الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مدير أمن الفيوم في حواره لـ"البوابة": سيطرنا على "مطرطارس" قبل أن تتحول لكرداسة جديدة

اللواء يونس الجاحر قال إن وجود الإخوان انتهي

اللواء يونس الجاحر،
اللواء يونس الجاحر، مدير أمن الفيوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لدينا أجهزة خاصة لمتابعة وكشف الجرائم الإلكترونية وصفحات التحريض على مؤسسات الدولة ويتم تتبع هذه الصفحات وتحديد القائمين عليها وضبطهم
ضبط ٥٢ بندقية آلية و٥٤ عبوة تفجيرية معدة للاستخدام و٥ آلاف طلقة آلية وعدد كبير من الدوائر الإلكترونية التي تستخدم في التفجيرات

تعتبر محافظة الفيوم من أهم وأخطر معاقل جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات المتطرفة، حيث حدثت العديد من الحوادث الإرهابية في الفترة الأخيرة التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء من رجال الشرطة والقوات المسلحة والمواطنين.. وللوقوف على حقيقة ما يحدث وأسباب انتشار العنف والإرهاب بالمحافظة، وكيفية تطهير الفيوم من الجماعات الإرهابية، التقينا اللواء يونس الجاحر، مدير أمن الفيوم، ليجيب عن تلك التساؤلات بكل صدق وشفافية.
■ ما الأسباب التي أدت لانتشار العنف والإرهاب في الفيوم؟
منذ زمن، ومحافظة الفيوم معقل من معاقل الإخوان وغيرهم من الجماعات المتطرفة التي تتخذ من العنف والإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضها، ويكفى ما كانت تفعله «جماعة الشوقيين» خلال تلك الحقبة الزمنية من عمليات اغتيال وتخريب، وأعتقد أن حادث اغتيال المقدم أحمد علاء على يد تلك الجماعة ما زال في الأذهان، وأنا طوال عملى بجهاز الشرطة ومصلحة الأمن كنت أجد في بعض المحافظات بؤر تطرف موزعة في أماكن متباعدة، لكنى اكتشفت أن الفيوم بها مراكز وقرى كاملة تنتمى إلى تلك الجماعات الظلامية التي سيطرت على عقول الشباب باسم الدين، ولأن أهل الفيوم طيبون فكان من السهل السيطرة عليهم فكريًا، لذلك يجب أن توجد حملات توعية، وأن تتكاتف جميع أجهزة الدولة مع جهاز الأمن، ورجال الدين عليهم دور كبير في نشر صحيح الدين ومُحاربة الغلو الفكرى.
■ ماذا فعلتم في قرية «مطرطارس» المعروفة بأنها أهم معاقل الإخوان؟
تم وضع خطة أمنية محكمة للسيطرة على تلك البؤر، أسفرت عن ضبط ١٤ من أخطر العناصر الإرهابية والقيام بحملة مداهمات مكبرة، وتطهير القرية من العناصر الخطيرة، وتعيين تمركزات أمنية ثابتة ومتحركة داخل القرية، حتى تمت السيطرة التامة عليها وبسط الأمن فيها، وأروى واقعة بعد أن قمنا بضبط ١٤ عنصرا وعرضهم على النيابة التي قررت حبسهم على ذمة التحقيق، وتم تجديد حبسهم، فأمر قاضى المعارضات بإخلاء سبيلهم بضمان مالى قدره ٢٠ ألف جنيه لكل منهم، وفوجئنا أن الكفالة تم دفعها عقب صدور القرار بدقائق، والأغرب أن المتهمين أنفسهم لا يعلمون من الذي دفعها، وهو ما يؤكد وجود أيادٍ خفية تحرك العناصر من وراء الستار.
■ وماذا عن قرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق والمشهور عنها الإتجار في المتفجرات؟
قرية النزلة منذ زمن بعيد وأهلها يعملون في تصنيع الألعاب النارية، التي يستخدم في صناعتها البارود وغيره من المواد المتفجرة، وقد نفذنا عدة حملات أسفرت عن ضبط كميات كبيرة جدا من تلك المواد، وتم تحرير المحاضر اللازمة لمحرزيها في حينه، وما زالت الجهود مستمرة للقضاء على تلك الظاهرة.
■ هل بالفعل تستعين جماعة الإخوان ببعض المُسجلين جنائيًا في تنفيذ عملياتها؟
الجماعة الإرهابية تستعين بالفعل بعناصر من خارجها، لتنفيذ بعض الحوادث الإجرامية مقابل مبالغ مالية كبيرة، ويتم تتبع وضبط هذه العناصر بكل حزم، واتخاذ الإجراءت القانونية حيالها.
■ شهدت الفيوم عددا من العمليات التي استهدفت رجال الشرطة، ما هو الإجراء الأمنى المتبع للحفاظ على الضباط والأفراد ومنع استهدافهم؟
