الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

هيكل .. رجل إيران في مصر .. يواصل تخاريفه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يأبى المولى عز وجل أن يستمر المصريون مخدوعين في أصنام بشرية تعبد من دون الله لأطول من ذلك زمنيا، وكما شاء العلي القدير أن يكتشف المصريون حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية بعد 85 سنة من الخداع والتضليل، بأن مكنهم من حكم لعام واحد فقط لا أكثر حتى يكشفوا هم بأنفسهم عن أنفسهم، وحقيقة هويتهم الدعوية والتخريبية، وأنهم لا دين ولا شرف ولا انتماء وطني لهم، شاء الله تعالى أيضا أن يجعل هيكل

 أحد أوتاد فرعون مصر في الستينيات – أن يكشف بنفسه وعن حقيقته، وأنه ليس أكثر من مروج أكاذيب وأضاليل وترهات ، وذلك رغم أنه بلغ من العمر أرذله، وكان عليه أن يحترم سنه، إلا أنه يصر على مواصلة تخاريفه وهذيانه، رغم ما أثبتته أحداث التاريخ من فشل وخيبة كل تقديراته وتحليلاته وتنبؤاته، وأنه بعد أن سقطت أسطورة فرعون الذي أخذ يدافع عنه لأكثر من عشرين عاما، رغم هزيمته في حرب 1967، ومن قبلها هزيمته في حرب 1956، فضلا عن هزائمه في سوريا عام 1959، وفي اليمن عام 1962، وصارت مهمة هيكل بعد حرصه على تمجيد نفسه، وأن ينتقم ويحارب كل من رفض أن يجعله قريبا منه ومستشارا له وكاتبا لخطبه من رؤساء مصر، رغم محاولاته المستميتة في أن يفرض نفسه عليهم، وأخرهم الرئيس السيسي.
ثبوت خطأ كل تحليلاته .. ماضيا وحاضرا 

لم يكن فشل هيكل في تحليل الأوضاع الأخيرة في اليمن، عندما توقع ألا تشارك مصر بقواتها هناك، واعترض على خروج القوات المصرية لتقاتل بجوار العرب ضد تمدد الحوثيين المدعومين من إيران ودفاعا عن باب المندب، من أن تسيطر عليه الأخيرة، لم يكن هذا الفشل هو الأول في تحليلات "هيكل" الخاطئة، بل سبقته سلسلة طويلة من فشل وخيبة تحليلاته وتوقعاته..


فقد فشل في عام 1959 عندما تنبأ بأن تمتد الوحدة مع سوريا لتشمل باقي الدول العربية تحت زعامة عبد الناصر، فكان السقوط المدوي لهذه الوحدة بالانقلاب السوري عليها، وبواسطة مدير مكتب عبد الحكيم عامر نائب عبد الناصر في سوريا. وفشلت أيضا تحليلات هيكل في عام 1962 عندما ذكر في مقال له تحت عنوان "من فوق جبال صرواح" أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا لم يدركوا قيمة اليمن وما فيها من كنوز تحوى الذهب والفضة والنحاس والنفط، ولكن عبد الناصر بعبقريته الفذة أدرك ذلك، فقام بغزو اليمن، ومن بعدها سيفتح باقي دول الخليج، فكانت النتيجة أن خسرت مصر أكثر من 1000 جندي في حرب عقيمة دامت خمس سنوات في جبال اليمن، وكانت تنفق يوميا مليون جنيه، في وقت كان الجنية المصري يساوي 2 دولار، وبعد ان نجح الاتحاد السوفيتي في جرجرة ثلث الجيش المصري إلى الحرب في اليمن بدعوى دعم ثورتها ضد حكم الإمامة، وعندما اكتشف عبد الناصر عمق الهوة والمستنقع الذي تورط فيه، سارع إلى جده لتوقيع اتفاق مع الملك فيصل يسمح بعودة القوات المصرية من اليمن، ولكن للأسف سبقته إسرائيل وشنت حربها في 5 يونيو 1967 قبل أن تتمكن قواتنا من العودة إلى مصر، وكان هذا الفشل الذريع ، بل والخيبة الكبرى يرجع إلى ما كان يدسه هيكل من أوهام وتحليلات خاطئة في أذن عبد الناصر.
