رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور والفيديو.. "البوابة نيوز" تحقق في مجزرة طريق "الكباش".. مئات التماثيل تحللت بفعل المياه الجوفية والحفر الجائر.. وخبراء: الطريق من أغنى كنوز الدنيا وإحياؤه ينقذ السياحة وينمي الاقتصاد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مدينة الأقصر درة الأماكن السياحية في العالم، تضم ضمن كنوزها المدفونة، طريق "أبو الهول" أو كما يطلق عليه العامة طريق الكباش "جمع كبش" وهو الطريق الممتد من معبد الأقصر حتى معبد الكرنك، والذي كان يحمل موكب الإله آمون محمولا على الأعناق طالبا الحماية من اله الشمس لتجديد شبابه في كرنفالية الاحتفال بعيد "حب سيت"، والذي كان يعد لتجديد شباب الملك، كنز فرعوني بطول 4 كيلومترات يتحول لمقبرة جماعية بعد أن وارته الطبيعة عن الانظار، مئات التماثيل تحللت بفعل المياه الجوفية والحفر الجائر، 70 مليون جنيه أهدرت ثم توقف مشروع احياء الطريق، ليبقي السؤال، إلى متى ستظل المجازر التي تنصب للأثر المصري ومتي تتوقف تلك الهجمة الشرسة، أسئلة ربما يجيب عنها التحقيق التالي:


طريق بطول 4 كيلومترات، حفره القدماء المصريون وكان مخصصا لمراسم احتفال "حب سيت" أو تجديد شباب الملك، وهو احتفال بمرور سنة على جلوس الملك آمون على العرش، وكان يظهر في موكب مهيب محمولا على محفة على شكل مركب ليأخد الحماية من الآله الأعظم رع إله الشمس، حيث ينطلق الموكب من معبد الأقصر وينتهي عند معبد الكرنك يتقدمه الكهنة وكبار رجال الدولة.


يظهر الطريق وعلى جانبيه قواعد حجرية تحمل فوقها مئات التماثيل بطول الطريق، أكتشفت منها حتى الآن 300 قاعدة فقط، وبين كل قاعدة وآخرى كانت تتواجد أحواض زهرية، تحمل أندر النباتات العطرية إلى جانب زهور اللوتس الأشهر في هذا العصر.

أما التماثيل فانقسمت لنوعين الأول ظهر في صورة جسم أسد ووجه ملك من الملوك وكان يطلق عليه سفنكس، اما الآخر فكان على هيئة كبش كبير.

طبيعة الحجر المكون للتمثال، حجر رملي لذا تحلل من المياه الجوفية التي حاصرته إلى جانب مياه الصرف الصحي التي جعلته يتفتت ويذوب مما تسبب في تآكل الكثير من التماثيل وبقاء القليل منها في وضع محزن.

طريق أبو الهول أعرق الطرق التي شهدتها مصر الفرعونية، تحول بفعل العوامل الطبيعية واياد الإهمال إلى سكنة عسكرية للكلاب الضالة بعد أن أخذ طريقه في الاندثار،حال التماثيل التي بلغت اعمارها من 1500-2500 عام قبل الميلاد، أصبح يرثي لها بعد أن تحطمت وتحللت أجزاؤها نتيجة محاصرة المياه الجوفيه لها فضلا عن مياه الصرف الصحي والحفر العشوائي من الأهالي الباحثين عن الكنز المفقود، مما جعل التماثيل كلها تبدو متحللة ومتآكلة.


د. مختار الكسباني، الخبير الأثري يقول: تم اكتشاف هذا الطريق في بداية القرن الـ 19 بمحض الصدفة، حيث اقيمت عليه قرية ترجع للعصر العثماني وأثناء انهيار أحد البيوت والقيام بترميمه وجدوا تلك التماثيل ومن ثم بدأ الحفر والتنقيب عن هذا الكنز.

وأضاف الكسباني: في 2007 بدأ الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق في استعادة هذا الطريق، وأحياؤه بعد مشاركات دولية لتنشيط الطريق للحفاظ على هذا الكنز الأثري خاصة بعد الهجمة الشرسة التي تعرضت لها الآثار من سرقة وسطو مسلح على يد "خيرت الشاطر" واعوانه حيث أن تجارة الآثار هي المصدر الأساسي في التمويل لتلك الجماعات.