تم التنبيه على جميع القوات والأفراد باتخاذ الحيطة والحذر، فضلًا عن تعيين خدمات سرية بالشوارع لجمع المعلومات ورصد أي تحركات مريبة، وذلك بخلاف انتشار الأمن بجميع ربوع المحافظة، وعمل ارتكازات أمنية في الميادين مدعومة بقوات قتالية، مما أدى إلى تحجيم عناصر تلك الجماعة لإحساسها بالقبضة الأمنية المفروضة، خصوصا أن الخدمات الأمنية الثابتة والمتحركة أصبحت على مدى ٢٤ ساعة، يضاف لذلك الضربات الاستباقية التي أحبطت العديد من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف رجال الشرطة والجيش وبعض المنشآت الحيوية.
■ هل يؤثر العمل في الشق السياسي ومواجهة الإرهاب على التصدى للجرائم الجنائية؟
لا، نحن نعمل على الملفين بشكل متواز، وقد تمكنا من ضبط عشرات القضايا الجنائية، وهناك العديد من الجرائم التي تم إحباطها قبل وقوعها، ومنها ترصد ٧ مسلحين بأسلحة آلية لعدد من أفراد إحدى العائلات لأخذ الثأر، مما كان سيتسبب في مجزرة بشرية، إلا أننا تمكنا من ضبط المسلحين وما بحوزتهم من أسلحة قبل ارتكاب الواقعة، فضلا عن ضبط العديد من قضايا المُخدرات والأسلحة النارية والتشكيلات العصابية.
■ انتشرت ظاهرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعى في التحريض ضد أجهزة الدولة، كيف تتعاملون مع تلك الظاهرة؟
لدينا أجهزة خاصة لمتابعة وكشف الجرائم الإلكترونية عمومًا وصفحات التحريض على مؤسسات الدولة على وجه الخصوص، ويتم تتبع وكشف هذه الصفحات وتحديد القائمين عليها وضبطهم، وسبق تحرير عدة محاضر بهذا الشأن.
■ وماذا عن مظاهرات الجامعة؟
التعامل مع الجامعة له وضع خاص، ولا تستطيع القوات الدخول إلى حرم الجامعة إلا بناء على استدعاء رسمى من رئيسها، وبفضل الله تم تحديد العناصر المُحرضة على العنف وضبطها، خاصةً بعد قيام عدد من الطلاب المنتمين للجماعة الإرهابية بالتعدى على الأمن الإدارى، وإحراق مكتب الأمن وإتلاف العديد من المنشآت، فتم استدعاء الأمن من قبل رئيس الجامعة، وألقينا القبض على المحرضين ومنتهجى العنف والمشاركين في التعدى على مكتب الأمن، وهو ما ساعد على تحجيم تحركات عناصر الجماعة داخل الجامعة، وهناك عدد من الطلاب عادوا إلى رشدهم واعترفوا أنهم كانوا مُغيبين ومُضللين باسم الدين.
■ هل تبيح تلك الفترة العصيبة قيام بعض الضباط والأفراد بالتجاوزات ضد المواطنين؟
بالطبع لا، واللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، دائمًا ما يُشدد على حسن معاملة المواطنين واحترامهم، وتقديم الخدمات الأمنية لهم في سهولة ويسر، ويؤكد دائما أنه لا تستر على أي فساد أو تجاوز.
■ نجدك دائما في الشارع مع القوات والأفراد ألا تخشى من استهدافك؟
عقيدة الشرطة المترسخة دائمًا هي الفداء والتضحية من أجل الوطن، وأنا طوال عمرى في العمل الأمنى أرى أنه من الضرورى أن تكون القيادات وسط أبنائها من الضباط والأفراد، مما يرفع من الروح المعنوية لهم، ويؤكد أن الجميع يعمل في منظومة واحدة، هدفها حفظ الأمن وحماية الأرواح والممتلكات، حتى لو قدمنا أرواحنا فداء لذلك، لأنه كما قلت لك تلك هي عقيدة رجال الشرطة، ولست وحدى من يفعل ذلك، فوزير الداخلية وجميع قيادات الوزارة يتواجدون دائما وسط أبنائهم من الضباط والأفراد، ونعمل جميعًا يدًا بيد لصالح بلدنا.
■ لو وجهت رسالة إلى جماعة الإخوان ماذا ستقول فيها؟
أقول لهم: ارجعوا إلى الله وحكموا عقولكم، شاهدوا ما يحدث للمواطنين الفقراء على أيديكم وعودوا إلى صوابكم، وعلى الجانب الآخر أحذركم من أننا سنتصدى لكم بكل قوة وعزم، ولن ترهبنا أفعالكم الإجرامية الخسيسة، وسنطهر البلاد ونحمى العباد من أمثالكم، حتى لو كلفنا ذلك حياتنا نقدمها فداء للوطن بكل نفس راضية، فأفعالكم تلك لن تزيدنا إلا إصرارا على تطهير البلاد من شروركم.
■ ماذا عن ملف حقوق الإنسان؟
هناك اهتمام كبير من وزير الداخلية بهذا الملف، ويوجد إدارة كاملة بوزارة الداخلية تعمل على ملف حقوق الإنسان، ومنذ أيام قليلة كان وفد من إدارة حقوق الإنسان بالوزارة يزور الفيوم، حيث التقى أسرة الشهيدة زاهية التي انفجرت فيها قنبلة عثرت عليها بصندوق قمامة بمركز أطسا، وتكفلت وزارة الداخلية بإعادة ترميم منزل أسرتها الذي تصدع نتيجة الانفجار، كما تم تقديم إعانة مالية لزوجها وابنتها مقدمة من إدارة حقوق الإنسان بالوزارة، من أجل تقليص الآثار النفسية التي لحقت بهم جراء هذا العمل الإجرامى، ووزير الداخلية يتابع بنفسه هذا الملف رغم الأعباء المُلقاة على عاتقه.
من النسخة الورقية