الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وغلاوة مصر عندك تدّخل يا ريس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إنه غثاء .. غثاء .. غثاء ..
والاستفزاز وصل إلى أقصى مداه.. والشعب لم يعد يحتمل.. ولم يعد هناك مفر من تدخلك الحاسم والسريع يا ريس قبل أن يصل الناس إلى لحظة الانفجار.. والانفجار هذه المرة لن تكون نتيجته تغيير نظام أو خلع رئيس، الانفجار هذه المرة ستكون نتيجته خسارة مصر نفسها..
فتدخل يا ريس..
ولا تقل بربك إنك لا تريد التدخل فى شأن الإعلام، فالفارق كبير بين الإعلام الذى تقصده ودوره الوطنى التنويري الذى يجب أن يكون عليه، ليس فقط فى مصر ولكن فى كل مكان من العالم..
لكننا أمام إعلام مشبوه، إعلام مخرب، إعلام يلعب لمصلحة مَن يمولهم.. إعلام لا بد من محاسبته على السعى لخراب مصر..
واضح أن هناك مّن يسعون إلى خراب مصر.. وواضح أن هناك مَن يريدون الانتقام من مصر وشعبها.. والأمر هنا لا يقتصر على الجماعة الإرهابية وما تفعله بمصر وشعبها، هناك آخرون بينهم وبين شعب مصر ثأر وفى داخلهم نيران الانتقام مشتعلة ومدمرة..
وإلا ما هو مبرر هذه المداخلة التليفزيونية (الغثاء) التى يبثها مذيع على شاشة قناة مصرية مع رئيس سابق رفضه الشعب وخلعه الشعب، حتى لو كانت المناسبة ذكرى تحرير سيناء؟!!
أليس في هذا استفزاز لا يحتمل لمشاعر الناس؟
هل تقبل بهذا يا ريس؟.. هل تقبل بإغضاب الناس الذين وثقوا فيك ولبوا نداءك ووقفوا معك وأيدوك؟
القناة التى بثت مداخلة مبارك يملكها واحد من لصوص عصر مبارك، وبلا شك يدين بالولاء لمبارك في كل ما هو فيه من ثراء فاحش لم يأت من الحلال، ولولا دعم مبارك وتستر مبارك لما حدث.. كما أنه واحد ممن لديهم ثأر مبيت ضد شعب مصر الذى ثار على فساد مبارك ومنظومته الفاسدة، ومالك القناة واحد على رأس قائمة الفاسدين..
والمذيع صاحب المداخلة مع مبارك، ما هو إلا هو طائع مطيع لصاحب القناة وربيب نعمته، وكلاهما – صاحب القناة والمذيع – ليس مستغربًا ما فعلاه..
لكن الشعب ما ذنبه حتى يستمع إلى هذا الغثاء ويتعرض إلى هذا الاستفزاز للمشاعر ووضعه فى هذه الدرجة من الغضب التى قد تعمي البصائر وتذهب بالعقول؟
كيف يتحمل شعب مصر أن يستمع إلى صوت مبارك عبر الشاشة متحدثًا بلا خجل موجهًا التهنئة والنصيحة إلى شعب مصر؟
صاحب القناة والمذيع اللذان خططا لاستفزاز مشاعر الناس وإغضابهم لإيصالهم إلى لحظة الانفجار، مبررهما فى فعلتهما أن مبارك قد حصل على حكم البراءة.. لكنهما تناسيا أن مبارك ليس ولم ولن يكون بريئًا أبدًا من جرائمه السياسية النكراء فى حق مصر وشعبها.. وسلسلة جرائمه السياسية طويلة ومتعددة ويعرفها جيدًا الشعب المصري..
وسأكتفي هنا بقول المستشار محمود الرشيدى وهو القاضي الذى حكم ببراءة مبارك جنائيًا، لكنه أكد على إجرامه السياسي حينما نطق بقول الحق قائلًا: (( رغم ما جلي للمحكمة من نقاء المطالب المشروعة للشعب في فجر الثورة الشعبية الأولى في 25 يناير2011 والتي نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، لما اعترى النظام الحاكم من وهن في سنواته الأخيرة ومسالب كبطء اتخاذ القرار، وفَسق فرع منه، وتهيأ لافتراس مقاليد الحكم، وقرب الأتباع، ونضب ضخ دماء جديدة على مقاعد لقيادات تناست عجلة قانون الحياة (دومًا للأمام)، وتصرمت عزيمتهم للاستحداث، وغُض الطرف عن الموروثات الشرطية التي جعلت الفكر الأمني الخلاق، وتقاتل على ثرواته (الوطن) زمرة من المنتفعين وأصحاب المصالح والمتسلقين مع تزييف الإرادة الشعبية، واندثار التعليم، وإهدار الصحة، وتجريف العقول المستشرقة للغد إلا أنه ما كان يتناسب الولوج لمحاكمة جنائية لرئيس الجمهورية إلا عملًا بقوة قانون العقوبات واستبدال الأفعال الخاطئة في نطاق المسئولية السياسية بالجرائم المشار إليها في منطوق الاتهام)).
