حمد" الجد الأكبر لهم، والعبابدة الموجودين في "قفط" و"قوص" والقبائل الهاشمية الأخرى مثل "جهينة فزارة وهوارة وعبس المطاعنة والحجازية" وعن طريق "الساحات" التي تعقد فيها "الحضرة" يروج للتشيع مثل "ساحة النبي الأعظم" في قرية "الكالوج" بأسوان أو ساحات "الدندراوية".

انتشار الفكر الشيعي 
هناك بعض الشخصيات البارزة في المحافظات المصرية، ساهمت في الزحف الشيعي، أولهم  الدكتور أحمد راسم النفيس، أستاذ الباطنة والقلب بجامعة المنصورة، والكاتب والصحفي صالح الورداني، الذي صدر له موسوعة آل البيت، 7 أجزاء، وتثبيت الإمامة، والقطب الشيعي الطاهر الهاشمي ومحمد يوسف إبراهيم، ومحمد الدريني رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت.
ولعل أبرز قضايا الشيعة كانت عام 1988، حيث تم القبض على 4 عراقيين، وإغلاق دار النشر المصرية الشيعية "البداية"، وفي 1989، قبض على تنظيم من 52 فردًا، بينهم 4 خليجيين وإيراني، وفي 1996، جرى الكشف عن تنظيم يضم 55 عضوًا في 5 محافظات.
وفي نوفمبر 2002، ألقي القبض على تنظيم بزعامة محمد يوسف إبراهيم، ويعمل مدرسًا في الشرقية، ويحيى يوسف، وصاحب مطبعة، اتهموا بالترويج للمذهب والسعي إلى إنشاء تنظيم شيعي.

أعداد الشيعة وأماكن تمركزهم
ويقدر تعداد الشيعة في مصر لما يقرب من 15 ألف شيعي موزعون على أكثر من محافظة بينما يتواجدون بكثافة في 5 محافظات منها محافظة الدقهلية، وخاصة في مدينة المنصورة (عاصمة الدقهلية) حيث يوجد "النفيس" أشهر الشخصيات الشيعية المصرية، ومحافظة الشرقية، حيث تم إلقاء القبض على أحد التنظيمات الشيعية في هذه المحافظة، ويتمركز الشيعة في هذه المحافظة في منطقة تسمى كفر الإشارة بالقرب من الزقازيق.
كما يتواجون في محافظة المنوفية في مركز قويسنا ولكنهم لا يجاهرون بتشيعهم وفى محافظة أسوان، حيث ينتمي العديد من سكان محافظة أسوان للمذاهب الصوفية وفى محافظة الغربية، حيث يوجد في طنطا (عاصمة الغربية) ضريح السيد أحمد البدوي الذي يفد إليه الملايين من كل محافظات مصر سنويًا كما يتواجدون بأعداد قليلة جدا في محافظات أسيوط وسوهاج وشمال وجنوب سيناء فضلًا عن بعض أحياء القاهرة.

جمعيات الشيعة في مصر
المجلس الأعلى لرعاية آل البيت يرأسه محمد الدريني، أعلن عنه في مؤتمر نهاية التسعينات وهناك جمعية "البتول" وكذلك عدد من الجمعيات والحسينيات في طنطا والمحلة وأجزاء من القاهرة الكبرى، حيث تتواجد دائمًا في نادي الزهور في مدينة نصر وهي مجموعة شيرازية، مرجعيتها داخل النجف في العراق.
وتعد جمعية الثقلين التي يرأسها الطاهر الهاشمي، هي الأبرز حاليا في النشاط الشيعى، حيث يذهب إلى بيته العديد من علماء الأزهر وبعض المتشيعين كما يزوره في أكثر من شخصية شيعية من خارج مصر كان آخرهم عباس الدهلي أحد كبار منظري الفكر الشيعي في العراق.

