الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أباطرة التهريب يحكمون بورسعيد

 صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المدينة الباسلة في "مطحنة" السياسة والبيزنس
أسرار عصابة «الأربعة» المتحكمة في الصادر والوارد داخل ميناء بورسعيد
انهيار شعبية النادي المصرى على يد مجلس إدارته بسبب اللعب في الممنوع 
لعبة «الدروباك» تضرب الاقتصاد في مقتل ومكاسبها لصالح الحيتان

كان الهدف من زيارة بورسعيد الغوص في أعماق الإنسان هناك، فربما نتمكن من إعادة قراءة التاريخ الإنسانى لهذه المدينة العريقة، بعيدا عما قرأناه في الكتب الدراسية أو سمعناه فيما يروى من حكايات، أو كما يشاع أننا لم نعرف المدينة إلا من خلال أفلام السينما التي خلدت جزءا من هذا التاريخ، ثم أعادت رسم ملامح المدينة من خلال المنطقة الحرة، حتى إن معظم شباب هذه الأيام لا يعرفون عنها غير تعصب أهلها للنادي المصرى، أو أنها موطن السلع الاستهلاكية مثل الشامبو والجينز بأنواعه، أو فيما هو سيئ مرفوض بأنها بلد «البالة»، فيما الواقع يشير إلى عكس ما يقال.
فبمجرد أن وطأت «البوابة» أرضها، كان الشعور الأولى أنها قطعة من جنة تاريخية تشع جمالا وروعة، فعبق التاريخ يملأ كل شبر من شوارعها العتيقة، فيما كانت المفاجأة أن المحافظة الساحلية بدت كرجل شاخ من الداخل، تاريخه يشير إلى منطقة، فيما الحاضر يسطر عناوين أخرى لهذا الرجل، لذا رأينا أن نزيل الستار عن هذا الواقع، حتى قبيل الحديث المنمق عن الإنسان هناك، حتى لا نتهم بتجاهل ما حدث للمصريين جميعا في العقود الثلاثة الأخيرة، من تغيرات نفسية واجتماعية بل واقتصادية أيضا صبت أحيانا في مصب السياسة، التي أفادتها أحيانا وأضرت بها في آخر تلك الأحيان، فكان المنطلق هو الحياة داخل ميناء بورسعيد، باعتباره عالما قائما بذاته، فيه من المتناقضات الكاشفة الكثير...
فالحياة على اليابسة في «بورسعيد» ليست كل شيء، فللمدينة باب آخر يطل على الدنيا، لكنها دنيا غير الدنيا، فالحياة في شوارع وأزقة وأحياء «بورسعيد» يختلف عن تلك الحياة التي تدب وراء الباب السحرى المسمى بـ«الميناء»، حيث تمر ساعات اليوم بين الأعمال المشروعة وغير المشروعة التي يديرها الأباطرة هناك.
ملك الميناء
غابة.. هذا هو الوصف المنطقى لحياة الميناء، حيث القوى يأكل الضعيف لكن بإسقاط الحياة في الغابة الحقيقية على الواقع داخل الميناء، سنجد أن ملك الغابة، أو بالأحرى الميناء هو المستخلص الجمركي، وبالتعريف البسيط هو ذلك الشخص الذي يحصل على تراخيص الدخول للميناء للعمل على إنهاء إجراءات الإفراج الجمركى عن البضائع القادمة من مختلف أنحاء العالم، أيا كان نوعها، وكذلك تلك المسافرة إلى أي بقعة على وجه الأرض.
ويتمتع المستخلص بقدرات فائقة على إقناع المثمن «الجمركي»، بتخفيض التعريفة الجمركية للبضائع، والمثمن هو موظف الجمرك المنوط به تقدير الجمارك المطلوبة على البضائع التي يتم تحصيلها لصالح الدولة، ليستفيد صاحب البضائع أو ربما المستخلص نفسه في بعض الوقائع.. وللمستخلص أيضا مهمة أخرى، وهى استخدام نفوذه لمنع «الكشاف»، وهو الشخص المكلف بالكشف على محتوىات البضائع الواردة، والتأكد من خلوها من الممنوعات، ومطابقتها لأوراق الاستيراد من القيام بمهام عمله على الوجه الأكمل، إذ يتدخل لتفويت كل شيء، وأى شيء مقابل المال.
