رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

زاهي حواس في حواره لـ"البوابة": وزير الآثار يسطو على إنجازاتي

دلل باستعادة 123 قطعة أثرية من واشنطن

الدكتور زاهي حواس
الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المتحف الكبير بحاجة إلى 700 مليون دولار حتى تكتمل إنشاءاته ولا يمكن أن ينجز بـ"الروتين الحكومي"
أداء الوزارة «سيئ جدًا» و«كل ما أروح الأهرامات أبكى»
المسئولون الحاليون يرون أنفسهم «سوبر مان»
جاهز للعودة إلى الحكومة بعد انتخاب البرلمان

اتهم الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، من خلفوه في المنصب بـ«السطو على إنجازاته»، مدللًا باستعادة 123 قطعة أثرية من الولايات المتحدة دون ذكر دوره، رغم أنه كان قد اتفق على استعادة هذه القطع عام 2009، وكذلك افتتاح متحفى «الحضارة» و«محمد على» من دون ذكر اسمه.
وقال «حواس»، في حوار لـ«البوابة»: إن أداء الوزارة «سيئ جدًا»، منتقدًا استعانة الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار الحالى، بـ«أساتذة الجامعات» لرئاسة المتاحف، في حين أن من يأتون من الجامعة إمكانيتهم تمثل نصف إمكانيات الأثريين، وداخل وزارة الآثار نحو 1000 شاب على أعلى مستوى.

