السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

محمد عز: حرق الكتب خطوة على طريق المجهول

 محمد عز الناشط الحقوقي
محمد عز الناشط الحقوقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استنكر محمد عز الناشط الحقوقي مشهد حرق الكتب بمدرسة "فضل" بمنطقة فيصل بالجيزة، موضحا بأننا نعيش عصرًا شبيها بالذي عاشته أوروبا في عصورها الوسطى.
وأضاف في بيان اليوم السبت أن هناك ثلاثة أسباب لتشابه عملية حرق لكتب بالعصور الوسطي وهي مشهد حرق الكتب الشبيه بمشهد حرق الكتب والعلماء في العصور الوسطى، واعدام أي تجديد من شأنه تعطيل سطوة الكنيسة أو الإضرار بمصالحها، ورفع علم مصر أثناء الحرق الشبيه برفع الصليب في العصور الوسطى، والحرق على أنغام "أغاني وطنية" وتصريح وزارة التربية والتعليم الذي جاء تحت مانشيت "الوزارة أحرقت الكتب في فناء المدرسة على أنغام يا أغلى اسم في الوجود"، واعتبار هذه الأغاني بمثابة صك للعبور وعدم المحاسبة على مثل هذا الفعل البغيض إلى النفس، يشبه تمامًا "صك الغفران" الذي بمقتضاه يعبر الفرد إلى حياة هانئة "الجنة" دون حساب.
وأوضح أما النتيجة، فإنه، إذا كانت أوربا في ذلك الوقت تحكم "بالحق الإلهي"، فإننا نُحكم الآن "بالحق الوطني" إن صحت العبارة أو "الفاشية الوطنية"، تشابهت الأفعال واختلفت القوة التي يستمد منها الحاكم أو المسئول مشروعيته، اعتبرنا كل مخالف لقوانينا إرهابيًا يريد الخراب والدمار وان لم يكن كذلك.
إن كارثية مشهد الحرق الذي حدث لا تكمن فقط في معاداة حرية الفكر والتعبير، ولا في أنه مشهد لا تربوي يحض على العنف ونبذ الآخر بدل من مناقشته وإقناعه، ولا أنه وقع في حرم مدرسي من المفترض أنه يدعم الفكر وحريتة التعبير وبناء عقلية ناقدة تستطيع تمييز الخبيث من الطيب. إن ثمة كوارث أخرى عديدة تتمثل أهمها في عدم وعي من قاموا بهذه العملية بأن التطرف ليس تطرفًا دينيًا فحسب، ولكن التطرف أي فعل يبعد عن الوسطية والإعتدال، وأنهم بذلك مارسوا تطرفًا لا يقل بحال عن تطرف الفكر الديني الذي يعتقدون في وجوب محاربته، وأن عملية الحرق طالت كتبًا لمؤلفين لم نعهدهم من ذوي الفكر المتطرف أو تم تصنيفهم بالإنتماء لجماعة بعينها، أمثال الكاتب الكبير سمير رجب. إن هذا من شأنه أن يثير في النفس الشكوك، ويقمع القلم، ويبتر عزيمته وحريته. كذا، فإن هذا من شأنه أن يقذف بنا إلى حيث لا ندري، ولا نعرف، ويقلل فرص ظهور أية كتب بناءه أو ناقدة، وأن اللجنة –وان كنت أعترض كليًا على أي تدمير أو إعدام لكلمة واحدة ينشرها صاحب فكر أيًا كانت- لم توضح المعايير التي تم بناءً عليها اختيار هذه الكتب للحرق، فهل كان اختيارًا عشوائيًا أم مدفوعًا بتوجهات سياسية؟.
ما ورد في صحيفة الشروق من صور ومانشيتات مثل "اللجنة تلوح بإعلام مصر بعد إتمام العملية"، ما قد يدعو للتصنيف والتحزب، ويجعل الوطنية غطاءًا يبرر الأفعال.