الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

كيف تتعرف على التكفيري؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ليس هو الشخص الجهادي الذي سيحمل بأحد جيوب سرواله سلاحا لتلمح وجوده فور وقوفك أمامه، ولا الإخواني المنمق في كلامه لتستشعر بثمة رسالة هو في مهمة لتوصيلها، ولن يكون أيضًا السلفي الذي يقيس طول لحيته بالشبر وقصر جلبابه بالمتر، بل هو التكفيري ذلك الشخص -الذي سيحدثك إن بقى على علاقته بك- عن آيات القتال في سبيل الله، ويري فيك الشخص المرتد، كما يصنف أجهزة الأمن بالطغاة!

وفي محاولة للتعرف على التكفيري من ملامح وجه وأفكاره التي تفضحه على الفور لمجرد الحديث إليك، كيف يسير بيننا دون أن نشعر به، كان يلزم الرد على سؤال أولى، "ما الفرق بين الجهادي والتكفيري؟"، فالإجابة قد تلخص الاختلاف بين كليهما في نقطة محورية هي أن الأول يرى أن الحكومة والدولة كافرة وبالتالي يجب قتالها والتخلص منها لإنقاذ الإسلام، أما التكفيري، فهو الشخص الذي يرى في الحكومة والشعب كفارا على حد سواء وبالتالي لا يمكن التصالح معهما؛ إذن كلاهما حدد هدفة ما بين ضرب الحكومات الظالمة، بينما ركز الآخر على الشعب والحكومة معًا دون استثناء.


انعزالي ينتظر قتل فريسته عندما تحين الفرصة

يمكنك أن تتعرف عليه بسهولة شديدة، فهو شخص انعزالي، أول علامات "التكفير" أنك تراه يبتعد عن الناس، فدائمًا ترتبط الهجرة بالتكفير عند هؤلاء وغالبًا ما تكون الجبال والكهوف مأواهم في ظل الحالة الجديدة.

يبتعد بنفسه وماله وأهله عنهم زمانًا ومكانًا، حيث سير الأولين التي عبث فيها قادته وأئمته؛ فالكل عنده كافر ومرتد ولا يجوز أكل ذبيحته، وهذه الهجرة تصل في نهاية الطريق إلى القطيعة الكاملة لعشيرته ثم المجتمع الذي يعيش فيه.

نظراته حادة كالصقر تمامًا، ينتظر اللحظة التي ينهش فيها جسدك النحيل أو حتى يعمل سكينة فيها، من سماته أنه لا يلقي عليك السلام، فأنت في نظره كافر، فضلًا عن وجوب قتالك، قد تغيب الفرصة، ولكن يتحين ما يظنه إقامة حد الله عليك، يهجرك في البداية ولكنه ينتظر قتلك على أحر من الجمر.

لمجرد أن يقع بصرك عليه تستطيع أن تميزه للوهلة الأولى، كما العشاق يصير بينهم الحب منذ اللحظة الأولى لنفس النظرة؛ في تعاملاته اليومية يبدو مختلفًا، يستحضر دائمًا الوجه الجهوم معتقدًا أن المسلم لابد أن يكون جادًا وألا يعرف الهزل عنوانًا له عملًا بالقول المأثور: "من كثر ضحكة قلت هيبته"، غير أنه يزيد على ذلك بعدم فتح شفتيه مطلقًا إلا لطعام أو كلام دون الضحك أو السمر.

ترى في التكفيري رغم التشدد في أمور العقيدة وحديثه الدائم عن أحكام الشريعة، إلا أنه لا يذهب للصلاة في بيوت الله، لأن يعتقد أن المصلين كفار، سبق واعتزلهم في الحياة الدنيا وجعل ستارًا بينهم في أمور الدين، بل يحاول أن يتواصل مع من هم على نفس فكره للصلاة معهم وقد يني مسجدًا لذلك أعلى جبل أو داخل كهف بعيدًا عن الخلق؛ يتوقف عن مشاهدة التليفزيون وكل وسائل الإعلام التي تبث أفكارًا ربما تجلب له الذنوب كما يعتقد، بعضهم كان يرفض الظهور مع مقدمات الأخبار أو المذيعات في برامج التوك شو خشية الفتنة!