وتابع الخبير الاثري: تعتبر مدينة الأقصر درة الأماكن السياحية في مصر ومن الممكن أن تكون من اغني الأماكن في العالم بما تملكه من أثار ولكن لن يحدث ذلك إلا بتفعيل القانون لردع التعدي على حرمة الأثر الذي يعد ميراث للأجيال القادمة.


فيما أكد الطيب أحمد مرشد سياحي، بمحافظة الأقصر، أن للطريق أهمية خرافية في جذب السياح لو استكمل بناءه على ما كان عليه قديما، متمنيا أن تعود نفس الاحتفالات الكرنفالية التي كان يطلقها الفراعين بشكل سنوي حتى يتم استقطاب اجناس العالم لأرض الحضارة الإسلامية مرة أخرى.

وأضاف الطيب:" معظم التماثيل أصبحت متآكلة لا يصلح منها سوي 66 تمثال فقط، فضلا عن نقص الامكانيات وانتشار تجار الآثار، كلها أسباب أدت إلى إهمال المشروع ومن ثم ترك الطريق للصوص وقطاع الطرق ومافيا الآثار الذين استغلوا حالة الانفلات الأمني وقاموا بسرقة قطع اثرية نادرة من ضمنها "كاريتة تتقدمها بقرة " وللأسف تم تهريبها خارج مصر ولا أحد يعلم اين ذهبت.

وتابع:تكلف الحفر ما يقرب من 70 مليون جنيه شملت تكاليف الكوبري الواصل بين طريق المطار والأقصر وهو كوبري يقطع طريق الكباش من الاعلي ورغم تلك التكاليف توقف الحفر وتوقف معها الحلم بعد أن اخذت الرياح كل ما انفق هباء


فيما أكد حجاج محمد أحد سكان المنطقة، أن سبب توقف المشروع هو رفض الكنيسة التام لقرار ازالتها، حيث أن الكنيسة تتوسط الطريق كما كان يتوسطه مسجد وبعد ازالة المسجد رفضت الكنيسة الهدم ومن هنا توقف المشروع منعا لحدوث فتنة.

وعن الحلول لاستكمال المشروع رأت بعض الاتجاهات، أن الحل في الاستعاضة عن التماثيل التالفة المتهالكة بتماثيل منسوخة ومقلدة ووضعها محل القديمة،، ولكن هذا الحل لم يلق قبولا من الكثيرون الذين اعتبروا فكرة النسخ عدوة لفكرة التأصيل والعراقة وفضلوا الابقاء على التماثيل على حالتها حتى لو كانت سيئة، لأن هذا سيعطي مصداقية وعبق للأحداث أكثر من التقليد والنسخ.

وبين الاختلافات في الرؤي والإهمال والجهل يظل طريق أبو الهول رهينة في يد المسئولين ينتظر قرارا يهبه الحياة


فيما أكد حجاج محمد أحد سكان المنطقة، أن سبب توقف المشروع هو رفض الكنيسة التام لقرار ازالتها، حيث أن الكنيسة تتوسط الطريق كما كان يتوسطه مسجد وبعد ازالة المسجد رفضت الكنيسة الهدم ومن هنا توقف المشروع منعا لحدوث فتنة.

وعن الحلول لاستكمال المشروع رأت بعض الاتجاهات، أن الحل في الاستعاضة عن التماثيل التالفة المتهالكة بتماثيل منسوخة ومقلدة ووضعها محل القديمة،، ولكن هذا الحل لم يلق قبولا من الكثيرون الذين اعتبروا فكرة النسخ عدوة لفكرة التأصيل والعراقة وفضلوا الابقاء على التماثيل على حالتها حتى لو كانت سيئة، لأن هذا سيعطي مصداقية وعبق للأحداث أكثر من التقليد والنسخ.

وبين الاختلافات في الرؤي والإهمال والجهل يظل طريق أبو الهول رهينة في يد المسئولين ينتظر قرارا يهبه الحياة