رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أغلقوا بالوعات القاذورات!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بنظرة متعمقة في الجدل الدائر بمصر حاليًا والذي يمكن عنونته بـ"هوجة الجهلاء" الذين يقولون ما لا يعلمون، ويفتون في أمور الدين الحنيف، نجد أن المشهد يتمثل في فضائية تبحث عن الشهرة وأراجوز في زي إعلامي وموضوع مثير للجدل ولو على حساب التطاول على ثوابت المجتمع من عبادات وقيم وأخلاق.
فبدلا من أن تكون تلك الفضائيات إضافة للثقافة الدينية وترسيخًا للقيم الأخلاقية فإنها أصبحت تقدم برامج ساذجة وفتاوى مغلوطة، يرى البعض أن الغرض منها التشكيك فى مصداقية الفقه الإسلامي، وذلك من خلال نشر الفتاوى المتعارضة والآراء المتناقضة والاجتهادات الهزيلة التي تُحدث البلبلة، وتسبب الاضطراب فى صفوف الجماهير، مما يؤدى إلى تدنى الأداء المهنى وغياب المصداقية.
وبطبيعة الحال فإن ما وصلنا إليه على يد أدعياء الفهم من عينة إسلام البحيري وإبراهيم عيسى بخلاف "دعاة الخلع" مثل الشوباشي صاحب العاهرات ليس وليد الساعة، بل إنه حصاد لما صارت إليه الأمور بعد أن فتحنا الباب على مصراعيه أمام "كل من هب ودب" ليفتي في الدين، بداية من أصحاب الذقون البيضاء الذين يطلقون العنان لخيالهم للحديث عن "نكاح الحائض" وزواج المتعة وغيرها من القضايا، وانتهاءً بأمثال الشيخ برهامي الذي يسابق الزمان في إصدار الفتاوى وهو بعيد كل البعد عن أصولها.
وتفتح هذه الحالة الباب واسعًا أمام الحديث عمن يسمح لمثل هذه الوجوه المرفوضة بأن تقتحم علينا بيوتنا بمجرد تغيير جهاز التحكم، حتى أصبح الأمر أشبه بانفجار ماسورة لفضائيات لا نجني من ورائها سوى الجدل والفتنة، ويخرج علينا أنصاف البشر زاعمين أنهم أصحاب الفكر التقدمي الباذنجاني.
وهذا ينقلنا للحديث عن فوضى انتشار الفضائيات التي تسمح بنشر هذه الأفكار الهدامة المثيرة للقيل والقال، وكذلك عن الهدف من شن حملات التشكيك المستمرة في الأصول والتراث وبعصبية من لا يملك منطقا أو حجة في مواجهة خصومه، وهو ما يتعارض مع أخلاق المسلم العادي وليس العالم بحلمه وأخلاقه قبل علمه وورعه؟!
وكأن التشكيك في الدين والتطاول علي العلماء هو الطريق الأمثل لتنفيذ تلك الغاية، أو أن الأمر يستدعي تشويه تراث الأمة وهدم الدين من الأساس ثم إعادة بنائه على الطريقة التي ترضي هؤلاء. 
فالأمر عزيزنا القارئ غير قاصر على "البحيري" ولا "عيسى" ولا "شوباشي العاهرات" بل يتعلق بظاهرة طفحت على سطح مصر مؤخرا.. فلم يعد غريبا أن يصدمك أحد مدعي العلم على إحدى الفضائيات وهو ينشر سمومه وأفكاره الغريبة بين الناس، بالطعن تارة في صحيح السنة، وكيل الاتهامات للأئمة الكبار، وتارة أخرى بإثارة الشبهات حول أصول وثوابت الدين، وكله تحت لافتة تجديد الخطاب الديني.. ولم لا وهذه هي الموضة الجديدة التي يرتديها أولئك الشواذ فكريا وعقائديا.
حقا الموضوع أصبح سخيفا وتجاوز كل الخطوط الحمراء.. ولا يحتمل السكوت.. ولا تكفي كل شتائم العالم لوصف هذه الظاهرة المشينة، ولا هؤلاء المأجورين المتاجرين بالدين.. ولكم أن تتصوروا لو أن نفس الأفكار صدرت عن قناة أوروبية ماذا يمكن أن يحدث؟.. وهل كنا سنصمت ونتعامل مع الأمر على أنه حرية رأي أم نقيم الدنيا ونتهم المؤسسة الدينية بالتخاذل ونطالب بغلق القناة أو حتى قطع العلاقات مع الدولة التي سمحت بإذاعة هذا الهراء؟!
نعلم تماما أن أصعب قرار على كل من ينتمي لمهنة الإعلام هو غلق الوسيلة الإعلامية.. لكن وبما أننا وصلنا إلى هذه الحالة المزرية من التنطع والتطاول والإساءة للدين الحنيف، فإن الأمر بهذا خرج عن الهدف الأسمى من الرسالة الإعلامية في نشر الوعي والفكر البناء إلى إثارة الفتنة والترويج للكفر، وهنا يجب أن تكون هناك وقفة، ولو كان البتر هو الحل.. فهذا أسلم للمجتمع والشعب.