الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. مدينة بلاط الإسلامية.. عبقرية الزمان والمكان بالواحات.. مدير منطقة الآثار بمركز الداخلة: تم تشييدها فوق ربوة عالية لصد الأعداء وحمايتها من المياه الجوفية

مدينة بلاط الإسلامية
مدينة بلاط الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ترتبط كلمة العبقرية دائما بالإنسان المبدع المبتكر أو المخترع، ولكنني سوف أتجاوز هذه المرة في استخدامها لأشير إلى المكان.
عزيزي القارئ لو لم يسبق لك زيارة مدينة بلاط الإسلامية من قبل أو قرأت عنها فتابع معي سطوري القادمة 
مدينة بلاط الإسلامية من أهم مراكز محافظة الوادي الجديد، وأصبحت الآن مدينة ضمن خمس مدن تضمها محافظة الوادي الجديد، وتبرز أهمية بلاط الإسلامية كجزء من الواحات الداخلة؛ حيث تقع على طريق يربط بين الواحات ومدن الصعيد يعرف بدرب الأربعين ودرب الطويل؛ ما يعني وجود تعاملات واتصالات بينهم..
الموقع
وتقع هذه المدينة على بعد 35 كيلو من مدينة موط مركز الداخلة، وقد سميت بهذا الاسم لأنها كانت مقر للبلاط الملكي في العصر العثماني.


تاريخ المدينة 
يرجع تاريخ المدينة إلى العصر العثماني وذلك لعدة أسباب فمثلا عمارة المدينة والطرز المعمارية التي شيدت عليها المدينة ترجع إلى العصر العثماني، إضافة إلى الأعتاب الخشبية التي تعلو مداخل المنازل.
عمارة المدينة 
يقول ماهر بشندي مدير منطقة الآثار بمركز الداخلة إن عمارة المدينة هي عبارة عن مدينة إسلامية متكاملة بشوارعها ودروبها وحواريها ومنازلها والمدينة مشيدة فوق ربوة عالية وذلك لعدة أسباب كان من أهمها أسباب دفاعية وذلك لرؤية العدو قبل الاقتراب من المدينة ولحمايتها من المياه الجوفية كذلك للتهوية ونلاحظ بعمارتها ظاهرة الأتزان البيئي والتي توصل إليها السكان عن طريق تصميم المدينة، ويظهر ذلك في تخطيط البلدة وشوارعها وتخطيط منازلها، فتلاصقت المباني وتدرجت مقاييس الشوارع، وأصبح الفناء المكشوف عنصرًا رئيسيًّا في التخطيط المعماري، واستخدامهم مواد بناء متوفرة مثل الطوب اللبن المخفف لدرجة الحرارة، إضافة إلى سمك الجدران ومراعاة ضيق الطرق وارتفاع المباني على جانبيها؛ ما يساعد على وجود الظل على الطرقات والمباني بعضها البعض، وبالتالي تخفيف درجة الحرارة، كما كانت السقائف التي تعلو أجزاء من الطرق أثرها الهام في تخفيف درجة الحرارة.
المنشآت المعمارية في مدينة بلاط الإسلامية
ويضيف محمود صالح مفتش اثار منطقة بلاط أنه قد تنوعت منشآت مدينة بلاط المعمارية بما يتماشى مع احتياجات سكانها، وقد اشتملت مدينة بلاط على العديد من المساجد والتي تم توزيعها في كل أرجاء البلدة، كما ارتبط توزيع المساجد بالمدينة بوجود عيون الماء والتي من أبرزها عين علم وعين قبالة، فنجد مسجد عين قبالة ارتبط بعين قبالة، ومسجد عين علم ارتبط بعين علم.
وتضم هذه مدينة بلاط الإسلامية مجموعة من الأعتاب الخشبية التي تعلو واجهات المنازل محفورة بالحفر البارز والغائر، وأقدم تاريخ مدون عليها 1163هـ وأحدث تاريخ 1253هـ، على خشب السنط وهي عبارة عن أدعية وآيات قرآنية وأحيانا تحمل اسم المنشئ واسم صانع العتب وتاريخ الإنشاء. تضم مدينة بلاط شأنها في ذلك شأن المدن الإسلامية طاحونة لطحن الغلال حيث أنها من مستلزمات الحياة اليومية ومن أهمها في مدينة بلاط طاحونة البرنس وطاحونة أبو ياسين.


السكان
ويضيف محمود صالح مفتش الآثار بالمنقطة والباحث الاثري أن سكان بلاط يتكونون من عائلات ومنها مثلًا عائلة الخطابية ويرجع أصلهم إلى الحجاز، وقد جاءوا إلى الواحات الخارجة واستقر بعضهم بها وانتقل بعضهم إلى بلاط وأقاموا بها، وعائلة العمايرة وهم عائلة رومانية الأصل يستقر بعضها في الواحات الخارجة، وجاء البعض منها إلى قرية القلمون، ثم انتقلوا إلى بلاط واستقروا بها، وعائلة ذخيرة وهم من غرب ليبيا واستقروا في بلاط.
في الآونة الأخيرة تعرضت المدينة للتصدعات وحدوث شروخ في واجهات المباني وذلك بسبب انتشار الحشرات القارضة بصورة كبيرة في المدينة مما أدى إلى تآكل العروق الخشبية.
ويناشد مفتشو الآثار بالمنطقة الجهات المختصة سرعة إدخال المدينة في مشروع ترميم معماري متكامل في أسرع وقت ممكن وذلك حفاظا على المدينة والتي تعتبر تراثًا معماريًّا ومزارًا سياحيًا يجب الحفاظ علىها.