- ولم يكتف هيكل ويخجل ويتوارى بسبب سلسلة فشل تحليلاته، فنجده في مايو 1967 يوحي لعبد الناصر بضرورة تعبئة الجيش المصري في سيناء بدعوى ردع واضافة اسرائيل ومنعها من الهجوم على سوريا، هذا في الوقت الذي كان ثلث الجيش المصري يقوم بالانسحاب من اليمن، ثم اتبع هيكل ايحاءاته لعبد الناصر فأصدر الاخير قرارين كانا الاخطر في تاريخ مصر والعرب: الاول طرد قوات البوليس الدولي من غزة وسيناء، والثاني اغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة الاسرائيلية، وبذلك اتاح الفرصة والمبرر لإسرائيل أن تشن ضربتها الاستباقية في 5 يونيو 1967 وتحتل سيناء حتى تم تحريرها بالكامل في ابريل 1982 نتيجة حرب اكتوبر المجيدة 1973 وما تلاها من معركة سياسية رائعة أدت الى انسحاب اسرائيل من اخر حبة رمل في طابا، في الوقت الذي لا تزال فيه اسرائيل تحتل – ومنذ 48 عاما – أراضي عربية في غرب الاردن، والجولات، وغزة، وما هذا النجاح الذي حققته مصر الا بعد أن أغلق السادات ومبارك أذانهم عن سماع ترهات هيكل وأكاذيبه وعدم تصديقه ومن هنا جاء حقده عليهما، بل وحقده ايضا على الجيش المصري الذي حقق هذا الانتصار العظيم، فنجده يصفه بأن "لا نصر ولا هزيمة


- ولم تقف سلسلة فشل تحليلات هيكل عند هذا الحد، فنجده في التسعينات والعشرينات يواصل تنبؤاته الخائبة .. فيتوقع في عام 1991 ان ينسحب صدام حسين من الكويت دون حرب، على عكس ما وقع حيث قامت قوات "عاصفة الصحراء" بشن حرب واسعة في الكويت عام 1992 تم خلالها تدمير الجيش العراقي هناك واجبار ما تبقى منه على الانسحاب الى داخل العراق، كما فشلت تحليلات وتوقعات هيكل ايضا، واثبت خيبته مرة اخرى عندما توقع في عام 2003 الا تقوم امريكا بغزو العراق، فكان ما حصل على عكس ما قاله هيكل . وحتى على المستوى المحلي الضيق تجد هيكل يواصل توقعاته الخائبة عندما نصح يحيى قلاش قبل انتخابات نقابة الصحفيين بعدم خوضها في مواجهة ضياء رشوان، باعتبار ان فرصته في الفوز ستكون ضعيفة، وان عليه ان يعطي رشوان فرصة في التجديد، ولكن اثبتت نتيجة الانتخابات ان توقعات (الاستاذ) خابت، وفاز قلاش على رشوان

ولست بحاجة الى تذكير القارئ الكريم بأكذوبة ضخمة أخرى من اكاذيب هيكل، عندما اقام الدنيا ولم يقعدها مؤكدا مرة اخرى ان ثروة مبارك تصل الى 70 مليار دولار، وأن لديه وثائق تثبت ذلك، ثم عندما وجد أن هذه الاكذوبة ضخمة ولا يصدقها عاقل، خفض الرقم الى 9 – 11 مليار دولار، وعندما استدعاه جهاز الكسب غير المشروع ليقدم ما لديه من وثائق، ادعى هيكل وجودها كانت المفاجأة تنصل هيكل – الحاقد والكاذب – من معلوماته ومدعيا أنه حصل عليها مما نشرته صحف اجنبية !! وعندما اكتشف رئيس الجهاز أنه لا يوجد أي وثائق ولا مستندات مما يزعمها هيكل، كاد يأمر بحبسه لولا تدخل نائب رئيس الجهاز حرصا على عدم اثارة مشكلة جديدة بجانب المشاكل التي سادت مصر عقب احداث 25 يناير. ناهيك عن اتهام هيكل للرئيس الأسبق حسني مبارك بأنه كان وراء عقد صفقة شراء 105 مقاتلة ميراج بين ليبيا وفرنسا، وهو ما يثبت ان ليس له اي اساس من الصحة بل ان حقيقة الصفقة 12 مقاتلة ميراج فقط ولم يتدخل فيها مبارك على الاطلاق، ولكنها احقاد هيكل الدفينة ضد مبارك، والتي بدأت بعد 25 يناير بادعائه أنه لا يوجد ما يسمى بضربة جوية في حرب اكتوبر، بل هم 12 طائرة قامت بضرب هدفين في سيناء، متجاهلا ما سبق أن نشره في كتابه (الطريق الى رمضان) عن ضربة جوية بـ 211 طائرة قصفت 22 هدفا، وهو ما اثار غضب جميع ضباط قواتنا الجوية، حيث تجاهل هيكل، كما حط من شأن ارواح الشهداء الطيارين الذين سقطوا في حرب اكتوبر، فضلا عن تجاهل جهود القوات الجوية في هذه الحرب، وما ذلك الا لمكايدته الرئيس مبارك وحقده عليه
