السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

سر ضياء الأسدي.. سمسار زيارة "ماهر" وحنان شوقي لمراقد الشيعة

مهندس "التطبيع الإيراني" فى القاهرة.. دبلوماسي عراقي

زيارة ماهر وحنان
زيارة ماهر وحنان شوقي لمراقد الشيعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يدعو فنانين ومثقفين مصريين لاحتفالات في «طهران» و«بغداد» باسم جمعية «الخوميني»
شارك في حفل رأس السنة الفرعونية مع «الفنانة المصرية» وممثلين مغمورين عام 2014
كلمة السر في زيارة أحمد ماهر وحنان شوقي إلى مقابر الشيعة في العراق.. ضياء الأسدي

قبل أن تعرف من «الأسدى»، وما هي مواقفه، ولماذا هو لغز فكّ طلاسمه لن يكون في مصلحة الفنانين المصريين أبدًا، لا بد أن تلمّ أولًا بما جرى.
تلقى «ماهر» دعوة من السفارة العراقية بالقاهرة للمشاركة في إحياء ذكرى مجزرة «سبايكر» التي نفذها تنظيم «داعش» ضد قوات شيعية العام الماضي، يقول إنه «سافر لدعم الجيش العراقى ضد التنظيم الإرهابى ليس أكثر».
ضُبط متلبسًا هو والفنانة حنان شوقي، ووفاء الحكيم، بزيارة مقابر الشيعة، وارتداء زيّ الجيش، ويقول بعض المرافقين للوفد المصرى إنه «تم إخراج الجثث أمام الوفد في حضور العديد من القنوات الشيعية لكى يتم تصويرهم على أنهم ضحايا الإرهاب في العراق».
يقول موقع «شعاشيع»، المعنى برصد أخبار «الشيعة»، إن الوفد المصرى كان مقررًا أن يضمّ ٤٠ فنانا، ولكن ضم ٣ فقط، والغريب أنهم يتبعون ما يسمى بتيار «الاستقلال».
ويضيف: «أحمد ماهر هو صاحب فكرة الزيارة.. وقام بزيارة سرداب مهدى الشيعة في سامراء، وارتدوا الزى الشعبى العراقى خلال الزيارة».
بعد عودة الفنانين المصريين من العراق.. كانت المشانق نصبت لهم، والمقصلة في انتظار من يفكر في زيارة أي أثر شيعي، أو دولة بها ذبابة ليست من أهل السنة والجماعة، أغلب المعلومات كانت تشير إلى أن الثلاثة كانوا في زيارة لمساندة الحشد الشيعى لإبادة أهل السُنة، هذا ما قيل بالضبط.
ويؤكد ائتلاف «الصحب والآل» أنهم فور عودتهم، أجروا اتصالات بعدد من معدِّى البرامج لعمل حملة «مدفوعة الأجر» لغسيل صورتهم.. ونفى تهمة «التشيّع» عنهم.
الداعية السلفي، وليد إسماعيل الذي حضر مناظرة مع الفنانين قال لى إنه عرف من مصادره قصة التمويل الضخم الذي حصل عليه «ماهر» مقابل تسفير الفنانين، وهدفه نشر التشيع في الوسط الفني، وتم إخراج جثث الضحايا في العراق أمام الوفد، ثم زار ضريح «الحسين» في حضور عدد من القنوات الشيعية، لكى يتم تصويرها. وأضاف: «أحمد ماهر شيعى قديم.. ودعا بعض الفنانين لرحلات للتشيّع.. وممّن استسلموا له عبدالعزيز مخيون».
«وليد» ليس صادقًا فيما يقوله كله.. لكنه أزاح الستار عن مجموعة شواهد.
قناة «الكوفة» صوّرت أحمد ماهر في كربلاء، وهو يشارك ميليشيات الحشد الشعبى «الشيعى» احتفالاتهم بميلاد الحسين، ويقول: «حينما دخلت كربلاء وكأن التاريخ عاد، ورأيت الواقعة وراح صوابى حين وقع نظرى على الأبواب وكأن المكان ملطخ بالدم».
بخلاف التصوير.. حنان شوقى في حوار مع وائل الإبراشى قالت: «رائحة المسك كانت تفوح من قتلى سبايكر».. لكن «ماهر» ارتبك، ورد عليها كأنه يمسك بها لكى لا تقع وتبوح بسرٍ ما، وقال: «بالعكس.. كانت رائحة كريهة تزكم الأنوف».
لقطات سريعة ممّا جرى.. تفتح الباب أمام السؤال الأهم.. من هو ضياء الأسدي، صاحب دعوة الفنانين لزيارة أضرحة الشيعة؟
أمين عام كتلة «الأحرار»، التابعة لـ«التحالف الوطنى» الشيعي، ومندوب السفارة العراقية بالقاهرة، احتفظ بعلاقات قوية مع الفنانين المصريين، وتوغل بعلاقاته في الوسط الثقافى، ساعدته علاقاته القوية بجمعية «الخومينى» الثقافية الإيرانية، ومنها تخرج باستمرار دعوات لأسماء ثقيلة في الوسط الفنى والثقافى والصحفى.
«الأسدى» دوره اقتصر على مصر مؤخرًا، اقتحم الحياة السياسية لكونه مسئولا رسميا عراقيا داخل القاهرة، يزور مسجد «الحسين»، وشارع «المعز» في أغلب زياراته، يفتح الجدل حوله دائمًا، خاصة أن مجموعات سلفية تراقب تحركاته ومقابلاته ولقاءاته، والتقطت أول الخيط الذي بدأ من بين يديه، وانتهى بأحمد ماهر وحنان شوقى في مناسبة شيعية بـ«كربلاء».
لم يكتفِ بالسياسة، دخل الوسط الفنى من أبوابه الواسعة، فلا أحد سأله عن أفكاره أو معتقداته، كل ما صدّره عن نفسه أنه دبلوماسى عراقي، ومن بين الأخبار التي استدعتها الذاكرة من ٢٠١٤ كان حضور «الأسدى» احتفالية رأس السنة المصرية الفرعونية، وزار موقع تصوير فيلم «دعاء الكروان» بصحبة مجموعة من الفنانين المصريين المغمورين، ومنهم حنان شوقي، التي بدت العلاقة بينها وبينه قديمة.
يبدو أن أحمد ماهر ليس «مهندس العلاقات» وحده.
تتبع أخبار ضياء الأسدى يقود إلى نشاطاته الواسعة في القاهرة، بعضهم يقول إنها مجرد مناسبات سياسية بروتوكولية، وهناك من يؤكد أنها بغرض نشر «التشيّع».
هو الذي قدّم ليلة «كل الهلا»، وهى ليلة عراقية من تنظيم «شبكة الإعلام العراقى» ضمن فعاليات «مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام».. فقرات فنية.. قصائد.. نِمر رقص.. مسرحية.. ومن بين المدعوين، الفنان عزت العلايلي، وعفاف شعيب، وحجاج عبدالعظيم، وإبراهيم أبوذكري، رئيس اتحاد المنتجين العرب.
كل هؤلاء كانوا أسماء.. وأرقاما.. أمام ضياء الأسدى.. له علاقات معهم.. دعاهم.. ودعوه.. تلاعب بهم دون أن يسمح لهم بالتعرف عليه.. ويظلّ كلمة السر في عمليات إيران «الناعمة» بالقاهرة.
من النسخة الورقية