الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

القصة الكاملة لـ"أبو قتادة الأثري" أصغر إرهابي مصري

ترك دراسته بالأزهر وسافر إلى سوريا وفجر نفسه فى العراق

 صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


 

يتحدث عن تكاليف الجهاد.. وينشر نصائحه للمصريين والشباب من الراغبين في الانضمام لصفوف «داعش»
في هذه الفترة لا تخلو الجلسات والمقابلات في الجامعات المصرية بين الشباب من نقاش حول الإرهاب والتطرف الديني، والخطير أن الشباب يتعرضون لعمليات غسيل دماغ من الجماعات الإرهابية التي تركز على مخاطبة عقولهم والتأثير فيها، بغرض زرع التطرف بداخلهم لمقاومة الفساد، ومع ذلك لا يقع من هؤلاء الشباب فريسة إلا من هو ضحية البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها.
هذا ما حدث مع «عبدالرحمن» ١٩ عاما، وهو نجل «عبدالناصر وهبة»، رئيس شركة بريما للأحذية، الكائنة في الحوامدية مواليد ١٩٦٧، ومن مناصرى جماعة الإخوان، وشقيقه الأكبر مصطفى ٢٥ عاما، عضو حركة أحرار التابعة لحازم صلاح أبو إسماعيل، وتم اعتقاله في مايو ٢٠١٤ لمدة ٢٦ يوما.
قرر عبدالرحمن الانضمام لداعش بعد محاولات عديدة ممن حوله من أتباع الجماعات الإرهابية، وهو مقتنع تماما أنه على صواب، وترك عبدالرحمن دراسته في كلية التجارة بالإنجليزية جامعة الأزهر، بعد أن كان من المتفوقين ويشهد له زملاؤه بذلك، والغريب أن والده وشقيقه لم يقفا في طريقه بل شجعاه على ذلك، وسافر الشاب إلى سوريا للانضمام إلى داعش، ولقب بأبو قتادة الأثري، وكان برفقته صديقه «محمد مصطفى سليم»، والملقب حاليا بأبو معاذ المهاجر.
تعرض أبو قتادة الأثرى لموقف في جبهة النصرة جعله يرفض القتال هناك ويطلب نقله لقافلة البغدادى، وهو ما اعتبره المقاتلون من زملائه انشقاقا عنهم، وكان ذلك بسبب أن أحد زملائه استوقفه ورفع السلاح في وجهه وتعرض للإهانة، وكان هذا المبرر الذي قدمه لقياداته في الجماعة الإرهابية حتى يوافقوا على نقله، وبالفعل ابتعد عن صديقه أبو معاذ المهاجر، وذهب إلى العراق.
م

