الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الرئيس السوري يدعو فرنسا إلى وقف دعم الإرهاب في بلاده

 الرئيس السوري بشار
الرئيس السوري بشار الأسد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أنه منذ الأسابيع الأولى للنزاع الذي شهدته سوريا، تسلل الإرهابيون إلى بلاده بدعم من دول إقليمية وغربية وبدأوا بمهاجمة المدنيين وتدمير ممتلكات عامة وخاصة.
جاء ذلك خلال مقابلة تليفزيونية بين الرئيس السوري وقناة "فرانس ٢" الفرنسية -تمت إذاعتها مساء أمس الإثنين- ردا على سؤال حول مدى مسئوليته عن الوضع الحالي في سوريا؛ حيث إن الرأي العام الفرنسي يرى في أغلبه أنه بدرجة كبيرة مسئول عن الفوضى في سوريا نتيجة عملية القمع الشديدة التي شهدتها البلاد منذ أربع سنوات.
وقال الرئيس السوري: "إن دورنا كحكومة هو الدفاع عن مجتمعنا ومواطنينا، وإذا كان ما تقولون صحيحا، فكيف لحكومة أو رئيس تعامل بقسوة مع شعبه وقتل مواطنيه وواجه الدول والقوى السياسية الأكثر نفوذا في العالم، أن يصمد على مدى أربع أعوام، فهل من الممكن أن نحصل على دعم الشعب حينما نتعامل بقسوة معه؟".
وردا على سوْال عما إذا كان الآلاف الذين تظاهروا في بداية الاحتجاجات كلهم جهاديون، أجاب الرئيس بشار الأسد: "بالطبع لا ولكن السؤال الآخر الذي يجب أن نطرحه هو كيف قتل أول شرطي في اليوم السادس للاحتجاجات؟ فهل قتل في مظاهرات سلمية أو بواسطة مكبرات الصوت التي يستخدمها المتظاهرون، فقد قتل على يد إرهابيين فثمة شخص صوب سلاح ناري نحوه ليقتله بغض النظر هو جهادي أم لا فهو إرهابي لأنه قتل رجل شرطة".
وحول الكثيرين الذين طالبوا بالمزيد من الحرية والديمقراطية أضاف "أن كل شخص لديه بالتأكيد الحق في المطالبة بالحرية وهو ما يجب أن تسانده أية حكومة وفقا للدستور، ولكن هل الحرية تعني قتل المدنيين وأفراد الشرطة، فضلا عن تدمير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية وشبكات الكهرباء، فكل ذلك لا تمتلكه الحكومة بل الشعب السوري باعتبارها ممتلكات عامة.. فهل هذه الحرية في نظركم؟".
وحول ما يقال إن النظام السوري ساهم في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية ليقدم نفسه كحائط صد أمام هذا التهديد، أكد بشار الأسد أن تنظيم الدولة الاسلامية نشأ في العراق في ٢٠٠٦ حينما كانت تحت سيطرة الأمريكيين، فتنظيم داعش انتقل من العراق الى سوريا لأن الفوضى مثل العدوى، عندما تكون على الأبواب يجب أن تتوقعوا أنها ستأتي إليكم".
ومضى قائلا: "الفوضى أرض خصبة للارهابيين، فتنظيم داعش جاء الى سوريا بعد ان عمت الفوضى فيها وقبل ذلك كانت هناك جبهة "النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة و من قبلهم الاخوان المسلمين، فكلهم شكلوا الأساس الذي ارتكز عليه تنظيم داعش للظهور".
وحول سبب استخدام الجيش السوري لأسلحة عشوائية لا سيما البراميل المتفجرة التي تقتل العديد من المدنيين، قال بشار الأسد: "لم نسمع أبدا داخل جيشنا بالأسلحة العشوائية وفي الواقع لا يوجد جيش في العالم سيقبل باستخدام أسلحة لا يمكنها إصابة الهدف بدقة لأن ذلك سيكون بلا جدوى على الصعيد العسكري".
وأردف قائلا: "ولكن عندما تتحدثون عن عمليات قتل عشوائية لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، فالأمر هنا لا يتعلق بالسلاح ولكن بالطريقة التي ستسخدمون بها هذه الأسلحة والدليل على ذلك الطائرات بدون طيار التي يستخدمها الأمريكيون في باكستان أو أفغانستان فهي تقتل مدنيين أكثر من الإرهابيين بالرغم من كونها أكثر الأسلحة دقة في العالم".