((أما وقد اجتاز الوطن بمشيئة مالك الملك الحالة الثورية وترسخت المشروعية الدستورية بعد الثورة الشعبية الثانية في 30 يونيو 2013، ومهما كان الرأي على الفترة التي تسلم فيها (مبارك) حكم البلاد إذا قاربت 36 عامًا ما بين نائب لرئيس الجمهورية إلى رئيس لها، فأصاب ولم يصب، فالحكم له أو عليه، بعد أن انسلخ منه العمر، سيكون للتاريخ وبالأحرى لقاضي القضاة الحق العدل الذي سيسأله كحاكم عن رعيته)).
ماذا يريد هؤلاء أكثر مما قاله المستشار القاضي ليدركوا حجم الجرائم التى ارتكبها مبارك كحاكم، والذي سوف يحاسبه عليها قاضي القضاة الحق العدل كحاكم عن رعيته؟.
** إنهم لا يخجلون.. إنهم يثأرون.. إنهم يريدون إغضاب الشعب.. إنهم يريدون انفجار الشعب.. إنهم ينتظرون المزيد من خراب مصر لتحقيق الانتقام..
** سيدى الرئيس.. استمعت إلى كلمتك فى عيد تحرير سيناء، وفيها تحدثت عن مرحلة البناء التى تخوضها مصر كجزء من معركتها..
وبعد كلمتك وكأنهم كما يتردد على ألسنة الناس يتحدونك لعدم توجيه التحية لمبارك.. وإذا بمبارك الذى كان السبب فى تخريب مصر على مدار ثلاثين عامًا يخرج على الشعب مقدمًا لمصر التهنئة والنصيحة لشعبها الذى رفضه والذى ثار عليه وعلى منظومته الفاسدة، من خلال قناة يملكها واحد من الفاسدين فى عصر مبارك فى برنامج يقدمه شخص لم يكن يومًا بالشجاع لكنه يستمد شجاعته فى استفزاز مشاعر الناس من دعم صاحب القناة له لكى يكون الأداة المنفذة لهذا الدور المقزز!!
** واستمعت أيضًا إلى كلمتك لعمال مصر في عيدهم، وفيها قلت:
(محدش هيقدر يحكم الناس غصب عنهم، ومحدش يقدر يرجع الماضي تانى، وأن كرامة الرئيس لا تسمح أن تحكم الناس غصب عنهم خاصة أن الله عز وجل خيرهم فى عبادته).
لكنهم بما فعلوا أرادوا أن يقولون للناس أن الماضي راجع تانى، ويربطون بينه وبينك ويروج لهذا أبواقهم وأذيالهم من الطابور الخامس المقنعين بقناع الدفاع عن مصر بسؤال يقول: وهل كانوا يجرؤون على هذا الفعل لولا أنك راضٍ عنه مبارك له؟.
** واستمعت أيضًا إلى عبارة تقول فيها للناس الطيبة: (نظرة المحبة بينكم عندى بالدنيا كلها، ولو فقدت النظرة دى همشى على طول).
وهم بما فعلوا وما يفعلون يريدون أن يفقدوك هذه النظرة فى عيون الناس وهذا الحب فى قلوب الناس بزعزعة ثقتهم فيك وإفقادهم لإحساس الأمان تجاهك..
المداخلة خبيثة ومخطط حقير وشيطانى وكذبوا عندما قالوا إنها مباشرة وعلى الهواء، فأصغر إعلامى تحت التمرين يعلم جيدًا أنها مسجلة.. وهى قنبلة تعمدوا إلقاءها فى توقيت فى غاية الحساسية لاستفزاز الناس ولزرع المزيد من القلق فى نفوس الناس ولإغضاب الناس، ولنزع ثقة الناس تجاهك..
وبالفعل الناس قد استفزت، والناس قلقة، والناس غاضبة، والمتبقى هى الثقة التى لن يحميها سواك ولن يثبتها ويقويها إلا تدخل منك حاسم وسريع لوقف هذا الغثاء..
** وحياة مصرنا الغالية يا ريس.. وبالله عليك حافظ على محبة الناس وعلى ثقة الناس وإياك وترك أصحاب الثأر يعبثون بمشاعر الناس وإيصالهم إلى حالة من الغضب الذى إذا ما تصاعد واستمر فى تصاعده دون تدخل سريع منك سيؤدى إلى الانفجار..
أرجوك اجعل الناس ورضاء الناس هو همك الأول قبل أى شيء وفوق أى اعتبارات.. فمصر ما هى إلا ناسها الطيبين والذى انت منهم أتيت ولهم وبهم انتصرت وأنقذت مصر من مصير أسود أعد لها، فلا تتركهم وتتركها لمصير أيضًا أسود يريده لها أصحاب الثأر من أذيال مبارك..
** وأكرر: وغلاوة مصر عندك تدخل يا ريس، واحمِ مصر وشعبها من خطر الانفجار.. ولا تنس أنك أيضًا سوف يسألك قاضي القضاة الحق العدل، كحاكم عن رعيتك.