ثم تأت الى آسفة الاثافي لتثبت وتؤكد فشل تحليلات وتوقعات هيكل ، وأن كلامه كله منذ تصدر الساحة الصحفية والاعلامية في مصر لأكثر من خمسين عاما .. ليس اكثر من اراجيف وترهات واكاذيب لا قيمة لها ، فتجده يلغي حلقته مع قناة cbc ، بعد ان اربكه تسارع الاحداث فتخبط في تحليلاته كالعادة ، فقال ان مصر لن تدخل في حرب مع اليمن ، وان قرار التدخل العسكري سيكون بعد القمة للحصول على اجماع عربي ، وهو ما حدث عكسه تماما . حيث قررت مصر ان تشارك مع تسع دول اخرى في عاصفة الحزم ، وبدأت عاصفة الحزم فعلا بتوجيه ضربات جوية مكثفة بأكثر من 100 مقاتلة ضد مواقع الحوثين في اليمن ،وذلك قبل انعقاد القمة العربية ، وحتى لا يكون موضوع انقاذ اليمن من الحوثين وحليفهم الايراني موضع جدل وخلاف اثناء هذه القمة ، فكان فرض "عاصفة الحزم" على القمة ، ومعها مشروع بناء القوة العسكرية المشتركة ، بديهة سياسية ومن عوامل نجاح هذه القمة ، وتوحد مواقف معظم الدول العربية حول قراراتها وتأييدها ، الامر الذي اعتبر معه معظم المراقبون في الداخل والخارج ان هذه القمة اكثر القمم العربية نجاحا . ولكن لأن ذلك لا يرضي ميول هيكل التي تجد في الفشل والهزائم والتناحر العربي ، ما يشفي غليله ضد الدول العربية .. خاصة مصر ودول الخليج ، ويحرمه من الاستمتاع بهوايته في بث واشاعة روح الوهن واليأس والقنوط والانهزامية ، بجانب الخوف من المستقبل في نفوس المصرين خاصة والعرب عامة ، وهو ما دأب عليه هيكل منذ نهاية عهد عبد الناصر واطلقت عليه احدى الصحف الغربية عاصفة الحزم تربك هيكل وتكشف اراجيفه .
- ولأن هيكل له تجربة فاشلة في اليمن ترتبط بفشل قرار عبد الناصر بالتدخل عسكريا هناك عام 1962 ، وهذه التجربة عالقة في اذهانه ، علاوة على موقفه الحاقد على السعودية منذ زمن طويل لأنها كشفت حقيقته المتلونة ومحاولاته الخائبة بأن يكون "رجل كل العصور" Lord of the Egypt نجده لا يكتفي بالاعتراض على مشاركة مصر في عاصفة الحزم ، بل يعترض ايضا على تشكيل قوة عربية مشتركة ، فقد اثرت هذه التجربة على رؤيته للأحداث في اليمن ، وهو ما عبر عنه في الحلقة الممنوعة عندما تحدث عن "يمن الستينات" ، فرأى ان مصر لا يجب ان تشارك في عمل عسكري ضد اليمن ، كما رفض ان تخرج القوات المصرية بجوار العرب ضد تمدد الحوثين المدعومين من ايران ، خصوصا اذا كان الامر بقيادة سعودية ، بدعوى حتى لا تدخل مصر في صراع اقليمي طرفاه الرياض وطهران . هذا فضلا عن رؤية هيكل في ان على مصر ان تتجه نحو طهران ، وان تقيم علاقات قوية معها ، وان الدعم الاقتصادي الخليجي لمصر لا يجب ان يقف امام التقارب المصري –الايراني ، وبذلك –وبعد ان شاركت مصر الى جانب اشقائها في عاصفة الحزم ، اصبح هيكل في جانب والجميع في جانب آخر 


