ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن العاصمة التشادية نجامينيا كانت في عام 2008 مكانا مخيفا يخشى مواطنوه التجول فيه ليلا ، وكانت الشوارع ترابية ، ولم يكن هناك سوى طريق معبد وحيد ، ومعظم الشوارع مظلمة بالليل، وأن العثور على فندق خمس نجوم كان عملية شبه مستحيلة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن نجامينيا صارت اليوم مدينة مختلفة تماما، حيث يوجد طريق سريع من اتجاهين يربط المطار بمركز المدينة، الذي يقع به ميدان الأمه الذي أقيم أمام قصر الرئاسة وبه قوس النصر، بالإضافة إلى التماثيل والحدائق.
وأشارت إلى أنه إذا كان لا ينبغي المبالغة في التحسينات التي طرأت على الإضاءة في شوارع المدينة خاصة في الأحياء النائية ، إلا أن وسط المدينة على الأقل يمكن التجول فيه بسهولة في الليل وأن الطرق المعبدة حلت محل الطرق الترابية.
وأكدت "ذا جارديان" أن كل هذه التغييرات ترجع في الأساس إلى اكتشاف البترول، الذي حقق لتشاد ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار منذ أن فتحت شركة ايكسون موبيل حقل بترول كومي للبترول في عام 2003، وتم في عام 2006 توقيع اتفاقية مع شركة البترول الوطنية الصينية لافتتاح حقل ثان لتغذية معمل تكرير البترول المحلي الجديد، وأن معظم أعمال البناء في نجامينيا قد نفذتها شركات مقاولات صينية في إطار صفقات تقضي بمقايضة البترول بوعود بتحسين البنية التحتية في البلاد مثل الطرق وخطوط السكة الحديد وشبكات الكهرباء.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من ذلك، فإن المجتمع المدني في تشاد يرى أن التغيير هامشي، زاعما أن عوائد البترول البالغة عشرة مليارات دولار تم تبديدها ، وأن المجتمع المدني التشادي يرى أنه إذا كانت العاصمة قد شهدت تحسنا ملحوظا ، وأن إجمالي الناتج المحلي قد زاد بشكل كبير، الا انه نادرا ما تم الانفاق على مؤشرات التنمية الاجتماعية ، وأن تشاد ما زالت في المرتبة الرابعة قبل الأخيرة في قائمة مؤشر التنمية الإنسانية للأإمم المتحدة في عام 2014 ، وأنها لم تحقق أيا من الأهداف الإنمائية للألفية، وتم إنفاق أربعة مليارات دولار على الجيش وشراء معدات عسكرية.
