القوى السياسية ترد بقسوة على دعوات خالد علي لإسقاط البلاد.. عمر: المتآمرون لا يستطيعون العيش بدون الفوضى.. قنديل: وضع نفسه في مأزق لن يستطيع الخروج منه.. النقاش: دليل على تآمره

سادت حالة من الغضب في جميع الأوساط السياسية بسبب التصريحات "العنترية" الصبيانية التي اطلقها خالد على المرشح السابق لرئاسة الجمهورية والتي خلط فيها بين ما هو شخصي ومصلحة البلاد ومطالبته بثورة جديدة على النظام الحالي بعد أن بدأت البلاد تتحسس طريقها للاستقرار، واعتبره الكثيرون داعية للفوضي وبابا جديدا للفتنية لإغراق البلاد في بحور من الدماء لتحقيق مصالح فئة بعينها، فيما اعتبره البعض استكمالا للمؤامرة على الرئيس عبدالفتاح السيسي ومحاولة لإسقاط البلاد.. "البوابة نيوز" استطلعت آراء السياسيين حول هذه المهزلة الجديدة.
وقال اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات الإستراتيجية، إن التعليقات على حكم المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، بشأن معاقبة المضربين عن العمل، هي تعليقات غير مناسبة، مشددًا على أنه لا تعليق على أحكام القضاء.
وأضاف اليزل، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم السبت، أنه من غير المقبول أن يمس أي شخص الأمن القومي للدولة.
وأشار إلى أن الصراعات بين الأحزاب السياسية، شيء طبيعي، نتيجة الاختلاف في التوجه والفكر والرؤى السياسية.
من جانبه قال الدكتور أحمد دراج، المتحدث الإعلامي باسم تحالف "25 /30": إن ما قاله خالد على، المرشح السابق للرئاسة، حول إمكانية خروج الشعب المصري، ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمثابة جرس إنذار، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات، فيها نوع من الحدة، وأن الأوضاع في مصر لا تحتاج هذه النوع من المواقف.
وأضاف دراج اليوم السبت، إن الطريقة التي تكلم به خالد على لا تصلح، موضحًا أن مؤسسات الدولة تورط الرئيس السيسي، للعودة إلى نفس المربعات التي كان يتحرك فيها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
وقال الكاتب الصحفي مصطفى بكري: إن الثورة الجديدة على كل مغامر، مشيرا إلى أن مصر تعيش في زمن جديد، مؤكدا على ضرورة احترام القضاء المصري الشامخ".
وأضاف بكري في تصريح خاص لـ" البوابة نيوز" أقول لخالد على وأمثاله "لا تستطيعون أن تنزلوا الشارع وكفوا عن الدعوة للفوضى وعن أسلوبكم العنتري وانظروا لأنفسكم" مشيرا إلى أن ما يحدث من صراعات داخل الأحزاب السياسية أمر طبيعي أيًا كان الأمر.
وقال عبدالناصر قنديل، أمين الشئون النيابية بحزب التجمع، إن تصريحات المحامي الحقوقي خالد على، والتي تنال من القيادة السياسية تنبع من خلطه بين ممارسته لعمله الحقوقي وبين اعتقاده بأن له دورا سياسيا يقوم به، مؤكدا أنه وضع نفسه في مأزق غير قادر على الخروج منه إلى الآن.
وأشار قنديل، إلى أنه رغم وجود تحفظات على بعض قرارات القيادة السياسية إضافة إلى وجود حالة من الاحتقان، فان الشعب المصري لم ولن ينساق للدعاوى الهدامة وانزلاقه للاقتتال مرة أخرى بين بعضه البعض لأنه أتي بالنظام عن طريق مسار ديمقراطي.
وطالب قنديل، كل من يحاول إشعال الفتنة بين صفوف المصريين بأن يراجع نفسه لأن الشعب المصري لديه كامل القناعة بنجاح النظام الحاكم بقيادة الرئيس السيسي.
من جانبه علق ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل وعضو المجلس الرئاسي لائتلاف الجبهة المصرية، على تصريحات المحامي الحقوقي خالد على التي قال بها أن هناك ثورة قادمة في الميادين قائلا أنه "تصريح مدفوع الثمن".
وتابع الشهابي قائلا أن مثل هذه التصريحات تعبر عن عدم دارية صاحبها بالمشهد السياسي المصري الحالي، فضلا عن عدم دارية صاحبها بطبيعة الشعب المصري، مضيفا إن الرئيس عبدالفتاح السيسي له ظهير شعبي قوي، وأن مصر لن تشهد ثورة أخرى مماثلة لثورة 30 يونيو إلا بعد 100 عام.
وعلق حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، على تصريحات المحامي الحقوقي خالد على التي هدد فيها بخروج ثورة جديدة ضد الدولة، قائلا: إن مثل هذه التصريحات بمثابة تحريض على الفوضى، مضيفا أن خالد على ومن يؤيده لا يستطعون العيش بدون الفوضى، حسب تعبيره.