ولأن اشاعة روح الامل والثقة في النفس ودعم القرارات والاعمال الايجابية ، والتبشير بمستقبل افضل ، فذلك ابعد ما يكون عن طبيعة وروح هيكل المشبعة بالحقد والكراهية والانهزامية ، لذلك وجدناه –بعد ان اجل حلقته الحوارية في شبكة cbc بسبب ما حوته من توقعات فاشلة بشأن عاصفة الحزم –وجدناه في حلقته الجديدة المنقحة يزيد الطين بله بادعائه ان "مؤتمر القمة كان يواجه مأزقا" وان هناك ازمة واختلاف رؤى واختلاف فعل ، وهو ادعاء مضحك وباطل ومكشوف حيث اكدت اعمال القمة عدم وجود اي مأزق الا في مخيلة هيكل المريضة ، حيث وافق اغلبية القادة العرب على جميع قرارات القمة بما فيها قرار "عاصفة الحزم" . ثم نجده في جهل مطبق يربط بين حضور وزير الخارجية الامريكي جون كيري المؤتمر الاقتصادي الذي سبق القمة وبين عاصفة الحزم ومفاوضات الملف النووي الايراني في ، وهو ما لا معنى له ، لأن عاصفة الحزم كان هدفها انقاذ اليمن من السقوط في براثن الحوثين عملاء ايران في الخليج ، ومنع سيطرتهم على باب المندب ، فما علاقة ذلك بالملف النووي الايراني في زيارة كيري التي امنحها هيكل عمدا بلا داع في كلامه ؟! ولكن يمكننا ان نكتشف هدف هيكل من ذلك عندما وصف عاصفة الحزم بأنها "عدوان" ، زاعما "ان قوات امريكية تقاتل الحوثين في اليمن" وهو ما ثبت كذبه وبطلانه . ثم يذهب هيكل الى موقف تمثيلي اثار الضحك والاستياء معا لدى الرأي العام العربي ، وذلك عندما قال " عندما تكون هناك جيوش عربية في طليعتها قوات مصرية ، فان دماء المقاتلين لها حرمه تفوق حرمة الكلام !! وهنا يبرز سؤال بديهي : منذ متى كان هيكل حريصا على حرمة دماء المصرين ،وهو الذي كان مؤيدا للتدخل المصري في اليمن في عهد عبد الناصر طوال خمس سنوات كان نتيجته سقوط اكثر من 10.000 شهيد مصري هناك ؟! ولماذا لم ينصح زعيمه لعدم التدخل ، او سرعة الانسحاب حرصا على دماء المصرين التي يتباكى عليها هيكل اليوم ، ويظهر حرصه وتخوفه عليها ؟! فهل هذا يخيل على لبيب ؟ 
اما تشبيه هيكل لكلمة الملك سلمان في القمة ، ومغادرته عقبها متوجها للسعودية ومعه الرئيس اليمني منصور هادي ، بأنها اسبه بعبارة السياسي المصري الراحل "مكرم عبيد" انقضوا او انفضوا" ، فهو تشبيه سخيف ولا محل له في هذه القضية ، لأن الملك سلمان حضر هذه القمة بنفسه تقديرا لأهميتها ، ولم يرسل ولي العهد نائبا عنه كما حدث في القمة الاقتصادية ، وفي كلمته الهامة امام القادة العرب اطلعهم على وجهة نظر السعودية والدول المتحالفة معها تجاه خطورة التدخل الايراني في اليمن ،وحتمية مواجهته صونا للأمن العربي ، ولم يفرض شيئا على احد ، ولا طلب شيئا من احد اما مغادرته القمة بعد القاء كلمته ومعه الرئيس اليمني بعد القاء الاخير كلمته ..فقد كان ذلك لدواعي المهام الكثيرة الواقعة على كاهلها بسبب الحرب الدائرة في اليمن ، وتستدعي وجودهما قريبا من مسرح العمليات لاتخاذ ما يلزم من قرارات في ضوء الاستماع لتقارير مختلف الجهات والاجهزة المعنية .. فما هو الخطأ والغريب في هذا الاجراء البديهي حتى يمسك به هيكل ويعيد ويزيد فيه كعادته في ترك جوهر المواضيع التي يتحدث عنها ، ويشغل الناس بأمور تافهة تعكس تفاهته .. مثل مكونات افطار اوباما عندما قام بزيارة مصر في بداية ولايته ، وقاضي محاكمة مبارك عندما صور حجم الملفات التي اطلعت عليها المحكمة وعرضها اثناء الجلسة تبريرا لتأجيل الحكم الى جلسة اخرى ، حيث انتقده هيكل على ذلك في اطار اعتراضه عل حكم البراءة ، في حين ان المستشار الرشيدي يعتبر من اكفأ واطهر قضاة مصر وسؤال هيكل عن البدلة التي كان يرتديها مبارك في جنازة السادات !! الى غير ذلك من تفاهات يحرص هيكل على ان تتضمنها مقالاته واحاديثه .
