السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"النشطاء" كلمة السر في الفتن داخل المجتمع المصري.. سامية خضر: وسائل الإعلام تلهث وراء آرائهم "الشاذة" لجذب الإعلانات.. هاشم: يعملون وفق أجندات معدة مسبقًا.. ومغاوري: تاريخهم مجهول

 الدكتورة سامية خضر
الدكتورة سامية خضر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تعد الآراء الشاذة أو المخالفة للواقع الاجتماعي مجرد حوادث تتكرر على فترات متباعدة، ولكنها أصبحت ظاهرة مستمرة ومتجددة، وهو ما تذكيه الكثير من المنابر الإعلامية، وهو ما أصبح يرتبط بمادة خبرية بطلها كلمة "نشطاء".
"نشطاء" لفظ أصبح متداولا بشدة، خاصة عقب ثورة 25 يناير، لوصف كل من له وجود على الساحة السياسية، ولكنه مع مرور الوقت توسع المفهوم، ليتضمن كل من له ظهور على المستوى العام، فأصبحوا فرعا هاما من فروع شجرة أصحاب الرأي و"الجهابذة"، باعتبار آرائهم السياسية والاجتماعية يمتثل بها.
وحتى لا يكون الكلام مرسلا وخاليا من الدقة، "البوابة نيوز" تستعرض العديد من القضايا التي أدلى فيها النشطاء بآرائهم، وساعدتهم وسائل الإعلام المختلفة على الظهور وإبداء ذلك الرأي.
بداية الأمر لفتت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى أنه لا وجود للآراء الشاذة أو الغريبة عن السياق المجتمعي، لولا وسائل الإعلام التي تروج لهم، وخاصة الفضائيات، التي تبحث عن أي شيء مثير تتحدث فيه، لكي تجذب الإعلانات وتحصل عليها، وهو ما يجعل وسائل الإعلام بدلا من القيام بدورها التنويري والتوعوي للمجتمع، تقوم بإبراز تصريحات لأشخاص مثل الكاتب الصحفي شريف الشوباشي، الذي يدعو لخلع الحجاب، وأيضًا إثارة آراء إسلام البحيري، الذي يطالب بالتخلص من كتب التراث، وغيرهم من الأشخاص الذين يعمل إبرازهم على جلب مزيد من الإشكاليات والفتنة داخل المجتمع المصري.
وتساءلت خضر عن جدوى عرض الفضائيات الآراء التي يسود حولها الجدل، مثل مناظرة خلع الحجاب من عدمه، لتمتد إلى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، فذلك أمر غير ممكن، حيث لا يمكن أن يظل المواطن مستيقظا كل تلك الفترة.
من جانبه أكد الدكتور صلاح هاشم، أستاذ التنمية بجامعة الفيوم، ورئيس الاتحاد المصري للتنمية والحماية الاجتماعية، أن مصر في حاجة لأن يكون هناك رأي للقضاء المصري في العديد من المسائل التي يؤدي عدم وجود قانون لتقنينها أو منعها في ظهور الآراء الشاذة والانتقادات والجدل داخل المجتمع حول تلك القضايا وأحكامها المختلفة، مثل قضية تأجير الأرحام، أو ما يعرف بـ"الحمل البديل"، والذي تتجه له بعض الزوجات غير القادرات على الحمل، وتتم عملية الإخصاب، ويتم زراعة بويضة في رحم امرأة متطوعة، مقابل مبلغ مادي يتم الاتفاق عليه، وساد الجدل بين عدد من رجال الدين حول حرمتها من عدمه.
وقال: "لو كان هناك قانون واضح حول تلك المسألة ما حدث جدل وآراء بين الأطراف المختلفة"، أيضًا قضية تبادل الزوجات التي تجلت على خلفية الأحداث الأخيرة حيث تم ضبط أكبر شبكة لتبادل الزوجات في مدينة نصر، مؤكدًا أن المشرع لم يتخيل أنه قد يتبادل زوجًا، زوجته مع آخر.
وأشار هاشم إلى أن تلك الجهات أو الأشخاص التي تروج للأفكار السلبية داخل المجتمع، تعمل وفق أجندات معدة مسبقًا، وتتلقى دعمًا سواء ماديا من خلال رجال الأعمال، أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، أو من خلال التمويل الخارجي، كما هو الحال مع حركة 6 أبريل.
وأرجع أسباب ظهور الآراء الشاذة وغير المتوافقة مع السياق المجتمعي، إلى تزايد وجود العديد من الأفراد والجماعات التي ظهرت عقب الفوضى التي بدأت إرهاصاتها في الظهور بعد ثورة 25 يناير بصورة أكبر من ذي قبل، حيث فتحت الدولة الباب أمام حرية تشكيل الأحزاب السياسية التي قدر عددها بأكثر من 65 حزبا سياسيا والجمعيات الأهلية التي تقدر بـ45 ألف جمعية أهلية على مستوى الجمهورية، وهي أعداد تزايدت فيما بعد.
وفي السياق نفسه لفت عاطف مغاوري، البرلماني السابق، ونائب رئيس حزب التجمع، أن أية حراك سياسي بحجم ثورة 25 يناير، من شأنه أن يحمل بين طياته العديد من الظواهر الإيجابية والسلبية، مثل قضية النشطاء، حيث يعرضون الكثير من الآراء المتناقضة مثل عدم تأييد الحوار المجتمعي في إنهاء الانشقاق الداخلي بالمجتمع سوى بالاتجاه للتظاهر والاحتجاج، كما أنه كذلك لا يتورعون عن بيع آرائهم في سوق النخاسة من أجل تنفيذ أجندات معينة، واصفا وضعهم بأنه مريب وهو ما يلمسه المواطنين لكون تاريخهم مجهول.
وأوضح مغاوري، أن وسائل الإعلام تعاملهم باعتبار آرائهم ذات مرجعية فكرية، أو تقوم بعرض مواد إعلامية مثيرة للجدل بغية الإثارة والسبق وهو أمر ينبغي تقنينه داخل وسائل الإعلام.