عصابة الأربعة
يشهد الميناء في بورسعيد بين الحين والآخر ظهور حالة من الثراء المفاجئ على المستخلصين، فيصبحون فجأة وبلا مقدمات منطقية رجال أعمال، وهذا هو الحال السائد هناك ربما بشكل يومى، إذ ما أيسر أن يتحول المستخلصون إلى أباطرة، ذوى ثروات طائلة تقفز بهم إلى طبقة رجال المال، من هؤلاء من يطلق عليهم في بورسعيد لفظ «عصابة الأربعة»، حيث الجميع يخشاهم ويحاول أن يأمن شرورهم، فهم بحسب الأهالي من يملك مفاتيح التحكم في كل شيء داخل الميناء، وربما أيضا خارجه، وهم كلمة السر والسبب الرئيسى في انهيار شعبية النادي المصري، ربما لأول مرة في تاريخه، بعد أن أدت سيطرتهم على الحياة في المدينة، وتسخير كل شيء لصالحهم إلى حالة من السخط بين الأهالي، طالت النادي لأنهم أعضاء بمجلس إدارته.
وأدى قطع أرزاق أعداد كبيرة من أبناء المدينة على أيدى مساعدى المستخلصين الأربعة إلى حالة من الاحتقان والغضب، ويعتبرهم أبناء بورسعيد السبب في كل مخالفة وجريمة تقع داخل دنيا الميناء، حتى تصاعد لقبهم من مصطلح العصابة إلى مصطلح، «مصاصو الدماء»، فعملياتهم داخل الميناء متنوعة لا تقتصر فقط على تهريب الملابس والمنسوجات من وإلى بورسعيد، بل تزايدت لتضم كل أنواع الممنوعات، وأيسرها «الترامادول»، فيما لا تردعهم العقوبات الهينة، بل المهينة للدولة، التي تقتصر على مصادرة المضبوطات، وعقاب المتهمين بدفع مبالغ زهيدة لا تضاهى عُشر أرباحهم من التهريب، للحصول على المصالحة الجمركية، واسترداد المضبوطات مرة أخرى، المدهش أن من يحاول الاعتراض من رجال شرطة الموانئ أو مأمورى الجمارك ومباحث التموين، يتعرض لخطر مهاجمة عصابات التهريب له ولأسرته ليلا ونهارا، حتى يصمت بإرادته أو يتم إسكاته إلى الأبد، حتى رجال الأعمال الجادين من أصحاب المصانع صاروا يهجرون مصانعهم، ليتحولوا إلى مهربين، حيث الثراء السريع، حتى استفحلت قواهم بمساعدة بعض رجال الجمارك من الفاسدين، الذين لا هم لهم سوى جمع المال، وهو أيضا حال ضعاف النفوس من العاملين بالميناء.
لعبة الدروباك
يعتبر هذا النوع من النشاط المشبوه واحدا من أخطر الممارسات التي اعتاد عليها أعضاء مافيا تهريب المنسوجات في مصر، والذين يلجئون إلى استيراد المنسوجات من آسيا والصين بأسعار زهيدة لا يمكن منافستها، ثم يضعون عليها عبارة (صنع في مصر)، ثم يتم تصديرها إلى الولايات المتحدة، مما يؤدى إلى الخصم من حصة مصر التصديرية إلى السوق الأمريكية والأسواق الأوربية، فبحسب القانون هناك فترة سماح جمركي مؤقتة بالنسبة لحالتين، الأولى هي المواد الأولىة المستوردة بقصد تصنيعها، والثانية هي الأصناف المستوردة بهدف إصلاحها واستكمال صنعها، على أن يتم رد الجمارك الخاصة بها فيما يعرف بنظام «دروباك».
