الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور..."البوابة نيوز" تحيي تراث الأماكن المنسية مع شباب "بورسعيد على قديمه" في الذكرى الـ 156 لميلاد المدينة الباسلة وضرب أول معول في حفر قناة السويس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحيت "البوابة نيوز" تراث الأماكن المنسية ببورسعيد مع الحملة التي دشنها بعض شباب الجامعات في المحافظة وأطلقوا عليها "بورسعيد على قديمه" والتي تتمثل كل اهتماماتها في أحياء التراث وترسيخ العادات الحميدة لدى المواطن البورسعيدي بالشارع كالحفاظ على النظافة.
كانت قد انتقلت مساء أمس، السبت، الحملة وبصحبتها كاميرا "البوابة نيوز" في جولة تفقدية للأماكن الأثرية ببورسعيد والتي يغفل عنها الكثيرون بالمحافظة والتي وصل عددها لـ 19 مكانًا أثريًا؛ وذلك إحياءً للذكرى الـ 156 لإنشاء مدينة بورسعيد وضرب أول معول في حفر قناة السويس.
وكان من أبرز الأماكن التراثية التي زارتها الحملة وتجمع عليها العشرات من الأهالي بالمحافظة "البيت الإيطالي" الذي تم بناؤه عام 1935م خلال الحرب العالمية الثانية ليكون مقرا للحاكم الإيطالي في مصر وأغلق في 1956 "مع جلاء العدوان الثلاثي" وافتتح مرة أخرى في 1987، وكان يظن الإيطاليين وقتها أن النصر سيكون حليف إيطاليا وألمانيا.

وأكد أحد أعضاء الحملة في توضيحه لتراث المكان أنه بعد انتهاء الحرب تحول الجانب الأيمن منه إلى المكتبة الأمريكية في فترة الستينات، والجانب الايسر إلى سنيما رويال وما تزال آثار تثبيت المقاعد الخاصة بها موجودا إلى الآن،
جدير بالذكر أن البيت الايطالى يقع خلف حديقة التاريخ في شارع ممفيس، ويوجد على المبنى اللوحة الوحيدة في العالم التي مازالت تتحدث عن الحزب الفاشي في ايطاليا وعن الفاشية  benito musllini.
واتجهت بعد ذلك الحملة لتقاطع شارع السلطان عثمان ( الجمهورية حاليا ) في شارع أوجينى حيث يقع أشهر مبنى في تاريخ بورسعيد Eastern Exchange Hotel ومشهورعند اهل بورسعيد بـ"البيت الحديد" لأنه بنى سنة 1884 من الكمرات والاعمدة الحديدية تتخللها الحجارة الحمراء ومكون من سبع طوابق وكان الغرض منه أن يحتوى على بنك، ومكاتب للشركات.
وتحدث عنه خلدوبيس بكتابه في صفحة رقم 74 قائلا: "عندما أنشئ البيت الحديد أهالي بورسعيد اشاعوا وقتها أنه بنى لأغراض عسكرية، ووقتها لم يكن لهذه الاشاعة أي مجال من الصحة إلا إنها تأكدت فيما بعد أثناء الحرب العالمية الأولى عندما قامت القوات البريطانية بالاستيلاء عليه بعد غارة الطائرات الألمانية على بورسعيد وأقاموا على أسطحه مدافع مضادة للطائرات التي أثبتت فاعليتها ضد هذه الطائرات كما أقاموا محطة راديو لاسلكي أعلاه.

واسترسل محمد وليد – عضو الحملة عن تاريخ البيت قائلا: ثم قام باستئجاره المسيو سيمونينى عميد أعمال الفندقة في بورسعيد وصاحب كازينو بالاس وادخل عليه عدة تعديلات ليصبح لوكاندة للنوم وأنشأ مطعما كبيرا بالدور الأرضي، وتعاون معه أولاده في إدارة هذا الفندق ومديره المسيو دارومونت وأنشأوا بارا وقاعة استقبال وكباريه أرستوقراطي؛ كما كان ملحق بحديقة الفندق مسرح صيفي كان يعرف بسينما ايسترن. 
واستكمل "وليد" قائلا أنه حل بالبيت الحديد شخصيات عالمية وعظماء العالم وكان من أشهر هؤلاء الملكة أوجينى عندما زارت بورسعيد كمواطنة عادية عام 1918 بعد نصف قرن من افتتاح قناة السويس لتتذكر أمجاد الماضي حين كانت إمبراطورة فرنسا، الفيلدارشال مونتجمرى بعد انتصار الحلفاء على المحور في معركة العالمين حيث وضعت الحرب أوزارها في 7 مايو عام 1945 وجاء مونتجمرى إلى بورسعيد لتحية وتهنئة القوات الحليفة بالنصر فنظم حكمدار بوليس القنال " أبلت بك " حفلا حضره من العاصمة اللواء فرينز باتريك باشا (حكمدار القنال السابق) وكانت صالة الشاى Cosy Tea Roam بالبيت الحديد يقام فيها المعارض والندوات، وفى الخمسينات كان المحافظ محمد رياض وحاشيته يحتلون الترابيزة الموجودة على ناصية البيت الحديد. 

