الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

لماذا يدمن المصريون الخرافات؟.. مختصون: السيدات أكثر من يؤمن بها والفضائيات تستخدمها في إثارة الجدل.. وكودية: النساء يعتقدن أن حفلات الزار تحل مشاكل العنوسة والخلافات الزوجية.. ورجل دين: مخالفة للشرع

لماذا يدمن المصريون
لماذا يدمن المصريون الخرافات ؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في كثير من كتب التاريخ وعلى جدران المعابد الأثرية كثير من الأساطير القديمة التي سيطرت على خيال المصريين مع تراكم السنين وانتقلت من جيل إلى آخر. لم يمنعها انتشار التعليم أو التقدم والتكنولوجيا إلا أنها تظل منطقة مغلقة في داخل دائرة تصديق العقل البشري التي لا تؤثر عليها ثقافه ولا يمحوها تعليم، فمثلا استعانت الأم المصرية ب " أبو رجل مسلوخة "و" أوضة الفئران "و" أمنا الغولة" كمسميات مخيفة للابن الذي يرفض أن يأكل أو يشرب أو يكمل واجبه المدرسي في بعض الأحيان،في حين أدمن الكبار عددا من الخرافات من بينها: قراءة الفنجان والكف وقرص ركبة العروس في ليلة الدخلة والربط الجنسي بين الأزواج بعمل الأحجبة والعروسة الورق والعيون الزرقاء للحسد،و عمل الزار واللجوء لأصحاب الكرامات وهذا النوع بالأخص يلقي استحسانا كبيرا لدى النساء.
تقول الشيخة "نعمات" القائمة في حي الحسين والمشهورة بعمل جلسات "الزار " أنها لا تقوم بأخذ أي مقابل مادى، فالأمر كله بيد أهل الكرامات وقد تستغرق الجلسة أكثر من خمس ساعات من الرقص على الدفوف والغناء ببعض الترانيم لطلب مساعدة اصحاب الكرامات، وأضافت: لعمل الزار للحالة يجب أن اعرف عمرها واسم والدتها فقط ويجب عليها أن تؤمر فتطاع ويجهز للزار بالمشروبات والحلوى المختلفة التي توزع على الراقصين والراقصات أثناء ضرب الزار وكذلك بعض أنواع اللحوم فيذبح له خروف أو ديك رومي مع انتهاء الجلسة، ويستعمل الدم ويلطخ به جبين المريضة أو أجزاء أخرى من جسدها كتعويذة ضد هذه الأرواح ويعتمد الزار على القدرة المادية لزبائنه للقيام بهذا الاحتفال، حتى إن بعض النساء قد تبيع ما يمتلكنه من ذهب لإقامة الزار، تصديقا منهن أن الزار يرفع من أرواحهن المعنوية، ويعالج أمراضهن النفسية، وإخراج الجن والشيطان وعلاج تأخر الزواج وحل المشاكل الزوجية

ومن جانبه، يقول أحمد عبدالحميد، باحث بمركز دراسات الفكر العربي: تعتبر الخرافات والدجل والشعوذة من الأمور التي تلقى استحسانا كبيرا لدى النساء في الوطن العربي بشكل عام وكل من يدعي أنه يمتلك قدرات خاصة من السحرة والمشعوذين والعرافين وعلى الرغم من المستوى العلمى والثقافى الهائل لبعض السيدات، إلا أنهن يصبحن أكثر عرضة للخداع والإيقاع بهن، وهناك معتقدات يعتنقها المصريون بغض النظر عن المستوى التعليمى أو الثقافى ومنها استخدام اللون الأزرق، وخمسة وخميسة لمحاربة الحسد، ويرجع أن كثرة تردد المرأة على المشعوذين يأتي من كونها أكثر تصديقا للخرافات فهي تصدق بسهولة أن الدجال يستطيع حل مشاكلها. كما أنها تجد في السحر وسيلة وهمية لحل الأزمات التي تتعرض لها وتميل للبوح بما يؤرقها بصورة أكبر من الرجل إضافة إلى أن لديها وقت فراغ أطول. وأضاف أن المشاكل التي تجعل المرأة تلجأ إلى السحرة كثيرة منها عدم الإنجاب والأمراض النفسية والعقلية والتقلبات المزاجية والعنوسة ومحاولة ربط الأزواج.

ويشير الدكتور" صلاح سليمان" أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة المنصورة، إنه من المتعارف عليه أن أعمال الخرافة والسحر والشعوذة من أقدم المعتقدات التي تزاحم حياتنا اليومية ولا أبالغ في ذلك لأنها تعتمد على ظواهر طبيعية وأخرى من طبيعة البشر، ولأن المرأة معروفة بإقبالها وتصديقها لتلك الأكاذيب الخاطئة باعتبارها ذات سمات شخصية ضعيفة لا تقوى على إيجاد حلول واقعية ما يدفعها إلى الذهاب إلى عالم مجهول، ولأن الرجل يعرف بأنه أكثر عقلانية لا يمكن خداعه بسهولة بينما المرأة عاطفية وفيها لين وضعف ومن هنا يمتاز بالخرافة ظنًا منها بأنه سيحول حياتها إلى، حيث تريد فتطلب منه الحلول والأمنيات التي تحقق بها كل احلامها وتشعرها بالراحة الفكرية متناسية أنها خالفت الدين لذلك يجب على المرأة التي تعاني من مشاكل أسرية أو اجتماعية أن تسلك الطرق الصحيحة لحل هذه المشكلات وأن تضع نصب عينها أن هذا العمل لا يجوز شرعًا وأنها لن تتوجه إليه ابتغاء مرضاة الله حتمًا ستجد حلًا أفضل فمن ترك شيئًا لله أبدله خيرًا منه، وستجد حلولًا كثيرة واقعية ونتائجها فعالة على أرض الواقع ليس كأعمال السحرة والمشعوذين والتي لا تهدف سوى إلى كسب المال، ولان الخرافة لا تستند إلى دليل شرعي صحيح من كتاب الله أو سنَّة رسوله الله، وقد تستند الخرافة إلى تفسير خاطئ لآيات القرآن الكريم ويكون سبب كل ذلك هو الهروب والابتعاد عن الدين الصحيح والتقرب إلى الله بالدعاء فهو خير منجي ومستجيب لدعاء عباده قال تعالي " قل ادعوني استجب لكم ".
ويضيف الدكتور" سمير عبدالفتاح " دكتور علم نفس وعميد معهد خدمة اجتماعية ببنها سابقا يعتبر المصريين من أكثر الشعوب التي تتميز بخفه الدم إلا إنهم أيضا الأكثر قلقا من المستقبل وتطلع إلى معرفه ما سيحدث ولكن الغريب أنه في ظل التقدم الذي نشاهده، يوجد الكثير ممن يؤمنون بوجود بعض الخرافات والظواهر الفردية واعتقادهم الجازم بصحتها ويرجع ذلك لأن الإنسان بطبيعته لديه غريزة حب المعرفة بما سيأتي وقراءة المستقبل، وأصبح المجتمع كله سببا في تنامى ظاهرة السحر والخرافات فالقنوات الفضائية تخصص حلقات عن السحر وتفتح المجال للذين يدعون أنهم على علم بالنجوم أو بالسحر أو لديهم القدرة على شفاء بعض الأمراض التي يعجز الطبيب عن علاجه.