■ بداية.. ماذا يفعل زاهى حواس الآن؟
- أقضى وقتى في تأليف الكتب، وصدر لى كتاب بعنوان «أربعون سنة حفائر»، العام الجارى، وهناك كتاب ثانٍ سيصدر الأسبوع الجارى عن حياة الملك «توت عنخ أمون»، وسيصدر لى كتاب ثالث بعنوان «المومياوات الملكية»، الشهر المقبل، وكتاب عن هرمى «خفرع» و«منقرع» قريبًا.
كما ألقى محاضرات في كل أنحاء العالم، ومن المقرر أن ألقى محاضرات الشهور المقبلة في مانيلا، ومدريد، وميونخ، والمجر، والولايات المتحدة، وأستغل هذه المحاضرات للدعاية للسياحة في مصر، وإجمالًا وقتى الآن «مشغول» عما كنت داخل الوزارة.
■ كيف تنظر إلى أداء وزارة الآثار الآن؟
- الوضع سيئ جدًا، عندما أزور الأهرامات أعود باكيًا، الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، رجل محترم لكن كنت أتمنى أن يعتمد على أبناء وزارة الآثار أكتر من ذلك، ولا ينتدب أحدًا من الجامعات لرئاسة المتاحف، لأن من يأتون من الجامعة إمكانيتهم تمثل نصف إمكانيات الأثريين، وداخل وزارة الآثار نحو ١٠٠٠ شاب على أعلى مستوى، دربتهم بنفسى، وأنا ضد إحضار مدرس أو مدرس مساعد من كلية الآثار ليدير متحفًا، ولذلك أتمنى من الدكتور الدماطى أن يحتضن الأثريين، ويعيد لهم حقوقهم المادية والصحية.
■ تحدثت من قبل عن تفاخر الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة بعد رحيلك بإنجازاتك.. هل تحدثنا عن أمثلة لذلك؟
- أنا أشعر بالأسف، وعندما قرأت خبرًا يقول إن وزارة الآثار استردت ١٢٣ قطعة أثرية من الولايات المتحدة شعرت بحزن، لأن أحدًا لم يذكر دوري في ذلك، فأنا من اتفقت على استعادة هذه القطع عام ٢٠٠٩، إلا أن العادة في مصر أن يأخذ المسئولون حقوق سابقيهم، مثل ما حدث في متحفى «الحضارة» و«محمد على» فقد افتتحوهما بدون كلمة «متشكر» كأنهم هم من أنشأوهما.
■ هل هناك اتصالات بينك وبين «الدماطى»؟
- هنا يجب أن أقول كيف نجح زاهى حواس كوزير للآثار، أنا كنت أقبل النصيحة من أي شخص، لأننى كنت أرى أن كل شخص لديه رؤية يمكن أن تضيف، لكن للأسف الشديد أغلب الوزراء الآن «وزراء سوبر مان»، لا يأخذون بنصيحة أحد، ولهذا لا أتوقع أن يؤدى وزير منهم دوره باحترافية، لأنهم لا يسمعون للآخرين.
■ ما رأيك في الكشف عن «فساد» داخل الوزارة الفترة الماضية؟
- القيادات الموجودة بالوزارة الآن كان من المستحيل أن أستعين بها لو كنت وزيرًا، ولا أريد أن أذكر أسماء.
■ إذا تحدثنا عن بعض المشاهد التي وقعت مؤخرًا.. كيف استقبلت ما حدث من كسر في قناع تمثال توت عنخ آمون؟
- ما حدث «جريمة»، وعندما كنت وزيرًا كان من المستحيل أن يرى مرمم أن الأثر بحاجة للترميم فيقوم بترميمه من نفسه، بل كان يجب عليه أن يستعين برأى أثرى، ثم يخرج تقرير يشرح حالة الأثر، مصحوبًا بما يجب عمله، وعلى أساس التقرير يتم التعامل، وكل خطوات الترميم تكون مسجلة، وبالتالى يستحيل أن يحدث خطأ، لكن دليل التخبط الآن أن يتم ترميم أثر مهم دون علم المتحف المصرى، هذه جريمة، وأنا رأيى ضرورة اتخاذ إجراء قوى جدًا.
■ ماذا عن قضية «خرطوش الملك خوفو» الشهيرة؟
- للأسف، هناك شخص أجنبى يحاول أن ينسب نفسه لمصر هو من فعل هذه الجريمة، وهذا الشخص ألف كتابًا ذكر فيها أن من بنى الحضارة المصرية هم «النجوميين» الذين جاءوا من أفريقيا، وقد قمت بالرد عليه في كل مكان، مدافعا عن حضارتنا المصرية، ودحضت كل نظرياته، فهو اعتقد أنه إذا أخذ عينة من «الخرطوش الأحمر» وحللها سيثبت نظريته، وفعلًا أرسل «ألمان» إلى مصر، ودفعوا رشوة، حتى يأخذوا العينة، ثم أعلنوا أن الحضارة المصرية عمرها ١٥ ألف سنة، وبالتالى فإن «النجوميين» هم بناة الحضارة المصرية، فقمت بالرد عليهم في كل وسائل الإعلام، وقلت إن هذا اللون الأحمر جاء به المصريون القدماء من محجر في الصحراء الغربية، وأطلقوا عليه اسم «المافت»، أي اللون الأحمر بالهيروغليفيى، فالمحجر من الممكن أن يكون عمره نصف مليون سنة، لكن هذا لا يمكن أن يتم ربطه بعمر الهرم إطلاقًا، والمهم أنهم أثناء محاكمتهم في هذه القضية تآمروا، حيث أرسل المتهمون الألمان «إيميل» للمحامى الخاص بهم، يقولون فيه: إننى أعطيتهم تصريحا عام ٢٠٠٦، ومع احترامى الكامل للقضاء المصرى أخذ القاضى بـ«الإيميل» المرسل من شخص محكوم عليه بخمس سنوات سجن، وأمر بالتحقيق معى، فحققت النيابة العامة معى، والحمد لله لم يثبت على أي شيء، لأننى لم أخطئ، ومستعد أن أفدى الهرم بحياتى.
■ وبالنسبة إلى «هرم سقارة»؟
- مشروع الهرم المدرج أعظم عمل قمنا به، ولولا الترميم الذي قمنا به «كان الهرم وقع»، والمصيبة التي لا يعلمها أحد أنه لم يتم العمل في الهرم منذ ٤ سنوات وحتى الآن، وهذه كارثة، وأنا أحذر من هذا الموضوع.
■ كيف ترى العمل في مشروع المتحف الكبير؟
- المتحف الكبير بحاجة إلى ٧٠٠ مليون دولار حتى تكتمل إنشاءاته، ولا يمكن أن ينجز بـ«الروتين الحكومى»، ويجب أن يكون المشروع تابعًا لمجلس الوزراء بشكل مباشر، ويرأسه مجلس أمناء على أعلى مستوى على غرار مكتبة الإسكندرية.
■ مجلس الوزراء يدرس الآن إنشاء شركة مساهمة لإدارة المواقع الأثرية نظرًا لفشل وزارة الآثار في إدارتها.. ما رأيك في هذا المقترح؟
- كنت اقترحت اقتراحا مشابها في حكومة عاطف عبيد، عبر إنشاء شركة قابضة تابعة لـ«الآثار» بدلا من خصخصة المواقع الأثرية، وبدلا من قطاع مشروعات الوزارة العاجز عن القيام بأى مشروع حقيقى، ويمكن أن يدر هذا الكيان دخلا للدولة ببلايين الجنيهات بدلا من شحاتة المرتبات أول كل شهر، ووقتها سننسف السوق الصينية المصدرة للنماذج الأثرية، وبالفعل صدر القرار من الدكتور عاطف عبيد، وكنا سنشرع للعمل في إنشاء الشركة، لكن جاء الدكتور أحمد نظيف وأوقف هذا القرار، ولذلك أنا أناشد المسئولين العودة إلى المقترح، لأنه لا يجب أن تكون هذه الشركة تابعة لأى جهة أخرى غير وزارة الآثار.
■ لماذا لم تقاض منظمة «إدجار كيسى» بعد اتهامها لك بتقاضى رشوة لتسهيل أعمالهم في مصر؟
- طبعا الكلام ده «تخريف رسمى»، ما حدث أنهم دفعوا مبالغ مالية كتبرع منهم لصالح وزارة الآثار، وهذا شيء معتاد، وقد تم استغلال هذه التبرعات في إقامة حفائر بجوار «نزلة السمان» نتج عنها اكتشافات هائلة.
أنا ضد أفكار «إدجار كيسى»، وهاجمتهم في عقر دارهم، وقلت: إن الأفكار التي يتبنونها «إفك بين».
■ أخيرًا.. هل تعتقد أن هناك مجالا لعودتك وزيرًا للآثار؟
- ليس لدى استعداد في الوقت الحالى لتولى المنصب، لأننا ما زلنا في «مرحلة انتقالية»، لكن إذا احتاجتنى الدولة بعد انتخاب مجلس النواب سأكون موجودًا وجاهزًا.
من النسخة الورقية