هيكل يعترض على الثورة العربية المشتركة
- وكعادته دائما في تهوين واضعاف عزيمة العرب ، نجده يتعرض بمزيد من التشاؤم والاعتراض والتيئيس لقرار تشكيل القوة العربية المشتركة ، والتي كانت حلما طالما طالب العرب بتحقيقه في اطار اتفاقية الدفاع العربي المشترك ، حيث اعتبرها هيكل انها "لا تحل شيئا وتحتاج الى تفكير مختلف" متهما كل الزعماء العرب بأنهم " لم يكلفوا خاطرهم دراسة مسرح العمليات والنظر فيما يجري وقراءة ملفاته " . ثم ادعى بأنه ليست هناك قيادة عربية مشتركة وكل ما نراه هو ضرب بالطائرات ، فمن اين جاء هيكل بهذا الادعاء الباطل بعدم وجود قيادة مشتركة . فمما لا شك فيه انه يوجد قيادة عربية مشتركة لعملية عاصفة الحزم ، تقوم بتنسيق اعمال القتال وتحريك القوات في مسرح العمليات ، اما ان كل ما يراه هيكل فهو ضرب بالطائرات فهذا امر بديهي لان عاصفة الحزم مهمتها الاولى تحييد قوة الحوثيين وانحسار تواجدهم عن محافظات كثيرة في اليمن ، ومحاصرتهم في محافظات اخرى ، فضلا عن احكام الحصار الجوي والبحري حول اليمن ، وهو الامر الذي شكل ضغطا سياسيا على الحوثين وعلي صالح وايران ، ودفعهم الى المطالبة بإجراء حوار ومفاوضات ، ويعد دليلا على نجاح الضربة الجوية في احداث التأثير السياسي المطلوب ؟ ثم من اين جاء هيكل بالزعم ان مصر بعيدة عن مسرح العمليات ؟ الم يسمع عن وجود قوة الانتشار السريع المصرية في السعودية للاشتراك في مناورات تدريبية ، وما هو المغزى الاستراتيجي لذلك في ضوء تطورات الوضع في مسرح العمليات ؟ ثم يناقض هيكل نفسه .. فنجده بينما يدعو الى التفكير في "بدائل عن الحلول العسكرية سواء بالترتيب او التوازي" ، نجده في نفس الوقت يقر بعدم وجود اطراف يمكن التفاوض معهم في اليمن ، حتى انه لا يعترف بحكومة الرئيس الشرعي منصور هادي ، وهو ما يعد انحيازا مكشوفا منه للفريق الآخر الذي يتكون من الحوثين وعلي صالح وايران .
- ثم يواصل هيكل تشكيكه في جدوى تشكيل القوة العربية المشتركة ، والتيئيس من جدواها حتى من قبل ان تتشكل وتتولى مهامها ، حيث لا تزال رئاسات اركان الجيوش العربية في اجتماعاتها الاولى ، تبحث في تنفيذ قرار القمة بتشكيل هذه القوة وآليات عملها وتقديم تقرير بذلك خلال 4 اشهر الى لجنة متابعة قرارات القمة ، وهو ما ليس متوقعا قبل يونيو 2015 .. فيزعم انه لم يكن هناك اصلا حلم عربي بتشكيل هذه القوة المشتركة ،وانه ثبت فشل هذه الفكرة اثناء الصراع العربي الاسرائيلي ، كما توقع فشلها في المرحلة الحالية من صراع العرب ضد قوى الارهاب ، متسائلا باستحقاق واستنكار : اين سيذهب هذه القوة لتقاتل ، واين ستتمركز ، واين جهة القتال ؟ وكلها بالطبع تساؤلات ستكون موضع اهتمام اجتماع رؤساء الاركان العرب عندما ينعقدون ، ومن السابق لأوانه التحدث فيها ، الا اذا كان من يتحدث فيها مغرضا ومشككا في كل شيء وميئسا من اي حل مثل هيكل

هيكل .. الجندي في ولاية الفقيه الايرانية


- لا يستطيع هيكل ان يخفي اعجابه الشديد وانحيازه الكامل لنظام حكم الملالي في ايران ، رغم ثبوت عدوانيته وتآمره وتهديداته للعالم العربي ، وذلك في مواقع كثيرة من بلدان العالم العربي ، وهو ما اعترف به سياسيون وعسكريون ايرانيون .. عندما قال نائب خامنيىء "اننا نسيطر على اربعة عواصم عربية" ويعني بهم بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء ، وعندما حدد سياسي ايراني آخر مهمة النظام الحاكم في استكمال تصدير الثورة الخومينية الى العالم العربي والاسلامي حتى يتم استعادة الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد !!ورغم ما تشكله هذه التصريحات من تهديدات ايرانية خطيرة ومكشوفة ضد العالم العربي ، وما تعنيه من مخططات تآمريه الا ان هيكل تجاهل كل هذه التهديدات الوجودية – وليست امنية فقط – ضد كل دولة عربية على حدة على المستوى القطري ، ولكن ايضا على المستوى القومي العربي ، لأن نظام الحاكم في ايران ، يستنكر على الدول العربية تمتعها بالاستقلال والامن والاستقرار ، وتريدها جميعا تدور في الفلك الايراني ، ويفعل ويمارس النظام الايراني كل هذه التهديدات وهو لم يملك بعد سلاحا نوويا ،وعلينا وعلى هيكل ايضا ان نتساءل ، يا ترى ماذا سيفعل هذا النظام بعد ان يمتلك سلاحا نوويا ؟! وهل علينا ان تنتظر حتى يعلن نظام الملالي انه يسيطر على اربع او خمس عواصم عربية اخرى .. تضم في نخيلته الرياض ، وابو ظبي ، والبحرين ، ومسقط ، والقاهرة ؟! وبما يؤدي الى سيطرة الإيرانيين على المقدسات الاسلامية في مكة والمدينة ، وهو الحلم القديم والحديث لنظام حكم الملالي في ايران؟! 
