الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

وبيحسدوك حتى في الموت يا أبنودي

الأبنودي
الأبنودي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- الكفراوي سأل عن المعايير المطلوب توافرها في الشعراء لتقوم "القيامة" عند رحيلهم
- عبلة الرويني كتبت مقالا يحمل العزاء وفي طياته انتقاد للخال لقربه من الأنظمة
- أحمد زحام أرجع الجنازة الكبيرة للأبنودي لقربه من السلطة والأضواء

ما زال الأبنودي يمتلك قدرة هائلة على إثارة الجدل حتى بعد رحيله؛ فقد جاءت ردود الفعل متباينة حول مشهد جنازته الشعبية والعسكرية، ولم يخف حاسدو الأبنودي والناقمون عليه حسدهم وغيرتهم، ولم ينتبهوا لحرمة الموت، فتسابقوا لانتقاد الاحتفاء به بعد وفاته، معللين حقدهم بأن الكثيرين من الأدباء الكبار أمثال أمل دنقل ويحيى الطاهر عبدالله وفؤاد حداد وغيرهم قد رحلوا من قبل ولم يلق أي منهم مثل هذه الحفاوة والتقدير، ويبدو أنهم قد تناسوا أن القاعدة لا بد وأن يكون لها استثناء، متجاهلين أن الأبنودي استطاع خلال مشواره الأدبي الكبير أن يقدم ما لم يقدمه غيره من أبناء جيله، بكلمات تعد تاريخًا موازيًا لكل ما مرت به مصر والأمة العربية من أفراح وأتراح، في حين اعتبر بعض الذين حضروا الجنازة والعزاء أن هذا المشهد يليق بصاحبه، وتضيف إليه قدرًا جديدًا كالذي كانت تضيفه إليه إبداعاته، وهنا يكمن اختلاف الأبنودي في كل شيء.

فقد نشر الكاتب الكبير سعيد الكفراوي -على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك- انتقادًا لجنازة الأبنودي قائلًا: "نفسي أفهم المعايير التي يحكم بها هذا الوطن على أبنائه.. شاعر جيد جدًا وشاعر جيد رحلا عن الدنيا مثل عفيفي مطر وأمل دنقل ونجيب سرور والآن الأبنودي، الثلاثة الجيدين جدًا عزاء في صفحة الثقافة في خمس سطور، والأخير قامت له القيامة وعاش عمره سلطان زمانه.. إيه المعايير؟؟؟".
فرد عليه الروائي أحمد عبداللطيف قائلًا: "الصحافة زمان كانت مختلفة، فكرة عمل ملفات عن كاتب راحل والحشد لتوديعه فكرة قريبة نسبيًا، دا مينفيش أهمية الأبنودي أو تأثيره في الوجدان الشعبي أو جماهيريته، تخيل كده لو صلاح جاهين مات النهارده، أو نجيب سرور، أو فؤاد حداد، أكيد كانوا هيتودعوا بطريقة مختلفة عن زمانهم".
بينما رد كاتب الأطفال أحمد زحام على ما قاله الكفراوي: "لأن الأخير –يقصد الأبنودي– كان قريبا من السلطة والأضواء.

كما كان للكاتبة عبلة الرويني أرملة الشاعر الراحل أمل دنقل، كلامًا مشابها يحمل العزاء لكن في طياته كثير من اللوم للشاعر الراحل لقربه من السلطة، وهذا نص ما نشرته على موقع جريدة الأخبار الإلكتروني، "قبل أسابيع قال لي الشاعر إبراهيم داود (كان عائدا من زيارة الأبنودي بمستشفى الجلاء العسكري) عاوزين نزور الخال، أصله سألني عليك!
قلت: سأل علي!
قال: نعم!
قلت: يبقي ضروري!
قال الشاعر شعبان يوسف: نزور الأبنودي في الإسماعيلية؟
قلت: ضروري!
قالت ميسون وفاطمة وكثيرون.. قلت: ضروري!
عشرون عاما غربة يا عبدالرحمن، الأدق ثلاثة وعشرون عاما، مقاطعني وأنا برضه مقاطعاك، أنت نسيتني، وأنا برضه نسيتك، أو عاملة نسياك.. لحد ماجه الموت اللي بجد... اتاريك صاحي، وبتعافر جوه القلب، وكل سنين التوهة أصغر من حزني عليك.. واتاريك مش ناسي، ولا تقدر تنسي العيش والملح.
(آه ياحراجي لو أطول الحته السودة في قلبك) والطبلة والمزمار، والخطوة المعوجة، والحيرة... والصورة اللي بعيد عند الأمراء، والسادة، والوزراء، ورجال الأمن، وكل رجال الباشا بيبكوا عليك... لكن برضه الشعب يا عبد الرحمن، والناس الشقيانة والتعبانة والغلبانة وكل الناس زعلانة وبتبكي عليك، ده لأنك صوتهم وصورتهم ولغتهم.. شعرك أجمل منك، وكلامك أصدق منك، وضحكك يمسح كل هموم الدنيا، ويصفي القلب.
ياعبد الرحمن.. الموت اللي بجد، بيخليك صاحي وحي..
بيخليك عايش... ولسه حتعيش".

وقد حضر عزاء الأبنودي بالإسماعيلية، عدد من الكُتاب والمثقفين، في حين تغيب البعض عن الحضور، ربما لعدم تحملهم مشقة السفر الذي لا تسمح به حالتهم الصحية.