الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

البصمة الإلكترونية..هل تنقل العدوى الفيروسية؟.. وثيقة رسمية تؤكد انتقال الفيروسات الكبدية من المصاب للسليم.. شاكر: الفيروسات لا تنتقل إلا بمخالطة الدم.. وعز العرب: احتمالها ضعيف لكنها تنقل أمراضا أخرى

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك اتجاه متبع الآن في المؤسسات الحكومية والخاصة لتوقيع الموظفين بالمؤسسة عند الحضور إلى العمل عن طريق جهاز البصمة الإلكترونية نتيجة تقدم العلم الحديث بدلا من الطريقة التقليدية القديمة بالتوقيع في الكشف الورقى بالقلم، وهذه الطريقة الحديثة أدت لحفظ حقوق العامل وصاحب العمل لإثبات توقيت حضور العامل وانصرافه، ولكن هل البصمة الإلكترونية قد تتسبب في نقل بعض الأمراض؟ بعد حصولنا على مستند صادر من وزارة الصحة يثبت أن البصمة الإلكترونية قد تتسبب في نقل بعض الأمراض الفيروسية الكبدية، كما تقابلت أيضا البوابة نيوز مع أساتذة الكبد في مصر للتأكد من هذه المعلومة الخطيرة... وإلى نص التحقيق. 
المستند الذي حصلت "البوابة نيوز" على صورة منه صادر عن إدارة مكافحة العدوى بمديرية الشئون الصحية بمحافظة المنوفية والصادر بتاريخ 14 ابريل عام 2014 والذي يفيد بأن البصمة الإلكترونية تتسبب في نقل العدوى الفيروسية لفيروسات الكبد " B، C " وقد جاء في نص المستند "أنه بناء على الخطاب الوارد إلينا من مديرية التربية والتعليم بخصوص البصمة الإلكترونية نفيد علم سيادتكم بالآتى: يمكن أن تنتقل عدوى الفيروسات من الشخص المصاب إلى الشخص السليم عن طريق البصمة في الحالات الآتية "إذا كان الشخص مريضا واصبعه به جرح ووضع يده على مكان البصمة وجاء شخص آخر سليم إصبعه به جرح أو خدش "بمعنى الجلد غير سليم "يمكن أن تنتقل العدوى في هذه الحالة لأن الفيروسات تعيش على الأسطح لمدة زمنية متفاوتة حسب نوع الفيروس كالآتى "فيروس B يعيش ثلاثة أشهر على السطح الجاف، فيروس C يعيش ثلاثة أيام على السطح الجاف، فيروس الإيدز يعيش ثلاث ساعات على السطح الجاف".
وقال الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومى للكبد واستشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي، إن الفيروسات الكبدية "C، B" تنتقل فقط عن طريق الدم ومشتقاته ولابد من اختراقها للجلد أو الغشاء المخاطى، لكن التعامل باليد عن طريق اللمس قد ينقل الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الجلد كالتيفود، أو الأمراض التي تنتقل عن طريق الطعام.
وأضاف عز العرب أن احتمال إصابة الشخص بالفيروسات الكبدية " C، B " عن طريق البصمة الإلكترونية هو احتمال ضعيف وبعيد، لأنه لو كان جلد الإنسان سليما لن ينتقل الفيروس إليه لكن لو به جرح من الممكن أن ينتقل إليه الفيروس من الشخص المصاب إلى الشخص السليم لو وضع يده المجروحة في نفس المكان، ومن الصعب جدا أن نجد مصابًا ويده تنزف ثم يضعها على مكان البصمة ثم يأتي شخص آخر أيضا مصاب وينزف ويضع يده على نفس المكان، أما لو شخص ما جلده سليم ووضع يده مكان شخص ما مصاب بالفيروسات ولو كان مجروحا ولوث المكان بالدم فلن ينتقل إليه الفيروس لأن يده سليمة وغير مجروحة، لأن الفيروس لن يستطيع اختراق الجلد السليم، مؤكدا أنه من الممكن أن ينتقل إلى الشخص السليم بعض الأمراض الجلدية مثلا أو الأمراض التي تنتقل عن طريق الطعام والشراب مثل التيفود أو فيروس A وهو التهاب كبد وبائى " الصفرا " أو اسهال أو مرض جلدى معدى، كما أن فيروس سى لكى يعدى لابد أن تكون كمية الدم كثيرة اما فيروس بى من الممكن الإصابة بكمية قليلة منه ولو نقطة فقط.