- وكعادة هيكل دائما في اثارة اسئلة تثير الشكوك والريبة في كل شيء ، نجده يتساءل بحيث اين ستذهب القوة العربية المشتركة؟ هل ستذهب لقتال داعش في سوريا ام في العراق ؟ وهو في هذا السؤال الخبيث لا يتجاهل حقيقة هامة ، وهي ان مهمة هذه القوة العربية المشتركة دفاعية لصالح الدول المشاركة في هذه القوة اذا ما تعرضت لأي تهديد ومن المعروف ان اي من سوريا والعراق غير مشتركين في هذه القوة لاختلاف توجهاتهما السياسية التي تميل نحو ايران عن باقي الدول العربية الست المؤسسين للقوة العربية المشتركة (مصر والسعودية والامارات والبحرين والكويت والاردن) ، وبالتالي فإن الجبهات التي ستعمل فيها هذه القوة العربية المشتركة هي في اطار مسرح العمليات الخليجي ومصر والاردن ، اما الاهداف والمهام الاستراتيجية لهذه القوة وحجمها وآليات عملها .. الخ فهذا سيحدده رؤساء الاركان في تقريرهم الذي سيقدموه بعد دراسات واسعة وعميقة ستشمل معاينات ميدانية لكل المسرح العملياتي


- ولم يستطع هيكل ان يخفي تعاطفه مه نظام الملالي الحاكم في ايران ، وانها جزء من حياته ، وانه كتب عن ايران في عهد كل من الشاه والخوميني ، وتفاخر ان كان له صداقة معهما . ولكنه اخفى الكثير عن علاقاته الخفية مع النظام الايراني .. وهو ما كشفت عنه صحيفة الوطن السعودية نقلا عن مصادر استخباراتية اقليمية ، ومنها حصول هيكل على الجنسية الايرانية منذ عام 2013 مكافأة على دوره في مساندة النظام السوري ، والتحالف الذي تقوده ايران وحزب الله الذي يطلق على نفسه "تيار الممانعة والمقاومة" وأن هيكل عمل مستشارا اعلاميا للخوميني منذ لقائهما في باريس وزيارته لطهران ، حيث تولى هيكل لسنوات طويلة حملة تشويه ضد الشاه رضا بهلوي بالصحف الغربية والعربية والترويج لـ "الخوميني" وثورته . وان ايران في اطار مشروعها لتغطية نفوذها الاقليمي تستخدم الوسائل كافة ، وابرزها بلورة منظومة اعلامية وصحفية لتسويق مشروعها للأري العام العربي ، واعادة تنشيط علاقاتها برجالها القدامى .. وابزهم هيكل وفهمي هويدة اضافة الى تأسيس جيل جديد من شباب الصحفيين والاعلاميين بمشروع اعلامي يشمل معظم الدول العربية . ان استماته هيكل في الاشادة بايران بوصفه اياها "بلد قوى اقليميا" ويتمتع بقدراته للتأثير والدفاع عنها .. هو في الحقيقة على حساب العرب وحتى مصر ، فالمتابع لكتابات هيكل سيكتشف بسهولة ان دعمه لايران هو امتداد لكراهيته للرئيس الراحل السادات الذي استضاف شاه ايران عقب الاطاحة به ، بينما انحاز هيكل لايران الخوميني وخامنئي . ولتدرك حقيقة الدور الذي يلعبه هيكل دعما لنظام الملالي في ايران ، انه عندما ذهب بعيدا بأكاذيبه حول "عاصفة الحزم" زاعما : "ان الطيران الامريكي يشارك بالقتال" –وهو ما اثار انتقادات وغضب كثير من السياسيين والحفيين في مصر –نجد الصحف وسائر وسائل الاعلام الايرانية والموالية والمواقع تعيد نشر اكاذيب هيكل ، للزعم بوجود اصوات لها ثقلها السياسي ترفض الحرب ضد الحوثيين . ومن الغريب والمثير للسخرية ان هيكل الذي يزعم بوجود تدخل امريكي في عاصفة الحزم ، قد تجاهل الدور الايراني في دعم الحرب الامريكية في كل من افغانستان والعراق ، وهو دور لم تنكره ايران وطالبت امريكا بدفع ثمنه في مفاوضات الملف النووي . 