وعن وجود صور تظهر مروحيات تقوم بإلقاء براميل متفجرة على مدينتي حلب وحماة، أكد بشار الأسد أن هذه الصور ليست دليلا، ويجب التحقق من صحتها، مشيرا إلى أن الجيش السوري لا يمتلك تسليحا يمكن استخدامه بشكل عشوائي" وتساءل قائلا: "لماذا نقتل مدنيين فالهدف من الحرب هو كسب دعم الشعب فإذا قتلتم الناس لا يمكنكم البقاء في الحكومة او في الرئاسة فهذا مستحيل".
وعما اذا كان النظام السوري أخل بالوعد الذي قطعه منذ عامين بعدم اللجوء الى أسلحة كيميائية واستخدم الشهر الماضي غاز الكلور في معركة إدلب، أكد بشار أن "هذه مزاعم حكومات غربية فسوريا تمتلك مصنعين لإنتاج غاز الكلور الاول تم إغلاقه منذ عدة سنوات بينما الآخر يوجد في شمال البلاد على الحدود مع تركيا وهو تحت سيطرة الإرهابيين منذ عامين، وقد أرسلنا للأمم المتحدة وثائق رسمية في هذا الشأن وطلبنا منهم المجيء، فكان ردهم هو أنهم لن يتمكنوا من الوصول الى هذا المصنع، أما بالنسبة لنا فالأسلحة التقليدية التي بحوزتنا أكثر فاعلية من الكلور".
وأضاف: "نحن دائما من طالبنا من المؤسسات الدولية بإرسال بعثات للتحقيق في استخدام اسلحة كيميائية، فجنودنا تعرضوا منذ عامين لغاز "سارين" ودعونا الامم المتحدة لإجراء تحقيق.. فكيف نقدم على ذلك اذا كنّا نستخدمه، فكل ذلك عار من الصحة".
وعما اذا كان هناك اتصال بين أجهزة الاستخبارات السورية والفرنسية منذ هجمات يناير في باريس في ظل وجود عدو مشترك وهو تنظيم داعش، اجاب الرئيس السوري: "هناك اتصالات ولكن لا يوحد تعاون.. فقد التقينا ببعض المسئولين بأجهزة المخابرات الخاصة بكم ولكن لا يوجد تعاون".
وأضاف: "أن هؤلاء المسئولين الفرنسيين جاءوا إلى سوريا ولكننا لم نذهب إلى فرنسا.. ربما أتوا لتبادل المعلومات ولكن هذا النوع من التعاون يجب أن يكون في الاتجاهين نساعدهم ويساعدوننا في المقابل.. ولكن وفقا للسياسيين عندكم والحكومة الفرنسية، فهم يريدون المساعدة في الوقت الذي يساندون فيه الإرهابيين، ولكن الأمور لا تتم هكذا".
وتابع: "اجتمعنا بهؤلاء المسئولين بطلب منهم.. فلا يوجد لدينا ما نطلبه من اجهزة الاستخبارات الفرنسية فلدينا كل المعلومات عن الإرهابيين".
وبشأن استعداده للمبادرة باقناع الفرنسيين بانه شريك محتمل لبلدهم، قال بشار الأسد إنه يتعين على الجانب الفرنسي قبل كل شيء إثبات أنه لا يساند الإرهابيين، وليس متورطا في إراقة الدماء في سوريا، فنحن لم نقتل فرنسي أو أوروبي ولم نمارس الإرهاب في بلدكم، فنحن لم نساعد من نفذوا هجوم شارلي إبدو بل أنتم الذين ساعدتم الإرهابيين.. فعندما تتغير السياسة الفرنسية الحالية الداعمة للإرهابيين في سوريا سنكون مستعدين للحوار".
وعما إذا كان الرئيس السوري يعتقد أنه سيفوز بهذه الحرب وأن كل شيء سيعود كما كان سابقا، أكد الرئيس السوري "أن لا شيء سيكون كما كان في السابق، "فالعودة إلى نقطة البداية سيعني أننا لم نتطور ولم نستخلص العبر من هذا النزاع.. ولهذا يجب أن نعمل على تحسين الأمور".
وحول استمراره في السلطة، قال الرئيس السوري "هذا لا يهمني فإذا أراد الشعب أن أرحل سأفعل على الفور، فلن يستطيع رئيس أن يحكم دون دعم شعبه.."، وتابع: "فالشعب لم يكن ليساند الجيش إذا كان لا يؤيدني وبالتالي لم نكن لنصمد طيلة أربعة أعوام".