الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

على عهدة دراسة ألمانية.. "الولادة القيصرية" خطر على صحة الأطفال. بدران: تسبب حساسية الصدر.. سلام: آمنة في حالة الرعاية الجيدة.. حسن: الجهاز التنفسي للمولود مهيأ للحياة بصورة أفضل في الولادة الطبيعية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحتار الكثير من السيدات الحوامل في اختيار طريقة الولادة التي تلد بها سواء كانت طبيعية أو قيصرية خصوصا وأنه يمكن للسيدة الآن الولادة بالطريقة القيصرية أكثر من مرة، إلا أنه نشرت مؤخرا تصريحات من هيئة الصليب الأخضر بألمانيا تؤكد أن العمليات القيصرية التي تجري للحوامل من شأنها التأثير على صحة الطفل الوليد من حيث إصابته بالربو وبعض الأمراض الأخرى مثل أمراض الأمعاء وخلل الجهاز المناعي.

من جانبه، أكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، على وجود العديد من المخاطر المختلفة التي تسببها الولادة القيصرية على نقيض الولادة الطبيعية التي تعمل على تقليل فرص الإصابة بالربو في الأطفال، حتى لو كان أحد الوالدين لديه حساسية مقارنة بالولادة القيصرية التي توقف عمل الخلايا المنسقة للجهاز المناعي، مما يسمح بزيادة وجود المواد الكيمائية في الدم، وهو ما يمهد الطريق للحساسية.


وأضاف بدران أن الولادة القيصرية تؤثر أيضًا على نمو وتطور جهاز المناعة سلبيا، حيث تبين أن الذين تمت ولادتهم قيصريا أكثر عرضة للإصابة بحساسية الصدر من الولادة الطبيعية، لأن الأخيرة تكسب المواليد ميكروبات صديقة تحمى الجهاز المناعي من البرمجة التحسسية فيما بعد، مشيرا إلى أنه ينصح بالولادة القيصرية في بعض الحالات فقط حينما يوجد نزيف ما قبل الولادة، وعند الوضع المستعرض للجنين بما يتضمن ضعف انقباضات الرحم وكبر حجم رأس الجنين وضيق حوض الأم بسبب إهمال مرض لين العظام في مرحلة الطفولة، مؤكدا أن المواليد القيصريين يحتاجون إلى دخول الحضانات وتناول العديد من المضادات الحيوية.

وأشار بدران إلى أن هناك ارتفاعا في معدلات نسبة الولادة القيصرية حول العالم حيث تكون الصين الأولى عالميا بنسبة 45% والولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 25%، وتأتي مصر بنسبة 26% من المعدل العالمي.

وحذر بدران من ارتفاع نسبة مرضى حساسية الصدر التي تصيب 10% من أطفالنا حاليا ومعظم البالغين الذين يعانون من الربو هم في الواقع مصابون به منذ الطفولة، ويتوقع زيادة أعداد المصابين إلى 400 مليون عام 2025، وذلك لسبب وجود اتجاه عالمي يرتبط بزيادة معدلات الولادات القيصرية بزيادة دخل الفرد، كما أنهم أقل حظًا في فرص الرضاعة الطبيعية، ولديهم احتمال 20٪ أعلى للإصابة بمرض السكر من النوع الأول فيما بعد نتيجة نقص هرمون الأنسولين لخلل في الجهاز المناعي أو التهاب فيروسي يصيب البنكرياس علاوة على زيادة احتمالات انفجار الرحم في مرات الحمل التالية مما يهدد حياة الأجيال وأمهاتهم الاستماع.


وأكد الدكتور عمرو حسن، استشاري النساء والتوليد والعقم، أن ارتفاع معدلات الولادة القيصرية داخل مصر بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة بسبب وجود حالة من الاستسهال لدى الأزواج وعدم تحمل الزوج انتظار المولود لفترة زمنية كبيرة، كما يحدث في الولادة الطبيعية، حيث إن المرأة لا تتحمل آلام الولادة حينما تصل إلى الشهر التاسع داخل مصر، الأمر الذي يجعل هناك أفضلية للولادة القيصرية، مؤكدا أنه على الرغم من ارتفاع التكلفة النسبية للولادة القيصرية إلا أن الاتجاه لإجراء العملية تزايد خلال الفترة الأخيرة وخصوصا مع عدم المواظبة على أداء التمرينات الرياضية التي تقوي منطقة الظهر والبطن وتمارين توسيع الحوض وهي تمرينات تعمل على زيادة قدرة المرأة على التحمل، مشيرا إلى أنه في الخارج تتجه النساء إلى الولادة الطبيعية بسبب قدرتها على التحمل.

وعبر الدكتور عمرو عن أسفه لعدم وجود ثقافة عامة تقنن من إجراء عمليات الولادة القيصرية للسيدات الحوامل رغم أن لها العديد من الأعراض السلبية سواء بالنسبة لهن أو بالنسبة للمواليد، حيث إن الطفل المولود قيصريا لا يكون جهازه التنفسي متهيئا لاستقبال الحياة مقارنة بالطفل المولود ولادة طبيعية الذي يخرج متهيئا لاستقبال الحياة، كما أن الأم التي تتعرض للولادة القيصرية لا تتعافي سريعا ويحتاج الأمر وقتا لتعافيها بشكل كامل بسبب الجراحة التي تتعرض لها والتي تؤدي إلى وجود جرح بعمق 10 سنتيمتر في البطن علاوة على تكرار الجراحة القيصرية قد يؤدي إلى حدوث التصاقات داخل البطن والتصاق المشيمة بالجرح، وقد تخترق الجرح أيضًا وتصل المثانة الأمر الذي يسفر عن حدوث نزيف شديد ومضاعفات.

وقال الدكتور سالم أحمد سلام، رئيس قسم طب الأطفال بجامعة المنيا: إن الولادة القيصرية لا تشكل خطورة في حد ذاتها، بل إنها أكثر أنواع الولادات أهمية، ولكن هناك عوامل أخرى تلعب دورا حدوث الخطورة، وتأتي من عدم وجود متابعة دورية لحالة المرأة الحامل لحالتها الصحية وحينما تأتي في مرحلة متأخرة بإجراء عملية الولادة يتأثر المولود بذلك ويأتي التأثير في صورة إصابة في جهازه التنفسي أو غيرها من العوامل الأخرى مشيرا إلى أنه لا بد أن يكون هناك متابعة دورية للأم مثل قياس الضغط وتحليل البول وغيرها من التحاليل الأخرى حتى تتجنب مشاكل صعوبة الولادة التي يؤثر عليها وعلي الجنين، مضيفا أنه الولادة القيصرية آمنه ولا تؤدي إلى وقوع آلام الولادة الطبيعية، وتطورت كثيرًا خلال الفترة الأخيرة وهي نوع الولادة الأساسي داخل الولايات المتحدة الأمريكية.