- ولقد دافع هيكل كثيرا عن الشيعة في ايران وحزب الله ، وقام بزيارة حسن نصر الله منذ حوالي عام ونصف في بيروت ، وخرج علنيا بمقالات يمجد فيها هذا الحزب وانه مع ايران يعملان ضد المشروع الاسرائيلي ، وتبنى كذب هذا التحليل حيث اثبتت حرب لبنان عام 2006 كيف تسبب نصر الله في تدمير لبنان وقتل ابنائها ، وهو ما اعترف به نصر الله عندما قال "انه لو كان يعلم حجم الخسائر التي اصابت لبنان ، ما اقدم على خطف الإسرائيليين" . ولكنه لم يذكر حقيقة هدفه من اثارة هذه الحرب العبثية ، الا وهي خدمة ايران وتحقيق اهدافها في لبنان من خلال احكام سيطرة حزب الله على مفاصل السلطة في لبنان بدعوى انه يمثل المقاومة والممانعة ضد اسرائيل ، حتى وصل الامر الى تعطيله انتخاب رئيس للجمهورية حتى اليوم ولفترة قاربت العامين ، وذلك حتى يفرض على اللبنانيين رئيسا ترضى عنه ايران ، وهو ما انعكس ايضا في تصويت لبنان الى جانب الرؤية الايرانية في كل المحافل الدولية والاقليمية ، الا ان هيكل يتجاهل كل هذه الحقائق ويصر على تمجيد نظام حكم الملالي في طهران وعملائه في الوطن العربي ، ولا يريد الاعتراف بأن ايران تشكل اليوم احدى العدائيات الخطيرة التي تهدد الامن القومي العربي ، وهو تهديد وجودي لا يقل خطورة عن التهديد الاسرائيلي ، ناهيك مشروع احياء الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد
خلاصة القول 
- ان ابرز دليل على ان ما يثبه هيكل من تخارف يستهدف من ورائها تضليل وتيئيس المصرين والعرب هو فضيحة الغاء الحلقة التي سجلها مع قناة cbc ، بعد أن اثبت لشارع الاحداث خطأ تحليلاته وخيبته في استشراق الاحداث رغم منطقية حدوثها . وهو في اصراره على الغاء هذه الحلقة (الفضيحة) وتسجيل حلقة اخرى بديلا منها ، امتلأت هي الاخرى بالشطط في التحليل و الترهات ، انما يكشف عن حقيقة هامة .. وهي ان العامل الاساسي الذي يحكم كلام هيكل هو حقده الدفين على رؤساء مصر في كل مراحل ما بعد عبد الناصر ، لانهم رفضوا تقربه اليهم ، بعد ان كشفوا حقيقته ، ربما باستثناء فترة السنة السوداء التي حكم فيها الاخوان مصر ، فقد ارادوا ان يكسبوا هيكل الى صفوفهم ليروج لسياستهم وممارستهم المحرفة والدموية والتخريبية ، وهو ما نجحوا فيه عندما روج لهم هيكل وطالب باعطائهم فرصة اكبر ليعبروا عن انفسهم ، فقد كان هيكل ولا يزال على استعداد لقول وعمل اي شيء لانقاذ سمعته التي قد هدرت كمحلل ومالك للصندوق الاسود من المعلومات ، وحفاظا على صورته محللا سياسيا واستراتيجيا ، ومالك الحق الحصري للعلوم المعرفية ، ودوائر العلاقات المحورية في الداخل والخارج ، رغم ما ثبت من ان هيكل يعيش في عالم من صنعه يتمشى مع اهوائه ، ويخدم من يحرص هيكل على ارضائهم وفي مقدمتهم نظام حكم الملالي في طهران

وابرز دليل على تحكم اهواء هيكل فيما يردده ويكتبه من ترهات وخزعبلات ، وتعارضها مع كل اهداف ومصالح واماني المصريين ، هو رد فعل على الضربة الجوية المصرية الانتقامية ضد مواقع داعش في ليبيا ردا على ذبحهم 21 مصريا في درنة .. قائلا –فض فوهه –"انه كان من المفترض ان تخطر مصر مجلس الامن قبل الضربة"!! ولأن هذه الضربة اثلجت وشفت صدور المصريين خاصة وانها جاءت سريعة ومفاجئة ، فهو ما لا يرضي هيكل ومن هم وراءه في طهران ، فأراد ان يتفلسف ويبدي اعتراضا مضحكا حول ضرورة اخطار مجلس الامن قبل تنفيذ الضربة ، متجاهلا بديهية استراتيجية مهمة حول ضرورة تأمين سرية الضربة واخفاء قرار توجيهها حتى لا يستفيد العدو من كشف امرها قبل تنفيذها . وقد عبر