الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إسرائيل نهبت التراث السيناوي أثناء سنوات الاحتلال.. وضعوا نجمة داود على الزي البدوي وعرضوا آثارنا في المتاحف العالمية.. ومختصون: الاحتلال يخطط لطمس الهوية المصرية وتزوير التاريخ

إسرائيل نهبت التراث
إسرائيل نهبت التراث السيناوي أثناء سنوات الاحتلال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن احتلال اسرئيل لسيناء احتلالا للأرض فقط بل محاولة خبيثة لسرقة ونهب التراث والتاريخ، حيث قام موشي ديان، عالم الآثار الإسرائيلي بالعديد من الحفريات لسرقة الآثار وعرضها في المتحف العالمية، فضلا عن قيام إسرائيل بسرقة الزي السيناوي ووضع نجمة داود عليه، لكن الغريب أن هناك العديد من العلماء والدراسات التي تؤكد أن نجمة داود إسلامية، وذلك لأن زخرفة النجمة السداسية إسلامية لا علاقة لها بالصهيونية على حد قول أحد الباحثين في هذا الصدد، كما أن هذه النجمة ظهرت قبل الإسلام في مختلف الحضارات المصرية القديمة – كما ظهرت في الديانة الهندوسية والزاردتشية لكن دلالاتها ترجع للحضارة الإسلامية، ويعتبر احتلال إسرائيل لسيناء منذ العام 1976-حتى 1973 أثر بشكل كبير على الآثار الإسلامية التي تعاني إهمالا شديدا حتى اللحظة الحالية، ما دفع خبراء الآثار للمطالبة بضرورة إيجاد تعاون متبادل مع اليابان للقيام بترميم هذه الآثار.
يقول الدكتور سعيد مغاوري، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة الأزهر: إن إسرائيل أرادت طمس الهوية المصرية، وذلك من خلال سرقة العديد من الآثار المصرية، فعالم الآثار الشهير موشي ديان كان يقوم بالحفر خلسة سنوات الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، وسرق العديد من الآثار لوضعها في المتاحف العالمية والاتجار بها، لافتا إلى أنه بعد معاهدة كامب ديفيد عادت بعض القطع الأثرية، لكن ليس جميعها فكل ما أعادوه هو القطع الصغيرة وبعض أوراق البردي.


وأشار إلى وجود أماكن في سيناء تحتوي على العديد من الآثار منها منطقة الحسنة – الشيخ زايد –رفح حيث يتم الحفر بها خلسة، وأكد د. مغاوري أن هناك إهمالا كبيرا من قبل المسئولين، حيث لم يتم تخصيص ميزانية للآثار الإسلامية من قبل وزارة الآثار، فهناك العديد من المحميات الطبيعية مهملة بشكل كبير من جانب الوزارة، أيضا الآثار الفخارية والعملات تتم سرقتها علانية في سيناء.
وطالب د. مغاوري وزارة الآثار بضرورة بإعداد برنامج عاجل لحماية وإنقاذ وترميم الآثار الإسلامية في سيناء.
كما أنه لابد من إيجاد تعاون دولي مع اليابان للقيام بالحفائر والترميم لهذه الآثار.
أضاف: تم خلال العام الماضي تشكيل لجنة مع محافظ شمال سيناء كنت أحد أعضائها لعمل حفر كامل وشامل للمواقع الأثرية في كل من رفح – الشيخ زايد – القنطرة لتنميتها على المستوي العالمي، ووجدنا العديد من المناطق الأثرية في سيناء التي تحتاج إلى ترميم فضلا عن العديد من الكنائس والمساجد الأثرية التي تعاني إهمالا شديدا.



