الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القنابل الهيكلية .. خيبة إخوانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بنظرة خاطفة لعدد القنابل التي تم إلقائها في شوارع مصر منذ 30 يونية 2013، سيتأكد الجميع أن كمية المتفجرات كانت تكفي لحرب حقيقية ضد عدو حقيقي، الشواهد كلها تقول أن التفجيرات والقنابل صناعة إخوانية وأن المعتدين هم مصريون اختاروا التجارة بالدين والدم خدمة لمخطط أو خدمة لأوهام دولتهم التعيسة، يدفع المصريون الثمن وهم سعداء بأنهم حرروا بلادهم من طغيان فئة ترى نفسها هي الأطهر والأصدق وأن أياديهم متوضئة.
تلك الأيادي المتوضئة لم ينقض وضوئها دم ذكي طاهر سال بفعل خسة المعتدين، ولم يرتعش لهم جفن وهم يحيكون الأكاذيب عن سلميتهم المزعومة، تلك الأيادي المتوضئة مازالت تجتهد بكل ما أوتيت من غباء وتمويل خارجي لكي تعطل حركة سير الوطن نحو الامام، فإذا كان هدفهم بمثل هذا الوضوح السام، فكيف لمثقف أو تيار سياسي يزعم المدنية أن يطالب الدولة والشعب المصري بالمصالحة مع القتلة، ذلك المثقف وتلك التيارات هم شركاء في المسئولية عن الدماء التي تسيل يومياً بفعل تلك الخيبات الهيكلية التي يرميها المجرمون في أماكن تواجد خلق الله.
عقب صلاة الجمعة الماضية، وبينما يسلم المصلون بعضهم على بعض داعين المولى لقبول صلاتهم، تنفجر ثلاثة قنابل فتصيب من تصيب وتقتل من تقتل، اتخيل صانع تلك العبوات وأتخيل من نقلها ومن اختار مكان تربصها بالناس، وهو يطلب من الله أجره على جهاده ضد الأبرياء، وأتخيله وهو في مكمن قريب يتابع الانفجار هاتفاً في سره "الله أكبر" ، تماماً كما يسمع الداعشيون في سوريا وغيرها وهم يخلطون صوت الانفجار بتكبيرات متناقضة مع جريمتهم، نعم.. الله أكبر على خصوم البلاد والعباد.
ومن ضمن ما يتابع المتابعون البطولات الفذة التي ينجزها ضباط المفرقعات وهم في سباق مع الزمن لإبطال ما يلقي به المجرمون من مصائد للموت، يخرج الواحد منهم من منزله مودعاً أسرته وهو لا يضمن الرجوع لهم، فالمجرمون توغلوا على كامل خارطة مصر، ونقرأ يومياً عن قنابل في قنا والإسماعيلية والقاهرة والإسكندرية، هم يشنون حرباً شاملة على الشعب المصري، بينما ذلك الشعب الجسور الذي أسقط سلطانهم في يونية 2013 في واحدة من أعظم ثورات العصر الحديث، يتابع تفكيك القنابل مزاحماً ضباط المفرقعات ومهللاً بنشوة انتصاره على أقذر فصيل شهدته الحياة السياسية في العالم بأسره.
وبينما تدور الدنيا هكذا، يجلس فريق ضئيل مشبوه أمام اللاب توب ليسوا إخواناً ولكنهم خُدام لهم ليبثوا عبر الشاشات بأن التفجيرات صناعة حكومية، يقولون هذا بكل يقين ويطلقون الشائعات في كل لحظة ويتعامون تماماً عن أجساد عفية بالجيش المصري والشرطة المصرية، بل ومن المواطنين العاديين، غيبها الموت بفعل قنابل الخصم الخسيس.
وإذا كان ذلك العنف وتلك الجرائم اليومية التي يرتكبها أبناء تيارات الظلام مفهومة الأسباب، فإن غير المفهوم هو رد فعل ذلك الفريق الضئيل عندما تأخذه نوبة التبرير والشماتة في الدولة المصرية، والأكثر عجباً هو أن ذلك الفريق الإلكتروني البشع قد عاش في كنف الدولة المصرية عمره كله تعلم مجاناً في مدارسها وعندما حصل على شهادته نرى أعدادا هائلة منهم يبرطعون في مؤسسات الدولة المختلفة كموظفين سواء في الإعلام المسموع أو المرئي.
ويبدو أن استقرار البلاد في المرحلة المقبلة سيحتاج إلى كشف حساب كامل من الجميع، ويحتاج إلى المحاسبة بالقانون لكل من ارتضى لنفسه بأن يكون خنجراً مسموماً في ظهر الوطن أثناء المعركة، وأن أي كلام غير هذا سوف يغري الكثيرين لينضموا إلى جوقة التخريب الممنهج، فالقنابل الهيكيلة يمشي معها متوازياً فساد هيكلي وعدالة بطيئة وارتخاء حكومي في حسم موقفها الرادع تجاه خصوم التقدم والحياة.