الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

1500 غريق حصيلة ضحايا الهجرة غير الشرعية هذا العام.. الليبيون الوجبات الأشهى لأسماك المتوسط.. الفقر والهروب من جحيم الحروب "الطُعم" الذي جعل الصحف العالمية تعادي الاتحاد الأوروبي

1500 غريق حصيلة ضحايا
1500 غريق حصيلة ضحايا الهجرة غير الشرعية هذا العام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم إصرار البحار والأنهار على ابتلاع الكائنات البشرية، فإن الهجرة عبر قوارب الموت لم تتوقف، مأساة تتكرر وتعد هي الأسوأ في سجل ملفات الفارين من الجحيم والهاربين من ويلات الفقر والحروب في أفريقيا والشرق الأوسط، رحلة كتبت على المنهكين من أعباء الحياة أن يظلوا دائما وأبدا هم الوجبة الأشهي لأسماك القرش المفترسة، لتسجل الهجرة غير الشرعية على سواحل البحر المتوسط 1500 غريق خلال العام الجاري دون وجود إجراءات احترازية أو وقائية من جانب المسئولين سوي التلويح بالحديث عن الجهل والتصرفات الحمقاء للفقراء.

السواحل الإيطالية هي الأشهر والأكثر كرما في استقبال جثامين الفقراء من ضحايا الغرق الأفارقة، حيث سجلت التقارير الرسمية للسواحل نزوح 11 ألف مهاجر خلال الستة أيام الماضية، إلى جانب ما يزيد على 300 مهاجر منهم 45 امرأة و23 قاصرا، جاؤوا من السواحل الليبية، قاصدين "صقيلية".

أما عدد الغرقى فقد بلغ 900 غريقا من الشقيقة ليبيا هذا العام وهو العدد الذي جعل خبراء العالم والمحللون ينددون بالوضع الليبي الراهن وما تسبب فيه من ضياع وموت الكثير من الأرواح دون ذنب أو جريمة سوي الرغبة في حياة كريمة ولقمة عيش هادئة. 


1500غريق هي حصيلة العام من المهاجرين غير الشرعيين على السواحل الإيطالية، ونتيجة طبيعية للأحداث الدامية والفوضى التي يعايشها المواطنون في ليبيا هناك فقد احتلت ليبيا الصدارة في تلك القضية المأساوية بعد غرق سفينة بالامس، كانت تقل على متنها نحو 700 مهاجر،، أثناء قصدهم مياه البحر المتوسط، تم إنقاذ منهم 28 شخصا فقط،والتقاط 24 جثة هامدة، حسب ما ذكره الناطق باسم خفر السواحل الإيطالية، وهي الخبر الذي فجر قضية الهجرة المذمومة من جديد.

من جانبها فقد أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية أن أعداد المهاجرين الأفارقة تزايدت بشكل ملحوظ فور ظهور نوبات الربيع العربي.

أما البحرية الإيطالية فأكدت في تصريحاتها للصحف العالمية انها تمكنت من إغاثة أكثر من 140 ألف مهاجر خلال عام 2014، مؤكدة أن عمليات الإنقاذ مكلفة للغاية "حسب مانشره موقع" أورو نيوز الإخباري".

في حين أفاد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أن تدفق اللاجئين لن يتوقف إن لم تتحسن الأوضاع الأمنية في بلادهم

لذا انتفضت الكثير من الصحف العالمية للتعليق على قضية الهجرة غير الشرعية، حيث حملت الصحف الفرنسية، الاتحاد الأوروبي مسئولية الكارثة، حين ذكرت " لوفيغارو" في عنوانها العريض على صفختها الأولى، أوربا تقف عاجزة أمام تراجيديا الهجرة غير الشرعية، وقالت في مقالها الذي حمل عنوان "الغرق الأوروبي": "الكرم الإيطالي لم يستطع أن يمحو حقيقة فقدان البلاد للأدوات اللازمة لاستقبال المهاجرين، مشددة على وشددت على أن الاتحاد الأوربي، ينبغي أن يحصل على تفويض من الأمم المتحدة لمراقبة الشواطئ بالقرب من الحدود الليبية، لإيقاف الهجرة من هناك، إلى جانب مراجعة قوانين اللجوء الأوروبية لجعلها أكثر إنسانية.


صحيفة "اليبيراسيون" الفرنسية تحدثت عن القضية ذاتها وحملت الاتحاد الأوروبي فشله في مواجهة كارثة الهجرة غير الشرعية، وقد ذكرت بأن هذه الكارثة أودت بحياة 1500 شخص منذ بداية العام الجاري، مشيرة إلى أن برنامج الاتحاد "تريتون" لم يكن كافيا لحل الأزمة، إذ إن السفن التي نشرها الاتحاد لا تراقب إلا جزءا صغيرا جدا من مياه البحر المتوسط

أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فقد نشرت مقالا بعنوان "واجبات أوروبا تجاه المهاجرين"، ذكرت فيه أن الإصرار على عدم تمكين المهاجر من حقه في اللجوء القانوني إلى أي دولة أوروبية لن يتم إلا على تراب تلك الأراضي أمر يجعل المهاجر فريسة سهلة أمام المهربين المحترفين، الذين يقفون في منتصف الطريق لطلب مبالغ طائلة من الأموال.

وعن صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد انتقدت طريقة تناول الحكومة البريطانية لقضية المهاجرين، كونها تربطها دائما بالاقتصاد، وكيف يمكن لهؤلاء المهاجرين أن يساهموا في نمو الناتج القومي المحلي للبلاد من خلال الأقساط الدراسية والاستثمارات، كما رفضت الجارديان تصريح، وزيرة الدولة في الخارجية البريطانية "ليدي أنيلاي" بأن المهاجرين غير الشرعيين، يجدون في الدول التي يتوجهون إليها شيئا ما يجذبهم إليها، إذ ذكرت الجارديان، أن المهاجرين، لا يهدفون سوى إلى الهرب من الموت والقهر السياسي والجوع والحروب الأهلية.