وأشار عضو "بورسعيد على قديمه" إلى أنه تقرر هدم هذا المبنى الذي كان من الممكن أن يبقى مئات السنين ليمد العديد من الأجيال برمز لروح بورسعيد، ولم تكن المهمة بسهلة؛ فالبيت الحديد كان قويا جدا أمام المعاول وآلات الهدم وكان لابد من استخدام الأوناش لفك الدعامات والمسامير التي تربط الأعمدة والكمرات الحديدية.
واتجه العشرات من أعضاء الحملة بصحبة بعض الأهالي إلى فنار بورسعيد القديم أو منارة بورسعيد والذي يعد واحدا من أهم المعالم السياحية والأثرية في المدينة؛ حيث يمثل نموذجا فريدا لتطور عمارة القرن التاسع عشر بالمدينة.
وألقى أحد أعضاء الحملة إطلالة على موقعه التاريخي فقال: إن الفنار الذي نشأ عام 1869 يقع ضمن دائرة حي الشرق أحد الأحياء القديمة والشهيرة ببورسعيد وكان يعرف قديما بحي الإفرنجي ،ويطل بواجهته الرئيسية ناحية الشرق على شارع فلسطين "السلطان حسين سابقا" ومن الناحية الغربية على شارع ممفيس "محمود صدقي سابقا" ومن الناحية الشمالية على شارع الطائف ومن الجنوب على شارع الجبرتي بالقرب من النهاية الداخلية لحاجز الأمواج الغربي للقناة.
وأردف "يعتبر هذا الفنار أول منارة بنيت بالخرسانة المسلحة في العالم، وقد اشرف على بنائه المهندس الفرنسي الشهير فرنسوا كونييه، وما يميزه ليس فقط أسبقيته في مادة البناء ولكن أيضا استمراره وثباته طوال هذا الوقت حيث تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذا النوع من الأعمال في البناء إذ قام البناءون يوما بعد يوم برص طبقات يصل سمكها من 20 إلى 25 سم، ثم راكموها بدقها بعضها على بعض ،ولضمان تماسك المكونات ككل ،كان يتم تدعيم الخليط داخليا بدعامات بناء حديديه مسطحة تُرص اما بتوجيهها نحو مركز مشترك موحد أو بزوايا عمودية قائمة".

وأوضح عضو الحملة أنه كان ذلك بمثابة ابتكار وتجديد فقد تم استخدام الخرسانة منذ ذلك الحين كمادة بناء مستقلة، وليس فقط كمادة للحشو مع تدعيمها فضلا عن ذلك بدعامات معدنية؛ فلقد كان ذلك ببساطة عبارة عن اختراع الخرسانة المسلحة واستخدم الحجر في بناء ملحقات الفنار الجناحين الشمالي والجنوبي بسمك 50 سم وبنيت الإضافة في الناحيــة الغربية من الجناح الشمالي بالطوب الأحمر، وبني برج الفنار بالخرسانة المسلحة ويوجد سلم حلزوني من حديد الزهر للصعود لفانوس الفنار قمة البرج بواسطة 290 درجة متكيف مع الحـيز الضيق – قطر البرج الداخلي 4.40 سم- والذي لا يسمح باستخدام السلم ذي القلبات الممتدة.
كما كسيت جدران الفنار الداخلية بطبقة من الدهان باللون الأبيض ودهنت جدران الملحقات الداخلية والخارجيـــة باللون الأصفر الغامق ووضعت أضلع المثمن الخارجية من ناحية الشمال باللون الأبيض والأسود بشـكل تبادلي لأغراض الإرشاد النهاري؛ يذكر أن الفنار كان يتميز بوجود كرة أعلى البرج كانت تستعمل لتعيين الوقت من خلال احداث صوت دوي ناتج عن سقوطها بفعل هواء الاستيم يُسمع يوميا في تمام الساعة الثامنة صباحا ومنتصف اليوم والساعة الرابعة عصرا.
كانت هذه اطلالة على بعض الأماكن الأثرية والسياحية بالماضي اهتم بها مجموعة مكونة من عشرات الشباب وأهملها المسئولون حاليا؛ حتى أنه في عيد ميلاد بورسعيد ومرور 156 سنة على انشائها لم نر مسئولا يحرك ساكنا ليحتفل بهذا اليوم "25 ابريل".