وهو النظام الذي استغله أباطرة تهريب المنسوجات في تحويل النظام إلى تهريب مقنن، حيث يستوردون كميات من المنسوجات بدعوى تصنيعها وإعادة تصديرها، لكنهم لا يصدرون إلا جزءا منها، ويتم بيع الباقى داخل مصر بأسعار المستورد، مستفيدين من الفوارق الرهيبة في الأسعار.
طاقية الإخفاء
هناك أيضا مصطلح «طاقية الإخفاء» المعروفة باسم (رسم الوارد)، حيث يتم تزوير صور أذون خروج المنسوجات بواسطة موظفين متخصصين داخل الميناء في تلك الأمور، ليتم السماح بخروج البضائع من المنطقة الحرة، وبيعها في أي من المحافظات الأخرى، للاستفادة من فروق الأسعار وتحقيق مكاسب بالملايين، وتتم عملية التزوير بعد تسجيل البضائع في دفاتر الوارد بأسعارها الحقيقية، باعتبارها لن تغادر المنطقة الحرة، ثم يتم التلاعب في صور الأصول المسجلة رسميا، بحيث يتم تسجيل بيانات مخالفة للحقيقة، يتم بناء عليها إخراج البضائع من الميناء بأذون رسمية، تستخرج بناء على الصور المزورة، وتغادر المنسوجات تحت حراسة الأجهزة الأمنية، وكأنها ارتدت فجأة طاقية الإخفاء ولا يستطيع أحد إيقافها.
الألعاب النارية
أما الشماريخ والألعاب النارية التي تمثل إحدى الأزمات التي يعانى منها المجتمع، لا سيما بعد أن تحولت من وسيلة للتشجيع الرياضي، إلى سلاح يستخدمه المتظاهرون في مواجهة قوات الأمن، لارتكاب أعمال العنف في الملاعب، وتعتبر بورسعيد أهم المداخل التي يتم تهريب الشماريخ والألعاب النارية منها إلى طول البلاد وعرضها، ومنها أنواع كثيرة متاحة مثل البراشوط والدخان، وكومت وكروس، وتتراوح أسعارها ما بين ٨٠ جنيها، وحتى مائة جنيه. وهناك شماريخ تسمى دخان نصف كيلو، وكيلو و٧ كيلو جرمات، وشماريخ «دى إن إس» الإيطالية ٧٥ شمعة، ويستمر مشتعلا من ٨ إلى ١٠ دقائق، وهناك «هاند أحمر»، ويبلغ سعر هذا الصنف ١٢٠ جنيها. ويخفى المستوردون الألعاب النارية المهربة في أغلب الأحوال داخل شاحنات من الصعب تفتيشها، ضمن الأدوات الكهربائية والنجف والأدوات المنزلية، وألعاب الأطفال، ويتوقف نجاح التهريب على تغليفها، وعلى نفوذ وقوة المستخلص الذي ينهى إجراءات الحاوية التي تضم الشحنة المهربة. فيما تصل عمولة المستخلص الذي ينجح في تمرير الكميات الهائلة من الشماريخ إلى ربع مليون جنيه، خاصة أنه يتولى أيضا الإشراف على عبورها بعد الخروج من الميناء برا، من خلال طرق تتراجع فيها الرقابة الأمنية، لتصل إلى القاهرة، حيث أشهر معقل لتجارتها بميدان العتبة وشارع الموسكى وحارة اليهود.
