رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"بيورن يورنسون".. الولد النرويجي السعيد

بيورن يورنسون
بيورن يورنسون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يتشارك بيورن يورنسون مع مواطنيه هنريك إبسن ويوناس لي وألكسندر كيلاند في لقب "العظماء الأربعة" في الأدب النرويجي، فالكاتب والمسرحي مُتعدد المواهب، والذي كتب كلمات النشيد الوطني النرويجي، هو أيضًا أحد أوائل من حصدوا نوبل في الأدب عام 1903، ليحفر مكانته سريعًا في الأدب العالمي.
ولد بيورن‌ ستيرن بيورنسون في 8 ديسمبر 1832، وانتقل إلى مدينة كريستيانيا التي صارت حاليًا العاصمة أوسلو في الثامنة عشرة من عمره، وبدأ دراسته في جامعة فريدريك الملكية، ليخوض العمل الأدبي في سن الثانية والعشرين كناقد مسرحيا وأديب، ومحرر في كبرى الصحف النروجية؛ وكان لا ينفك يعرض أفكاره حول الإصلاح السياسي والاجتماعي، داعيًا لليّبرالية والمثل الوطنية انطلاقًا من اعتزازه بتاريخ النرويج.
خَلَف بيورنسون الكاتب المسرحي الأشهر هنريك إبسن في إدارة المسرح الوطني في برگن عام 1857، ثُم أدار مسرح كريستيانيا، حتى أدار مسرحه الخاص، ومنذ استقرار المسرح بدأ يمضى جزءًا كبيرًا من حياته خارج النروج، متنقلًا بين الدنمارك وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة.
استلهم بيورنسون من نشأته الريفية أعماله الأدبية الأولى، وحرِص أن يحُمّلها مضمون الوعظ والإرشاد لرفع معنويات مواطنيه، وتأجيج الشعور بالفخر بتاريخ النروج وإنجازاتها وإيقاظ الروح الوطنية مؤكدًا على الروابط التي تجمع النروج في أيامه بنروج الماضي؛ فكانت باكورة أعماله مجموعة من القصص حول الحياة الريفية عام 1857، والمسرحية التاريخية المؤلفة من فصل واحد بعنوان "بين المعارك"، المُستوحاة من القصص التاريخية الاسكندنافية، ثم كتب مجموعة من القصص الطويلة منها "الولد السعيد"، والتي عدّها الدارسون أبرز الكتابات الرومانسية النروجية، ثم كتب مسرحيتي "المحرر" التي عرض فيها مشكلات مهنة الصحافة، و"المفلس" التي هاجم فيها الخداع في التعامل التجاري، فزادت شهرته وبدأ يكتسب سمعة عالمية ليُصبح مؤثرًا في الأدب الأوربي بعد أن تناسبت أعماله مع النزعة السائدة في أوربا في ذلك الوقت، والتي نادت بضرورة معالجة الأدب القضايا المعاصرة، وكذلك فعلت المسرحيتان اللتان كتبهما بعد ذلك "الملك"، و"النظام الجديد.".
تحدث بيورنسون في أعماله المسرحية والروائية عن مشكلة عدم التسامح السياسي، وضرورة حدوث تغيير اجتماعي مشيرًا إلى أن مثل هذا التغيير يجب أن يبدأ من المدرسة؛ ثم كتب مجموعة من الأشعار جُمع أغلبها في ديوان "قصائد وأغانٍ"،الذي يحوي بين دفتيه قصيدة "نعم نحب هذه الأرض إلى الأبد"،والتي أصبحت فيما بعد النشيد الوطني النروجي.
قضى بيورنسون، المرحلة الأخيرة من حياته في عمل دؤوب وترحال دائم، وكان يتحدث ويكتب بلا كلل عن السلام والتفاهم الدولي، وكان الجانب السياسي في فكره وممارساته حاضرًا دائمًا، وكان لمسرحياته أثرٌ بالغ في تأسيس ما عرف بالواقعية الاشتراكية، وكان له الفضل في حل النزاع بين السويد والنرويج، وكذلك في حل الاتحاد الذي كان قائمًا بين الدولتين بشكل سلمي، وكان من نتيجة جولاته المُتعدد أن توفيَّ خارج وطنه في 26 أبريل عام 1910 في العاصمة الفرنسية باريس.