الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الإخوان "المتزفلطين"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وكأن المشرحة “,”ناقصة قتلى“,” حتى يتصدر المشهد العبثي الحالي “,”الأسطى حمادة“,” ويسرق الكاميرا من كل الأبطال والكومبارس..
في اليوم الأول ظهر الفيلم الشهير لسحل الأسطى حمادة، وأذاعته كافة القنوات الفضائية، وشاهده ملايين البشر في كافة أرجاء العالم.. حتى أن شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية، أشهر القنوات الإخبارية في العالم، قد اهتمت بالفيديو الخاص بسحل الأسطى حمادة، ووصفت المشهد بـ«العنيف والبشع»، واعتذرت للمشاهد الأمريكي عن سوء المنظر الإنساني والأخلاقي، مطالبة الآباء والأمهات بمنع أطفالهم من مشاهدته.
وعقب إذاعة «واقعة السحل» في الفضائيات، خاصة «السي إن إن» توالت اعتذارات حكومة قنديل التي عبرت عن أسفها، وأسف رئاسة الجمهورية، وأسف وزارة الداخلية التي أعلنت عن فتح باب التحقيق في الواقعة «المؤسفة»، واعتبرتها كالعادة «تصرفًا فرديًّا» من قبل بعض عناصر الأمن المركزي.
كما توالت إدانات كافة القوى السياسية، وجمعيات حقوق الإنسان وقوى المجتمع المدني.. بينما غابت كافة قوى الإسلام السياسي عن المشهد، عدا “,”إخواننا المسلمين“,” الذين قدموا تفسيرًا “,”ولا أروع من كده“,”..
في قناة الحافظ الإخوانية ناقش الواقعة الاجتماع اليومي الذي يستمر بين أربع وخمس ساعات.. سأل أحد المشايخ الأفاضل عن ديانة حمادة، وهل يمكن أن يكون من “,”البلاك بلوك“,” أم لا.. بينما قال رئيس القناة (الدكتور عاطف عبد الرشيد) إن هناك احتمالات بأن الأسطى حمادة قد قام بنفسه بخلع ملابسه حتى يسهل هروبه و“,”يتزفلط“,” من بين أيدي الشرطة!!.. وزيادة في التأكيد على نظرية “,”الزفلطة“,”؛ أشار الدكتور الفاضل أنه رأى بأم عينيه، أثناء وجوده في إمارة دبي، الشرطة تلقي القبض على سيدة نيجيرية وتضعها في سيارتهم، وفجأة وجد الدكتور الفاضل السيدة النيجيرية تقفز من السيارة وهي عارية كما ولدتها أمها وأخذت تجري وسط دهشة رجال الشرطة والمارة.. وعرف الدكتور الفاضل من رجال الشرطة أنها خلعت ملابسها “,”واتزفلطت“,” من بين أيدي رجال الشرطة!!.. هكذا أصبح الأسطى حمادة مثل سيدة نيجرية في عرف الإخوان المسلمين.. “,”الاتنين اتزفلطوا“,”.. لكن حظ الأسطى حمادة كان سيئًا؛ فرجال الشرطة في مصر يختلفون عن رجال شرطة دبي.
وينتهى اليوم الأول بحالة من السخط العام في مصر والبلاد المتقدمة والمتأخرة.
في اليوم الثاني يقوم الأسطى حمادة بتقديم مفاجأة تغطي على أحداث اليوم الأول.. حيث يعترف أمام النيابة، من على سريره في مستشفى الشرطة، أن من قام بسحله وضربه وخلع ملابسه هم المتظاهرون.. وأن رجال الشرطة هم من أنقذوه من بين أيدي الوحوش المتظاهرين!!..