نجم التهريب
تعتبر أقراص «الترامادول» المخدرة نجم عمليات التهريب، والعجيب أن طرق تهريبها معروفة، لكن يصعب السيطرة عليها، وأول أماكن التهريب بجوار جمرك الجميل من ناحية دمياط، حيث المقابر التي تخرج منها الأشياء المهربة بعيدا عن عيون مأمورى الجمارك. من هنا تجدر الإشارة إلى الطرق المستخدمة في التهريب، فهناك منطقة مطار بورسعيد، وهى محصورة بين البحيرة والطريق الدائرى وطريق دمياط، حيث يسيرون في المدقات بالسيارات، ليخرجوا بعيدا عن الجمرك، وأحيانا يسهل لهم بعض ذوى النفوس الضعيفة عملية التهريب مقابل المال، ويقوم بعمليات النقل بلطجية معروفون يعملون في هذه المهنة، والمستخلص هو المسئول عن الاتفاق معهم ومع الموظفين المرتشين داخل الميناء، وهناك مدقات للسير على الأقدام للوصول إلى القاهرة، وكذلك طريق سور البحيرة، حيث يتم تحميل كراتين الألعاب النارية، فوق لانشات صغيرة أسرع من تلك التي تستخدمها الشرطة، لنقل البضائع إلى خارج المحافظة، مرورا بدمياط، لتكمل رحلتها إلى القاهرة في حراسة مسلحين بالرشاشات الآلية. نفس الشيء يحدث مع إطارات السيارات منتهية الصلاحية، التي يتلاعب المستخلصون بها عبر تزوير شهادات منشأ جديدة لها، وهو بيزنس مربح لفروق الأسعار الرهيبة بين الأصلى والمستعمل، وعلمت «البوابة» أسماء، أشهر العاملين في مجال التهريب في بورسعيد، لكنها احتفظت بها لمن يطلبها.
ذبح السيارات
وتشهد بورسعيد حالات فريدة من نوعها لتهريب السيارات، وتسمى السيارات المذبوحة، التي يتم تقطيعها لأجزاء، وبيع كل منها على حدة، وينجح المهربون في إدخال سيارات كاملة ومن ماركات عالمية، عبر تقطيعها وتهريبها داخل الحاويات، ثم يتم تحرير شهادة ميلاد جديدة للسيارة من قبل موظفى الجمارك، وعن طريق إدارات المرور المختلفة، حيث يتم ترخيص هذه السيارات، بعد نقل رقم شاسية لسيارة مستهلكة إليها، ويبلغ سعر شهادة ميلاد السيارة، كما يطلقون عليها ٣٥ ألف جنيه.
سرقات مختلفة
لا يخلو الميناء من أنواع أخرى من الأنشطة المشبوهة، فهناك لصوص مراكب «الكارجو»، التي ترسو في المخازن الموجودة بالقرب من الأرصفة، ولصوص المراكب المحملة بالسجائر أو الشيكولاتة أو الخمور، وهناك لصوص ظهروا مع ثورة يناير، استغلوا الانفلات الأمنى ليقوموا بسرقة رولمان البلى، الذي بلغ سعر بيعه ٧ آلاف جنيه للقطعة، ويسرقون أدوات الإطفاء، خاصة ما يسمى بالـ«بشبوري»، الذي يزن ٢٠ كيلو من النحاس الخالص، ليبيعوا الكيلو بـ٤٠ جنيها، كما يسرقون السجائر والخمور وغيرها، ودائما توجه الاتهامات إلى البمبوطية، وهم بدورهم يوجهون الاتهامات إلى أصحاب التوكيلات الملاحية، مستشهدين بواقعة «شيما المركب»، حيث قبض على أصحاب أحد التوكيلات الملاحية متلبسا بسرقة «الشيما»، وهى القطعة التي توقف المركب. ولكى نكون قريبين من الواقع اليومى لميناء بورسعيد، فيجب أن نؤكد أن هناك مهنا معترفا بها وهى مهن شريفة، يعمل المنتمون إليها في وضح النهار، ومنها: «شراء مخلفات السفن»، وهى مهنة مصرح بها، حيث يقوم من يمتهنها، بشراء الحديد والنحاس والبويات والحبال، ويتم بيعها في مكان ما داخل الميناء، يطلق عليه «التخشيبة» بأسعار زهيدة، ويكون هناك لجان جمركية لتقييمها، والتصريح بدخولها للبلاد، ثم الـ«شيب شندر» وهو الحاصل على رخصة، ويسدد الضرائب، ويعمل على حمل الخضروات والسولار والماء والفاكهة، وأحيانا الصحف والبقالة لبيعها فوق المراكب، فهو بمثابة تاجر الخضروات والبقالة للسفن، وهناك أصحاب مهن حاصلين على ترخيص للصعود للمراكب ومزاولة نشاطهم، مثل بائع الزهور والطرزى والحلاق، ويتم إجراء تحريات مكثفة عن هؤلاء حتى يتم التصريح للشخص بالصعود على المراكب.
