الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مجددون جدد .. أحمد شوقي الفنجري (5)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وعن الاجتهاد وضرورته يحدثنا د. الفنجري في كتابه "كيف نحكم بالإسلام في دولة عصرية" فالاجتهاد ضرورة لمطابقة الإجراءات التنفيذية والتشريعية مع الواقع الفعلي ومع مستجدات العلم وتطور المجتمع وهو تطور دائم ويحتاج إلي اجتهاد دائم لتحقيق تجديد دائم.. ولكن كيف؟ يجيب الفنجري "الاجتهاد في عصرنا الراهن أصبح مسألة حيوية ولا غني عنها وهو مسألة حياة أو موت، لكن شروط الاجتهاد التي وضعها السابقون لم تعد مناسبة لتحقيق هذا الهدف العظيم في عصرنا، ويجب أن يكون الاجتهاد جماعيا وليس فرديا، وأن تكون لجنة الاجتهاد مشتركة بين رجال العلم ورجال الدين، فلا ينفرد رجل الدين بالفتوي دون رأي العالم المختص ولا ينفرد رجل العلم برأي دون معرفة بقواعد الدين" فماذا لو إختلفا؟ والاجابة عند الفنجري قاطعه ساطعة حازمة "تكون الكلمة الحاسمة للرأي العلمي" (ص62) ثم يأتي الفنجري إلي سؤال آخر عن تطبيق الحدود ويقدم لنا خبرة جليلة من مواقف عمر بن الخطاب حين سأل أحد ولاته "ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب؟ فقال الوالي: اقطع يده. فرده عمر قائلا: إذن فلتعلم إذا جاءني منهم جائع أو عاطل فسوف يقطع عمر يدك انت. فإن الله تعالي قد كرمنا بهذه الأيدي لتعمل فإذا لم تجد لها في الطاعة عملا التمست هي في المعصية أعمالا، فأشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية، ثم صاح عمر مخاطبا كل الولاة قائلا "أن الله استخلفنا علي عباده لنسد جوعهم، ونستر عورتهم ونوفر لهم حرفتهم فإذا اعطيناهم هذه النعمة كانوا لنا شاكرين"(ص66). أما عن الموقف من الفنون فيقول "لقد اعتبر فقهاء الإسلام الآلات الموسيقية كلها حلال ومن كسر منها شيئا دفع ثمنه وتغرمه الدولة "ويقول "وهناك امتزاج مع الحضارات الأخري واستفادة من الفنون العالمية والأوربية، فنسمع الموسيقي الكلاسيك ونشاهد فن الباليه ونسمع الأوبرا، ونتابع الفيلم الأجنبي الهادف النظيف بما في ذلك الأفلام العاطفية، وما أكثر الأعمال النظيفة الهادفة في حضارة الغرب وفن الغرب" (ص79) ثم ينتقل بنا إلي سؤال حاسم حول الموقف من المرأة ويقول "أن تعاليم الإسلام واضحة ولا غموض فيها وهي تضمن للمرأة كافة الحقوق في العمل والرزق ، ولها أن تشارك الرجل في كافة أنشطة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفنية، أما الذين يحرمون المرأة من هذه الحقوق فهم في الواقع متأثرون بالتقاليد الموروثة وليس بتعاليم الدين، ولا ذنب للدين في جهل بعض ابنائه... ويتلو علينا آيات من القرآن "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" (البقرة/228) وأيضا "إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض" (آل عمران/195) وحديث لرسول الله "طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة" والإسلام يقرر ألا تزوج فتاة أو امرأة إلا بإذنها وبشهادة شهود علي قبولها.. فإذا أكرهت كان الزواج باطلا" (ص129). ومهما أطلنا فإن الكتاب ملئ بما يجب أن نتعلمه وبما يجب أن نناضل من أجل تطبيقه.. ولا مفر إلا أن نكتفي بما قدمنا منه شاكرين للدكتور الفنجري جهده المثمر والمستنير.