وتتوالى ردود الأفعال مرة أخرى.. الداخلية تعرب عن سعادتها على لسان الوزير.. والإخوان أكثر سعادة بصحة نظرية “,”الزفلطة“,”.. بينما حالة صدمة في كافة الأوساط السياسية والمدنية.. ويخرج أهالي قرية نجع الجعران، التابعة لمركز شرطة المراغة في سوهاج، مسقط رأس الأسطى محمد؛ ليطالبوا بضرورة إطلاق سراح حمادة صابر المسحول أمام “,”الاتحادية“,”؛ لأنه مقبوض عليه بمستشفى الشرطة، موضحين أن ما حدث لحمادة صابر هو مهزلة للشعب المصري، مسيحيين ومسلمين، أبناء وأُسرًا وكبارًا، ولشعب سوهاج والصعيد كله، معربين عن إدانتهم لوزير الداخلية على ما حدث.
ويهدد الأهالي بقرية نجع الجعران بقطع الطريق الزراعي من أجل إخراج حمادة من مستشفى الشرطة؛ لتخفيف الضغط عليه من قبل الشرطة حتى تظهر الحقيقة.
وتظهر ابنة الأسطى محمد على الفضائيات لتتهم أباها بالكذب، ومثلها فعل ابن عمه، بينما قال أقاربه في البلد إنهم “,”هيتبرّوا“,” منه إذا أصر على كذبه..
بينما تؤكد بوابة الأهرام أن قوات الأمن ألقت القبض على “,”حمادة“,” وبحوزته 12 زجاجة مولوتوف وفرد خرطوش، كان يستخدمها ضد قوات الشرطة خلال الاشتباكات، وقامت القوات بالقبض عليه مع آخرين في شارع المرغني، وأدخلته مدرعة الشرطة التي ظهرت في الفيديو الشهير، ثم قامت قوات الأمن المركزي بتجريده من ملابسه وسحله أمام المدرعه، في المشهد الذي تناقلته وسائل الإعلام وأثار غضب جموع المواطنين.
وأضافت الأهرام أن الشرطة كانت ستحرر محضرًا للمتظاهر بالقيام بأعمال شغب وإلقاء المولوتوف على الشرطة، إلا أنه بعد نشر الفيديو، والانتهاكات التي قامت بها القوات ضد المتظاهر، تم تحرير محضر بالرواية التي تضمنتها أقواله بقيام المتظاهرين بالاعتداء عليه وتجريده من ملابسه وقيام الشرطه بإنقاذه من بين أيدي المتظاهرين.
ويسرع أحمد يحيى، المنسق العام لائتلاف خريجي الحقوق والشريعة والقانون، ببلاغ للنائب العام ضد المواطن حمادة صابر «مسحول قصر الاتحادية» واتهمه بـ«تضليل الرأي العام وتشويه الثورة المصرية».
بينما يتقدم الدكتور سمير صبري، المحامي، ببلاغ ضد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بسبب تعرض المواطن المسحول أمام قصر الاتحادية، حمادة صابر، للتعذيب والإكراه والترويع حتى يعدل عن اتهامه لضباط وأفراد الأمن بسحله وتعذيبه أمام قصر الاتحادية، ويطالب باستدعاء ابنة حمادة، التي أكدت لوسائل الإعلام أن والدها تم تهديده وأنه يقول ما هو مخالف للحقيقة.. ويطالب المحامي، في نهاية البلاغ، بالتحقيق في واقعة ترويع وتخويف المجني عليه لإجباره على نفي واقعة ضربه وسحله وتجريده من ملابسه، مع الالتماس بسماع أقوال ابنته وابن شقيقه.
ويأتي اليوم الثالث ليحمل مفاجأة جديدة؛ حيث يخرج الأسطى حمادة من مستشفى الشرطة.. ويظهر باكيًا على الفضائيات مقدمًا اعتذاره لأهله وعشيرته عن كذبه.. معلنًا أنه تعرض في اليوم الأول للضرب والتعذيب والتعرية والسحل على يد رجال الشرطه.. وأن ما قاله في اليوم الثاني كان تحت ضغوط شديدة منهم..
وتتوالى ردود الأفعال من جديد، وسط “,”لخبطة“,” رجال الأمن.. وحسرة الإخوان على سقوط نظرية “,”الزفلطة“,”.