اشترك عبدالرحمن الشهير بأبو قتادة في خمس معارك في العراق ضد الجيش هناك، وقرر عبدالرحمن أخيرا القيام بعمل انتحارى في أواخر إبريل الماضى فيما يسمى بولاية صلاح الدين في قرية البيشير في كركوك بالعراق، ونشر فيديو لهذه العملية عبر جماعة بيت المقدس وعنوانه «الاستشهادى يصد هجوما على قرية البيشير»، وقبل هذه العملية بساعات أبلغ عبد الرحمن شقيقه على حسابه الرسمى بالفيس بوك أنه راحل وسوف يترك زينة الدنيا ويمضى.
نفذ عبدالرحمن عمليته الانتحارية داخل إحدى المدرعات المسروقة من الجيش العراقى في عملية مصورة، وكان ملثما وبجانبه خمسة جراكن كبيرة تحتوى على مواد ملتهبة تساعد على الانفجار، وقال في الفيديو هذه شهادة منى إلى إخوانى المسلمين الممتنعين عن الجهاد، ماذا تريدون أن يحدث بعد أن انتهكت الأعراض وسالت دماء الصغير والكبير ومنعت الصلاة وهدمت المساجد وحولت إلى معابد، ألا يغضبكم كل هذا؟!! وهل نسيتم فضل المجاهد عند الله ونسيتم أن الله سوف يأخذكم إلى جهنم؟ راجعوا أنفسكم يمكن ترشدكم بفضل الله عزو وجل.
وقام عبدالرحمن بتفجير نفسه ليقتل عشرات من جنود الجيش العراقى ويدمر أتوبيسا تابعا للعسكريين وثلاث سيارات نقل جنود، وعلى إثر ذلك تمكن زملاؤه المقاتلون من دخول الموقع العسكري وقتل كل من بداخله، وبعد ذلك الخبر انهالت التهانى بدلا من العزاء من أنصار جماعة الجهاد على والد عبدالرحمن وشقيقه بصفحتيهما بموقع الفيس بوك.
أما عن آخر رسالة قدمها عبدالرحمن أبو قتادة قبل انتحاره لأصدقائه في مصر من الذين يسعون للهجرة والقتال، فكانت بعنوان «مجاهد من أرض الكنانة» قال فيها: «الرصاصة ثمنها عشرين جنيه (٣ دولارات)، وهذا أرخص سعر ممكن تسمعه من مكان تأمن أن صاحبه لن يبلغ عنك، والكلاشنكوف ثمنه ١٤ ألف جنيه (تقريبا ٢٠٠٠ دولار)، وممكن بـ١٢ لكن حالته أردأ من ١٤ خزنة والكلاش ٣٠ طلقة أو ٤٠ حسب نوعية الخزنة، والواحدة منها تتم تعبئتها بـ٦٠٠ جنيه (تقريبا ٩٠ دولار)، وإذا أردت نزول اشتباك فعلى الأقل يكون معك خمس خزانات يعنى ٣٠٠٠ جنيه (تقريبا ٥٠٠ دولار) ثمن ذخيرة الشخص الواحد.
كما أن الذخيرة الاحتياطية لا يمكنك التفريط بها حتى إذا ما حدث عليك هجوم في مخبئك، ولا تستسلم وتقريبا تكون ضعف المعتاد أي ستة آلاف جنيه (تقريبا ٩٠٠ دولار )، وإذا كنت تريد أن تعمل عملية واحدة كل شهر فأنت تحتاج ٣ آلاف جنيه شهريا، هذا غير طعامك وشرابك ومطاراتك وابتعادك عن أهلك وأنت لديك عائلة مسئولة منك وعليك أن تنفق عليها أيضا.
والعبوات موادها غير متوافرة في أغلب الأحيان، وليست كل الوصفات على الإنترنت صحيحة، بل إن بعضها لو صنعتها لانفجرت فيك أو مت بغاز سام منها أي أنها أحيانا تكون فخا، وأنت ليس لديك الخبرة الكافية فأغلب من عمل في مصر هو من لا يستطيع الخروج للشام، وأن تخرج وتعود لتعمل فستوضع على اسمك خطوط حمراء من قبل الأمن.
وأضاف أبو قتادة، أن الغنائم في مصر حتى الآن يصعب الحصول عليها لأن بها مخاطرة كبيرة، وهناك صعوبة في تصريفها لتعود أموال سائلة، ويا أخى نحن لا نملك أي أموال ونعمل لساعات طوال لنجنى المال، والمجاهدون بأفغانستان في بداية الجهاد يسافر الواحد منهم خارج البلاد ليعمل ثم يرسل الأموال لإخوانهو وهذا لتعلم أهمية المال وأنه والله عصب الجهاد.
وتابع: إن المال غير متوفر بمصر فهى حتى الآن ليست جبهة مفتوحة، والأطراف الخارجية لا تريد التدخل أو حتى الدعم، ولا تخدعوا أنفسكم بشائعات تويتر وأمانى الإخوة أن الدولة بمصر أو الجبهة، فوقوا من الحلم لا أحد هنا سوى المخذولين من طوب الأرض وحتى منكم.
نحن هنا نصف مطاردا لا يجد مكانا يؤويه ولا مالا ينفق منه يعيش على بيع ما يملك حتى صار بعض الأخوة ليس لديهم إلا طقم أو طقمان ويأكلون ما يوضع أمامهم من أكل غير جيد، في أغلب الأحوال تأتيهم بأمراض البطن.
وإخواننا في المعتقلات أحكامهم بين الإعدام أو خمس وعشرين عاما، ومن تم الرفق به فعشر سنوات مع المراقبة لخمس سنوات أي إبادة حياتهم إما بالقتل أو في غيابات السجون.
هكذا كله ببساطة لأنك تقاتل في أشرس معركة، وهى ما قبل الفتح، والذهاب للشام، لكننا قررنا البقاء والاستمرار رغم هذا سائلين الله تقبل العمل وإحداث النكاية في الطواغيت والثأر للمسلمين ما استطعنا.
وكل ما نطلبه منكم أن تكفوا ألسنتكم عنا وتتقوا الله فينا، فكفى الطعن من الطواغيت لتأتوا أنتم وتطعنوننا في ظهورنا إما باتهامنا أننا مخابرات أو بالتكالب علينا والاستمرار في مسار الديمقراطية الكافرة وعدم الخروج من دائرة النظام العالمى الذي يقتلنا ويسرقنا ويذبح إخواننا، وهو نفسه من يمول قاتلكم بمصر، بل هو من يدربهم على قتلكم، ونستحلفكم بالله أن تدعموا المجاهدين بالمال، فهو عصب الجهاد لذا جعله الله مقدما على النفس فبدون المال لن يقام الجهاد، واختتم عبدالرحمن كلامه برسالة إلى فتيات مصر بأن المجاهدين طلقوا الدنيا وتزوجوا من سوريا»!
من النسخة الورقية