الرئيس السيسي عن رفض الشعب المصري لتصريح هيكل في شأن هذه الضربة وفي شأن اليمن ، وذلك عندما قال السيسي :"انا عايز اللي بيتكلموا عن اليمن والجيش يعرفوا ان دي مش الستينات" في اشارة واضحة لنصائح هيكل لعبد الناصر في الستينات والتي اودت مصر وباقي الدول العربية موارد التهلكة بسبب هزائم عبد الناصر في سوريا واليمن وسيناء .. وغيرهم ، وفي رسالة واضحة من السيسي الى هيكل بأن يكف عن توجيه نصائحه المهلكة ، ويمتنع عن اعطاء تصريحات تضلل الشعب وتشتت ذهنه وتربكه وتضعف من روحه المعنوية ، وان اي نصائح او حتى كلام من هيكل .. فهو مرفوض من الشعب المصري وقيادته حتى من قبل ان ينطق به هيكل
واذا كان اسياسيون والدبلوماسيون في اجتماعات القمة العربية الاخيرة قد تناقلوا –ومعهم كل الحق – نبؤات هيكل وتوقعاته بالسخرية ، فان الاحرى بالمذيعين المصرين الذين يتحاورون معه ان يكونوا على بينه ووعي بحقيقة وتاريخ هيكل ، وتناقض تصريحاته وكتاباته ، فضلا عن فشل وخيبة توقعاته السابقة حتى لا يسلموا بما يقوله لهم دون نقاش ، والا فإن الناس ستسخر منهم ايضا بنفس القدر الذي يسخرونه من هيكل نفسه ، وربما بأشد من ذلك باعتبارهم مسئولون عن تلميع رجل اثبت تاريخه وواقعه بأنه مشوش الذهن فاقد الانتماء للوطن والحس العربي .. كما ان على كل من يحاور هيكل ان يكشف حقيقة انتماءه الفارسي ، وانه في دفاعه المستميت عن نظام حكم الملالي في ايران ، انما يشارك ايضا هذا النظام في معاداته لمصر والعرب ، والا فليفسر لنا هيكل سبب عدم اعتراضه –ولو باشاره من بعيد –على تصريحات زعماء ايرانيين بأن ايران تسيطر اليوم على اربع عواصم عربية وانها بسبيلها لاستعادة مجد الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد ؟! وهو ما يفرض بالتالي سؤالا آخر يتعين توجيهه الى الاعلامية لميس الحديدي .. وهو : لماذا لما تسأل هيكل عن رأيه في هذا الذي قاله زعماء ايران ، وما يشكله من تهديد الوجود العربي فضلا عن تهديده للامن العربي ؟! ولماذا لم تعترض ايضا على وصف هيكل لـ" عاصفة الحزم " بأنها "عدوان تشارك فيه مصر" ، ولماذا لم تعارضه ايضا على ادعائه الذي ثبت كذبه بأن الطائرات الامريكية تشارك في قصف الاهداف اليمنية في اطار عاصفة الحزم ، ولماذا ايضا لم تناقش السيدة لميس الحديدي هيكل في زعمه الباطل بأن عاصفة الحزم لا تتمتع بغطاء سياسي ؟! افلا يشكل قرار مجلس الامن الاخير 2216 الذي قدمته الاردن وحظى بموافقه 14 دولة دون استخدام روسيا حق الفيتو .. الا يشكل هذا القرار سياسيا ودوليا واقليميا كافيا لعملية عاصفة الحزم . كنا ننتظر من السيدة لميس الحديدي ان تناقش هيكل ايضا في الدعم الايراني المكشوف للحوثيين ، وان اعدادا من الحرس الثوري الايراني تم قتلهم واسرهم في الحرب الدائرة في اليمن ، وان تكشف للمشاهدين ان موقف هيكل لم يكن بعيدا عن موقف قطر التي يجزل حكامها العطاء لهيكل ، والتي في الصباح ليلة الضربة العسكرية كانت تتغزل في ايران . ولا يختلف موقف السيدة لميس الحديدي عن موقف دراويش هيكل من اعلاميين وصحفيين يصفونه "بالكاتب الكبير" ، حيث اثبتت الاحداث التي شارك فيها هذا الرجل عبر تاريخه انه ليس بكاتب ولا كبير ، بل مجرد صحفي مفتون بنفسه ، يجيد اللعب بالكلمات الضخمة ليوهم مستمعيه انه على علم ، بل هو يبيع الوهم للناس ولكل من يسترزق من ورائه ، وفي الختام ذكر ما سبق ان ختمت به مقالا لي في فبراير موجها حديثي الى هيكل مطالبا اياه : نسألك الرحيل .. نسألك الرحيل ، وكفانا ما لاقيناه من تخاريفك وهذيانك