وتابع عمر: إن هذه التصريحات نابعة من قراءة خاطئة للمشهد السياسي والاقتصادي لأن حجم الدين وصل إلى 95 % ومن ثم فإن الحديث عن ثورة قادمة تعني إسقاط الدولة المصرية ونهايتها".
ووجه عمر رسالة إلى خالد على: "انزل إلى الشارع المصري وحاول أن تكون عنصرا فاعلا للمجتمع بعيدا عن الحديث المستهلك".
يذكر أن المحامي الحقوقي خالد على، قد صرح بأن مصر سوف تشهد ثورة ثالثة للإفراج عن الشباب المعتلقين وتصحيح المسار الديمقراطي.
من جانبه قال البرلمانى السابق اللواء عادل القلا، إن الأحزاب المطالبة بإعادة النظر في تعديل قوانين الانتخابات البرلمانية هدفها الأساسى نصب فخ لتوريط رئيس الجمهورية في إطالة المرحلة الانتقالية بعدم استكمال المرحلة الأخيرة من خارطة الطريق.
وأكد القلا، أن جميع الأحزاب التي أعلنت رغبتها في تعديل القوانين هدفها أن يتحمل الرئيس وحده مسئولية القرارات المصيرية وتعطيل إصدار القوانين اللازمة لدفع البلاد نحو الاستقرار، لافتا إلى أن تلك الأحزاب هي من كتبت الدستور الذي وضع البلاد في ورطة كبيرة على حد قوله.
وطالب الدولة بالإسراع في إجراء الانتخابات البرلمانية حتى تتجه الدولة نحو الاستقرار.
استنكر عمرو على، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، ورئيس اللجنة الانتخابية بقائمة الشعب، تصريحات المحامي الحقوقي خالد على، والتي ينال فيها من النظام الحاكم، مؤكدًا أن تصريحاته انفصال تام عن الواقع، وليس لها أساس على أرض الواقع، ورد فعل مبالغ فيه تجاه غضبه من بعض الأمور.
وأكد على، أن الشعب المصري يدرك تمام الإدراك عندما اختار الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسًا للبلاد، أن مشاكل البلاد أكبر من أن يتم حلها في شهور قليلة.
وأشار عضو المكتب السياسي إلى أنه بالطبع هناك بعض الأشياء، لا تسير على ما يرام، وتحتاج لإعادة النظر في بعض القرارات، مؤكدًا استحالة قيام ثورة جديدة، ولكن من الممكن أن يحدث حراك اجتماعي، يجب التعامل معه، والاستماع إليه.
وقال طارق التهامي، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، تعليقًا على تصريحات المحامي الحقوقي خالد على، بوجود ثورة قادمة ضد النظام الحالي، إنه تصريح غير واقعي، مشيرًا إلى أن البلاد تشهد حالة من الاستقرار الاقتصادي والأمني بشكل كبير.
وأضاف التهامي،، أنه ليست هناك حاجة لوجود ثورة جديدة، لأن النظام الحالي لديه منهجية اقتصادية بشكل كبير، فضلا عن تخوف الشعب مما يحدث في البلاد المجاورة مثل لبيبا وسوريا واليمن.
وقال عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع إن التصريحات التي أدلى بها خالد على أحد مؤسسي حزب العيش والحرية لا تمت للواقع بصلة، مؤكدًا أن الأوضاع التي تمر بها مصر تستلزم الاصطفاف في مواجهة الأفكار التكفيرية المتطرفة، وأضاف المغاوري أن الرئيس السيسي جاء عبر انتخابات رئاسية شهد العالم على نزاهتها بنسبة تعدت 90% من أصوات الناخبين، كما أن الرئيس "على حد قوله" لم ينحرف حتى الآن عن أهداف ثورة 25 يناير ولم يتراجع يومًا عن تحقيق أهداف الفئات الأقل دخلًا، حيث أعلن منذ توليه الحكم عن انحيازه لمحدودي الدخل والمهمشين، في مواجهة سطوة رجال الأعمال والأغنياء، وانتقد المغاوري بشدة تصريحات خالد على مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار تصفية الحسابات مع النظام ولا تعبر عن حقيقة وقوف الشعب المصري خلف الرئيس السيسي.
وقالت الكاتبة الصحفية أمينة النقاش، رئيس تحرير جريدة "الأهالي"، إنها صُدمت عندما سمعت التصريحات التي أدلي بها خالد على، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، حول إمكانية خروج الشعب المصري ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكدت النقاش، اليوم السبت، أن ما قاله على يؤكد صحة ما أثير عن وجود مؤامرة يشارك فيها عدد من السياسيين لإسقاط الدولة والرئيس السيسي.
وأضافت أن الشعب المصري اختار الرئيس السيسي بأغلبية ساحقة، بعد علمه بحجم المؤامرة التي تحاك ضد مصر، مشيرةً إلى أن الوضع الحالي الذي تمر به البلاد، يتطلب مزيدًا من الالتفاف وراء قيادة سياسية تحارب الإرهاب في كل مكان.