وفى إطار المعاملات اليومية فهو يرفض أكل اللحوم المذبوحة سواء عند الجزار أو بقية الحيوانات الأخرى مثل الدواجن، فقد سبق وكفر ذابحة فكيف يطمئن إذن لذبيحته حتى ولو دفع فيها نقودا.


يتهرب من الضرائب... وعمله كفر محض

استكمالًا لحملة المقاطعة التي يري التكفيري فيها حلًا لإنقاذ نفسه من مجتمع يرى أنه هالك، فهو يتهرب من كل رابط بينه وبين مؤسسات الدولة؛ فلا يدفع ضرائبه فهو لا يؤمن بغير الزكاة المفروضة، ويرى ما دون ذلك بدعة بعيدة عن تشريح الإسلام، ولا وجود لها في الدولة الإسلامية التي تقر التشريعات والقوانين المنظمة، علاوة على أنه لا يرى دعم الدولة التي ريى أنها كافرة، فهو ينتظر الفرصة لقتال مجتمع الكفر كما يراه، وأنه سوف يحاسب أمام الله على ذلك.

وإذا كان التكفيري شخصا موظفا في مؤسسة حكومية، فهو يفضل ترك عمله عند أول فرصة، ليلجئ للعمل الخاص الذي يتبع فيه معايير بعيدة عن خدمة مؤسسات يفضل الابتعاد عنها، وهنا قد ترى طالب يدرس في كلية الطب يترك جامعته ليبيع الأعشاب والبخور أمام مسجد كبير عن دراسة الطب أو الاقتصاد فكلاهما حرام حرام حرام.

مردد جيد لآيات القتال.. "وبن لادن" صورة "بروفايله"

وكما يقال "المرء مخبوء تحت لسانه"، فيمكن أيضًا أن يكون متواجدا خلف حسابه "الفيس بوكي"، فرغم تخلفه الزماني، إلا أنك تجده يستخدم وسائل التكنولوجيا الحديثة محاولًا تطويعها من أجل تحقيق هدفه، فيمكن أن تجد "خادمة الخلافة" و "أم المؤمنين" و"الإمام العادل" مسميات لتكفيري مختبئًا ورائها.

سواء كان التكفيري متواجدا شخصيًا أمامك أو عبر الواقع الافتراضي، ففي كلا الحالتين، تجده مردد جيد لآيات القتال، مثل: "فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، فهو يختزل الحياة في الموت!

كما تجد التكفيري دائمًا مدافعًا متميزًا عن الشخصيات الجهادية التي ترى في المجتمعات الحالية في الدول المسلمة كفرًا، فهو يدندن عشقًا وتسبيحًا بـ"أسامة بن لادن"، مؤسس تنظيم القاعدة، الذي يأخذ منه قدوة ومن صورته "بروفايل" على "الفيس بوك"، حول عبد الله عزام وأبو مصعب الزرقاوي.

وفي الإطار "الفيس بوكي"، يمكنك أن تفرق من خلاله بين تكفيري الداخل وتكفيري الخارج، فالأول تجده يحاول نشر فيديوهات وصور تدعو لترك البدع والرجوع إلى الله، مع نقل روايات من السلف الصالح وعصور الإسلام الأولى، وتحت هذا الغطاء يمارس إرهابة بشكل متخفٍ.

أم تكفيري الخارج فتكسو صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي الرايات السوداء، والبيعات لتنظيم "داعش الإرهابي، علاوة على فيديوهات لقتل وتفجير وعمليات انتحارية في حق مسلمين قبل غير المسلمين.

ويشترك تكفيري الداخل والخارج في التردد على المواقع الإلكترونية المتشددة، والحسابات الرسمية للتنظيمات المتطرفة، مثل حساب ولاية سيناء، والمتحدث باسم تنظيم "داعش" على تويتر.

قد يعيش التكفيري بيننا، تلمحه بسهولة متعرفًا عليه، وقد يختفي فجأة ليمارس إرهابة بعد انعزاله عن المجتمع، فيحق عليه لقب التكفيري المهاجر.


اقرأ المزيد:

كيف تتعرف على الإخواني؟

كيف تتعرف على الشيعي؟