حالة القلق والتوتر التي تصيب المريض عندما يخبره طبيبه أنه يحتاج إلى عملية في القلب، تبدو منطقية عندما يتعلق الأمر بمصدر ضخ السائل الحيوى في جسم الإنسان، لكن كيف تتم تلك العملية الجراحية الكبيرة؟ هذا ما سوف يجيب عنه الأستاذ الدكتور إبراهيم قصب، أستاذ جراحة القلب بطب بنها.
بداية، يقول الدكتور إبراهيم: عمليات القلب تشمل القلب المقفول والمفتوح، والفرق بين القلب المفتوح والمقفول جوهرى، حيث إن عمليات القلب المفتوح تحتاج إلى ماكينة القلب الصناعى أثناء الجراحة، وبالتالى يتم إجراء الجراحة بالقلب بعد توقف نبضه، ولذلك عمليات القلب المفتوح تشمل استبدال وإصلاح صمامات القلب، وغلق الثقوب الخلقية بين حجرات القلب، وزرع شرايين تاجية، أما عمليات القلب المقفول (القلب النابض) تشمل جميع العمليات التي لا تحتاج إلى ماكينة القلب الصناعى، وتشمل غشاء التامور حول القلب، وإجراء وصلات بين أوعية القلب المختلفة وإصلاح ضيق الشريان الأورطى.
وتطورت جراحة القلب المفتوح في مصر تطورا كبيرا، بحيث أصبحت نتائج العمليات الجراحية تقارب النتائج العالمية، وازدادت مراكز جراحة القلب، لتضم جميع محافظات الجمهورية، إضافة إلى عشرات المراكز بالقاهرة، ومن المراكز العريقة في جراحة القلب بالقاهرة يحظى معهد ناصر بثقة المرضى، لما قدمة خلال الأعوام السابقة لآلاف المرضى في جراحة القلب والنتائج المتميزة للعمليات الجراحية، وكذلك تم استقدام خبراء أجانب بمستشفى معهد ناصر للارتقاء بمستوى الخدمات الطبية.
يتم تحضير المريض لجراحة القلب المفتوح بفحوص شاملة، وخاصة الأعضاء الحيوية بالجسم، مثل وظائف الكلى والكبد وكفاءة المخ والرئتين. وتستغرق حالة القلب المفتوح نحو من ٣ إلى ٤ ساعات في المتوسط، وبعد الجراحة يتم تحويل المريض إلى وحدة الرعاية المركزة الخاصة بجراحة القلب، حيث يوضع على جهاز التنفس الصناعى لمدة ٤-٦ ساعات حتى تعود درجة الوعى كاملة، وبعد الاطمئنان على الأنابيب الصدرية لعدم وجود نزيف يتم فصل المريض عن جهاز التنفس الصناعى، ويظل تحت الملاحظة الدقيقة لمدة ٤٨ ساعة، وبعدها يتم تحويل المريض إلى الغرفة الخاصة به لمدة ٤-٥ أيام، حيث يتماثل المريض للشفاء، وقبل الخروج يتم إجراء فحوص شاملة وموجات صوتية على القلب، بعدها المريض يذهب إلى منزله، ومعه نصائح طبية مهمة واجبة التطبيق، والتي منها المشى يوميا والالتزام بالأكل الصحى والمتابعة الطبية المستمرة، خاصة في أول شهرين.
من النسخة الورقية