وقال الدكتور محمد كمال شاكر، أستاذ ورئيس قسم وحدة أورام الكبد بطب عين شمس، إن الفيروس الكبدي حتى ينتقل من الشخص المصاب إلى السليم لابد من تحقق شرط معين وهو "دم يخالط دم"، فهل يعقل أن شخص مصاب واصبعه ينزف دما ثم يضعه على بصمة التوقيع ؟،وهل يعقل أن شخص آخر سليم مصابا أيضا واصبعه ينزف دما ثم يقوم بوضعه على بصمة التوقيع أيضا؟ لا أظن ذلك، فأى شخص يصاب يقوم بربط اصبعه أولا بشاش أو بلاستر طبى ولن يضعه على البصمة من الأساس، مؤكدا أنه في حالة فيروس "C" لابد أن تكون كمية الدم كبيرة فإذا كان الأصبع مصابا بشكة إبرة أو دبوس فإنه يخرج منه كمية قليلة من الدم وهنا أيضا احتمالية الإصابة بالفيروس ضعيفة لأن كمية الدم قليلة والفيروسات الموجودة بها قليلة جدا فالموضوع أكبر من ذلك بكثير.
وأضاف شاكر أن هذه كلمة حق يراد بها باطل فكل سفارات العالم لابد أن يأخذوا بصمة المسافر أولا قبل إعطائه التأشيرة للسفر فهل سفارات العالم المتقدم لا تعرف هذه المعلومة وتتسبب لنا في نقل الأمراض الفيروسية مثل الإيدز؟، فهذا الكلام غير معقول وأظنه هرتلة ليس لها أساس من الصحة، وكلام ليس له أي معنى، متسائلا: كم بلغت نسب حدوث إصابة الأشخاص بالفيروسات من البصمة الإلكترونية؟ أظن أنها صفر، وهذا ليس له غير معنى واحد أن الموظفين الذين يتهمون البصمة الإلكترونية بأنها ناقلة العدوى الفيروسية، يريدون التزويغ من العمل وعدم الانتظام فيه والتأخير فيه.
وأكد أستاذ الكبد، أن المعلومة طبيا قد تكون لها أساس من الصحة لكن على أرض الواقع لا يحدث نقل لأمراض فيروس سى، ولا يجوز أن شخصا مجروحا ويذهب ليمضى وهو ينزف دما ثم يأتى آخر ويجد دما على جهاز البصمة ويقوم أيضا بوضع أصبعه ليصاب، موجها رسالة لإدارة مكافحة العدوى بوزارة الصحة قائلا: "كيف نغلق حنفية الإصابة بفيروس سى؟، كيف نفعل البرامج الصحية السليمة لغلق حنفية الإصابة بفيروس سى حتى لا يصبح لدينا كل عام 150 ألف مواطن جدد يصابون بالفيروس؟".
فيما رأى الدكتور عمرو شافعى استشارى الكبد والجهاز الهضمى، أن المريض المصاب بالفيروس إذا ربط الجرح من الممكن أن يخرج منه "اوكسيديت" في مكان البصمة عند الضغط عليها بإصبعه وهو يحتوى على بعض الفيروسات والتي من الممكن أن تنقل الإصابة للشخص السليم إذا كانت يده بها جرح أو الجلد غير سليم، كما أن الشخص المصاب أيضا بالفيروس إذا قلم اظافره وحدث قطع بسيط في الجلد ولامس البصمة بإصبعه فمن الممكن أن يترك عليها بعض الفيروسات والتي تنتقل للشخص السليم إذا كان به جرح أو جلده غير سليم أو قلم اظافره وإصابة جرح أو قطع في الجلد أيضا، وهذه من الحالات النادرة، ونصح شافعى بعدم تعامل الشخص المصاب بالفيروس مع جهاز البصمة في حالة إذا كان جلده غير سليم أو به جرح ووجب على المؤسسة أن تعفيه لمرضه حتى لا يتسبب في نقل المرض لغيره ولو بنسبة ضئيلة.