الرباط والمناور
شن البمبوطية هجوما حادا على مهن «المناورة»، موجهين إليهم اتهامات بسرقة عملهم، والرباط هو عامل تابع لهيئة قناة السويس، يصعد فوق المركب ويصاحبها حتى خروجها من الميناء، ودوره يبدأ في حال حدوث أي عطل بالمركب، إذ يقوم بربطها بشيم ينطلق بمركب من بورسعيد للسويس، ويقف في البحيرات المرة، كذلك هناك «المناور»، وهو شخص منوط به وضع كشافات على مقدمة المركب، والكشاف ويقوم ببيع بضاعة للسفن، وهو لا يسدد جمركا ولا رسوم دخول أو خروج أو ضرائب. أما البمبوطى فهو «تاجر بحر» كان يبيع بضائع خان الخليلي من تحف وأنتيكات، وهى مهنة فرنسية وإنجليزية، كان يعمل فيها الأجانب في بورسعيد قديما، وترجع تسميتها إلى «بوت مان» «رجل القارب»، وكان الحصول على رخصة العمل بها صعب، وهى من التراخيص التي يورثها الآباء للأبناء، تراهم يجلسون على مقاهيهم المعروفة ببورسعيد انتظارا للدور، وهى قائمة بأسماء المراكب الداخلة للقناة، فهناك بمبوطى متخصص في الألمانى وآخر في الإيطالى، وهكذا كل واحد يتم اختياره بحسب لغته التي يجيدها.
جريمة البالة
تسببت كلمة «البالة» في وقوع جريمة من أبشع الجرائم في تاريخ الرياضة، وربما في التاريخ الإنسانى بأكمله، عندما هاجمت جماهير نادي المصري جماهير النادي الأهلي في مباراة كرة القدم في الدوري التي أقيمت أول فبراير ٢٠١٢، وأسفر الهجوم عن مصرع ٧٢ من شباب أولتراس أهلاوي، بحجة الغضب من رفع أحدهم لافتة مسيئة لبورسعيد، تبدأ بكلمة البالة!! إلا أن مصطلح البالة ظهر مع بداية تطبيق قانون المنطقة الحرة ببورسعيد عام ١٩٧٥، حيث عمل عدد من تجار المحافظة على استيراد الملابس المستعملة، وهو ما يعرف في بعض المحافظات باسم «الكانتو». والبالة تحتوى على ملابس مستعملة، يتم ربطها في أكياس ضخمة من القماش، يطلق عليها لفظ البالة، وهذه الملابس تتم إعادة فرزها من جديد، وتجنيب ما يصلح منها لإعادة بيعه لارتدائه، بعد أن يتم تبخيره وغسله وكيه. لكن مع مرور الأيام، بدأت تجارة البالة في التدهور، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها المدينة الحرة وتراجع الزوار، رغم ازدهارها في أسواق المحافظات الأخرى بسبب تدنى الدخل، وهذا النوع من البيزنس يخضع لرقابة هزيلة من الجمرك؛ لعدم توافر الإمكانات التي تمكنهم من أداء عملهم، لأن البالات يتم ضغطها في ماكينات ضغط، حتى لا تأخذ حيزا داخل حاويات النقل، ولا يتم ضبط سوى ١٠٪ فقط من الحاويات التي يتم تهريب البالات بها.
من النسخة الورقية