أبرز شخصيات الشيعة في مصر
الدمرداش العقالي: يعتبر الزعيم الروحي لشيعة مصر، وأحد أبرز المعبرين عن قضيتهم في المحافل المحلية والعالمية، بدأ حياته عضوًا في جماعة "الإخوان المسلمين"، ثم تركها وتدرج مهنيا في مؤسسة القضاء حتى وصل إلى رئاسة محكمة الاستئناف، كان متزوجا من آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر والداعية المعروفة لكنها طلقت منه بسبب اعتناقة للمذهب الشيعي.
أحمد راسم النفيس: ولد راسم النفيس في 2 أغسطس 1952 في مدينة المنصورة محافظة الدقهلية وهو طبيب مصرى وأستاذ جامعي ينحدر من أسرة أزهرية بدأت شهرته تزداد بعد إعلانه أنه تحول من الإسلام السني إلى الإسلام الشيعي وقد كتب عددًا من الكتب تصل إلى 30 كتابا تقريبًا واشتهر بتصريحاته المسيئة للصحابة.
صالح الورداني: صحفي مصري تحول من المذهب السني للشيعي وساهم -بشكل كبير- في عمليات التبشير الشيعي، اعتقل في عام 1987 وعام 1988 ضمن ما سمي بالتنظيم الشيعي الخميني.
سالم الصباغ: أحد القيادات الشيعية البارزة وصاحب علاقات قوية مع إيران ونظم العديد من الرحلات إلى هناك وساهم في انتشار المد الشيعي بين الفقراء وفى القرى وظهر بأكثر من تصريح مثير مثل ادعائه أن الشيعة المصريين يتعرضون للإبادة.
الطاهر الهاشمي: صاحب أكثر التصريحات المثيرة للجدل وسب الصحابة كما أنه وجمعية الثقلين والموقع الذي يشرف عليه وشقته بمنطقة الدقي في الجيزة المحرك الرئيسي للشيعة في مصر وممولها.
حسن شحاتة: اعتقل لمدة ثلاثة أشهر بتهمة (الإساءة إلى السيدة عائشة وصحابة النبي)، كما أنه تعرض للاعتقال مرة أخرى عام 2009 مع أكثر من ثلاثمائة عالم شيعي بتهمة (زعزعة الأمن القومي المصري وازدراء الأديان) ثم أفرج عنه لكنه قتل في 2012 أثنا وجودة بقرية أبومسلم حيث اعتدى عليه الأهالي متهمينه بأنه يسب الصحابة وينشر التشيع.
ومحمد الدريني، رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت ومحمد غنيم القيادي الشيعي البارز وهناك أيضا محمود جابر عضو بالتيار الشعبي وعماد الديب وقيادات أخرى بارزة.

ائتلافات سلفية لكشف الشيعة
ظهر بعد الثورة عدد من الائتلافات السلفية التي تخصصت لكشف الشيعة وأماكن انتشارهم منهم ائتلاف الصحب والآل والدفاع عن الصحابة حيث يقول وليد إسماعيل، منسق تحالف آل الصحب والباحث في شئون التشيع أن الائتلاف مهمته تتبع الشيعة في مصر ومحاولاتهم نشر التشيع التي يقومون بها ويستغلون فقر الناس واحتياجاتهم خاصة في المحافظات الفقيرة.
وأضاف إسماعيل، أن الائتلاف كان صاحب السبق في الكشف عن 5 محافظات قال إن منصات بث الفكر الشيعي في مصر تتمركز بها، وجاء على رأس تلك المحافظات محافظة أسوان في مدينة كوم أمبو، مشيرًا إلى أن لأسوان خصوصيتها، حيث تعود لقربها من السودان التي تشهد هي الأخرى مشروع انتشار شيعي كبير، مضيفا أن هناك مخططا لتشكيل تكتل شيعي داعم لإيران في منطقة جنوب مصر وشمال السودان.
أما ناصر رضوان مؤسس ائتلاف الدفاع عن الصحابة فقال إن الشيعة في مصر يلجئون للموالد الشعبية وعبرها يتم نشر كتيبات رصد تحالف آل البيت بعضها، مثل تاريخ المذاهب في مصر، حقوق الإنسان عند أهل البيت، عبد الله بن سبأ بين الواقع والخيال، عقائد الشيعة الإمامية، وأهل البيت.
وأشار رضوان إلى تدشين عدد من القنوات الشيعية من استوديوهات داخل مصر كسبيل جديد لنشر المذهب، حيث هناك قناة "فداك" و"الثقلين"، كما يتم استقطاب الأزهريين المفكرين أيضا عبر نشر كتب وإصدارات لهم في مصر، وتدشين دور نشر. وتعتبر زيارة الشيخ أحمد كريمة نموذجًا من نماذج استقطاب الأزهريين والتي تسببت في أزمة كبيرة.