وأضاف المهندس صلاح الهادي، المنسق العام لنقابة الآثاريين ومدير عام الترميم بشمال سيناء أن الآثار المصرية في شمال سيناء أفضل حالا من الآثار الإسلامية التي لم تلق أي اهتمام من الوزارة منذ الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، لافتا إلى الآثار الإسلامية في سيناء تنهار ولا مجيب، مشروع تنمية سيناء الذي تم عمله في التسعينيات أعطي اهتماما للآثار المصرية أكثر من الإسلامية فهي تحتاج إلى أعمال ترميم على مستوي عالٍ
قائلا: طالبت كثيرا بعد ثورة 25 يناير بوقف الحفائر فالأرض أحن على الآثر من السرقات والحفائر 
لافتا إلى أن قلعة الغوري هناك في مرحلة الانهيار وبقايا مبني الخوينات تساقطت 
ويطالب مدير عام الترميم "الآثار" بضرورة الاهتمام بالآثار الإسلامية في سيناء، ولا بد أن تخصص لها الدولة الميزانية الكافية للقيام بأعمال الترميم بها.
بينما يقول مدير عام البحوث والدرسات الأثرية والنشر العلمي في سيناء الدكتور عبد الرحيم ريحان الذي سبق وقدم دراسة بعنوان" نهب إسرائيل للآثار والتراث المصري" عام2011 إن إسرائيل خططت لطمس هوية سيناء وسرقة تراثها وآثارها تمهيدا لصبغته بالصبغة اليهودية، مشيرا إلى أن إسرائيل قامت دون وجه حق بمخالفة القوانين الدولية بعمل حفريات في أكثر من 35 موقعا أثريا بسيناء منذ عام 1976حتي عام 1973، لسرقة الآثار وعرضها في المتاحف العالمية للآثار والاتجار بها.
لافتا إلى أنه في عصور ما قبل التاريخ عثر الصهاينة على أدوات حجرية هامة نقلت لإسرائيل ومناطق آثار مصرية قديمة في وادى المغارة، حيث توجد مناجم الفيروز عثروا بها على لوحات أثرية مهمة نقلت لمتحف هارتس بتل أبيب كما سرقت 120 لوحة أثرية من معبد سرابيت الخادم بجنوب سيناء وكان به لوحات مهمة يطلق عليها أهل سيناء سربوت وجمعها سرابيت كان ينقش عليها تاريخ وأخبار الحملات التي كان يقوم بها ملوك مصر منذ عهد الدولة القديمة إلى سيناء لاستخراج الفيروز والنحاس من منطقة المغارة ووادى النصب قرب هذا المعبد. 

لافتا إلى أن موشى ديان وهو عالم أثريات إسرائيلي كان يقوم بالحفر وسرقة العديد من التوابيت نحو 35 تابوتا فريدا يعود تاريخها لعام 1400ق.م وتماثيل للمعبودة حتحور انتزعت من المعبد نفسه، حيث قامت بعثة آثار إسرائيلية برئاسة أفينير جورين تابعة لجامعة تل أبيب في 1978 "قبل معاهدة كامب ديفيد بعام " بأعمال مسح أثرى لعدد 1166 مقبرة بوادى فيران وأخذت كل ما فيها بالطبع وهى مقابر فردية وعائلية تشمل رهبان ومدنيين من القاطنين بالمدينة كما عثروا بهذه المقابر على لقي أثرية كانت تدفن مع الرفات منها صلبان من الصدف وأسورة سرقت مع ما سرق من رفات الرهبان، ولم يكتفوا بذلك بل سمحوا لأنفسهم بالعبث بهذه الرفات دون وجه حق حيث قام فريق متخصص في علم الأنثروبولوجى تابع لقسم التشريح والأنثروبولوجى بجامعة تل أبيب في محاولة خبيثة لتجريد سيناء من مصريتها بأعمال أنثروبولوجى على 72  نموذجا من الرفات التي تم استخراجها من 1166 مقبرة لتزوير تاريخ سيناء من خلال هذه الرفات لإثبات أن قاطنى وادى فيران وسيناء عامة من أصول غير مصري.
أما بالنسبة للتراث السيناوي فيقول د. أحمد موسي، أستاذ الأدب الشعبي: إن إسرائيل لا تتواني عن السطو على تراثنا، حتى شخصية جحا نسبوها إلى أنفسهم، وحتى الفول والطعمية اعتبروها من تراثهم، ويعيدون تقليد العباءات السيناوية والصعيدية، 
وأضاف أنهم أصدروا دراسات عديدة كاذبة عن أن اللغة العبرية هي أصل اللغة العربية، فمصطلح الفلكلور الإسرائيلي بالفعل يثير الدهشة والتساؤل، فلم يكن هناك قبل عام ١٩٤٨ شعب إسرائيلي، ولم تكن هناك دولة اسمها إسرائيل، ومن الثابت تاريخيا أن ذلك لم يحدث، ويري د. موسي أن جمع الفلكلور المصري ودراسته دراسة علمية هو من أخطر الأسلحة التي تواجه بها العبث الإسرائيلي بتراث المنطقة ككل، فالعالم لا يعترف إلا بمن يحسن التعريف بنفسه ويلتمس إلى ذلك كل السبل.
أما كاميليا آدم، مدير عام فرع ثقافة شمال سيناء تؤكد أن سرقة إسرائيل للتراث السيناوى بدأت أيام الاحتلال الاسرائيلى لسيناء، حيث كانوا يستغلون السيدات السيناويات اللاتي كن يعملن في المشغل الموجود في العريش لعمل الزى السيناوى ثم يأخذونه إلى إسرائيل ويضعون عليه نجمة داود ويسوقونه عالميا على اعتبار أنه تراثهم وأعمالهم ووحتى لا يندثر التراث السيناوى قمنا بعمل عددا من الورش الفنية الخاصة بالثوب السيناوى والتطريز لتعليم الجيل الجديد كيف يصنع الثوب السيناوى وأعمال التطريز والخرز.