الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

هل يتحقق حلم صاحب "ليبرلاند"؟ حسن: هوس لا يمتُ للواقع بصلة.. فرج: مدفوع من الغرب أو روسيا.. عطالله: الدول لا تقام إلا باستفتاء أو استقلال بعد احتلال.. غراب: تفتقد مقومات الدولة

هل يتحقق حلم صاحب
هل يتحقق حلم صاحب "ليبرلاند"؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد إعلان مواطن تشيكى عن اعتزامه إقامة دولة جديدة على نهر الدانوب في المساحة الخالية بين دولتى صربيا وكرواتيا التي تقع على مساحة 7 كيلومترا، لتكون على غرار الدول الصغيرة كالفاتيكان وموناكو، مطلقا عليها دولة "ليبرلاند" ومنصبا نفسه رئيسا لها، داعيا الأشخاص حول العالم لتقديم طلبات للانضمام لدولته الجديدة، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بالتعليقات الساخرة والجادة، فالبعض رآها مجرد تخاريف لا أساس لها في الواقع ومن المستحيل تنفيذها، فيما رأى آخرون أن الرجل مدفوع من دول أخرى كروسيا أو أوروبا، بينما تناولها أساتذة علوم السياسة من زاوية أن الدولة الجديدة تفتقد مقومات الدولة المتعارف عليها في أدبيات السياسة وهى: الشعب والإقليم والسلطة وجميعها غير متوافر، ولا يمكن أن تقام دولة إلا باستفتاء أو استقلال بعد احتلال.
قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية: إن الأرض التي اقترحها هذا الرجل بين دولتى صربيا وكرواتيا تابعة للدولتين أو إحداهما فهل هذه الدول ستسمح له بالاستيلاء على هذه المنطقة وإقامة دولة كما يدعى؟، فهذا يذكرنا بالحركة اليمينية في إيطاليا التي تطالب باستقلال شمال إيطاليا كدولة مستقلة منفصلة، وهناك رجل في عقد الثلاثينيات كان يطالب باستقلال مركزى زفتة وميت غمر، كما كان هناك رجل مصرى في فرانكفورت طالب بعمل الصعيد دولة مستقلة للأقباط، فكلها أفكار وطموحات وأمنيات للبعض، لكن يصعب تنفيذها.
وأضاف حسن أنه من المستحيل أن تسمح دولتا صربيا وكرواتيا بالاستيلاء على هذه الأرض وإقامة دولة كما يدعى هذا الرجل، متسائلا: هل هذه الفكرة نابعة من عقله أم ناتجة من اتجاه سياسي معين، فهناك العديد من الأفكار أو الهوس لدى البعض، مؤكدا أن مجلس الأمن لا علاقة له بإنشاء الدول ومن عليه إصدار بيان بهذا الشأن هما الدولتان.

وقال السفير محمود فرج سفير مصر بطهران سابقا: إن هذا من المستحيل تنفيذه، وهى تختلف تماما عن إقامة دولة موناكو، مضيفا أننى أعتقد أن الداعين لإقامة هذه الدولة جماعة مدفوعة من دول الغرب أو الروس لإنشاء دول قزمية صغيرة.
قال الدكتور محمد عطا الله أستاذ القانون الدولى: إن هذا الكلام لا يمت للواقع بأى شيء فهو أشبه بالخيال، مضيفا لو أن هناك دولة جديدة سيتم إنشاؤها بالفعل سيكون بانفصال جزء من دولة ولا بد أن تقوم باستفتاء حكم ذاتى كما حدث في أوكرانيا وانضمت لروسيا بعد استفتاء شعبى، موضحا أنه لا يصح أن أي شخص لديه قطعة أرض كبيرة ملكا له مثلا ويقرر في يوم ما بينه وبين نفسه أن يقيم دولة فهذا في الخيال فقط.
وأضاف عطا الله أن مقومات إقامة أي دولة في العالم هي ثلاث نقاط شعب وإقليم وسلطة، فالشعب ليس موجودا كما أن السلطة ليست موجودة فقط لديه الإقليم وهى قطعة الأرض وهى لا تصح، كما أن هذه المنطقة اما أن تكون تابعة لكرواتيا أو صربيا ولن تسمح له أي من الدولتين بذلك، متسائلا: هل هناك أي رد من الدولتين على اقتراح هذا الرجل؟، هل بعد انضمام أعضاء لدولته المزعومة فأين حكومة هذه الدولة أم أن هذا الشخص سيكون هو الرئيس والحكومة؟، فالدول لا تقام إلا بطريقتين إما بالاستفتاء أو بالاستقلال بعد احتلال ما، أما هذه فتفتقد عناصر الدولة وهى السلطة الحاكمة.
وقال الدكتور فايز غراب، أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب جامعة المنوفية: إن هذه المنطقة تقع في يوغسلافيا القديمة، وهى كلها مناطق جبلية ولا يمكن أن تقام فيها دولة من الناحية الجغرافية، لأنه حتى تقيم دولة لا بد من أن تكون لها مقومات البقاء، وهذه لا يتوافر فيها مقومات الحياة.
وتساءل غراب: ماذا تفرق هذه الدولة التي مساحتها 7 كيلومترا عن دولة الفاتيكان التي مساحتها واحد كيلومتر، وهل ستقوم على أساس دينى مثلها مثلا؟ أم سياسي وبالتالى ستفشل؟، موضحا أن هذه الدولة الجديدة محكوم عليها بالإعدام لأنها تتنافى مع أدنى درجات نشأة الدولة ومقوماتها، مستحيل في هذه المنطقة أن يقام دولة لأنه ما هي موارد هذه الدولة الزراعية والتجارية والمعدنية وغيره.