كشفت تفجيرات أبراج الكهرباء التي تغذي مدينة الإنتاج الإعلامي عن الوجه الآخر لملاك الفضائيات الخاصة، حيث شن أغلبهم حملات شرسة ضد الدولة والحكومة في أول رد فعل لهم، وذلك بعد أن أصابتهم لعنة الإرهاب بصفة شخصية وأثرت على مصالحهم واستثماراتهم، حيث صرح رجل الأعمال محمد الأمين مالك شبكة قنوات «CBC» أن الإعلام الخاص أمن قومي ويجب على الدولة حمايته والحفاظ عليه، وتجاهل الأمين أنه قام بتسريح أكثر من ١٧٠ من العاملين معه حفاظًا على استثماراته، في حين سعى محمد أبوالعينين مالك شبكة قنوات «صدى البلد» للترويج لفكرة أن الإعلام الخاص أهم شىء لدى الدولة، وغيرهم الكثير من ملاك الفضائيات الخاصة، وحاولوا أن يفرضوا على الدولة تحمل تكاليف إصلاح التلفيات وتعويضهم ماديًا، إلا أن مصادرنا أكدت أن أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي دخل في صدام شديد معهم، وهو ما جعلهم يطالبون بإقالته واتهموه بالفشل، وأكد هيكل أن الدولة لن تدفع أي تعويضات للفضائيات الخاصة، خاصة أن الحكومة تتحمل تكلفة إصلاح الأبراج.
وحدثت أزمة مالية جديدة أصابت القنوات الفضائية، بعد الانقطاع المتكرر للكهرباء على مدى اليومين السابقين، فأثر انقطاع التيار على خروج العديد من برامج الهواء وأثر ذلك بدوره على نسبة الإعلانات، ففى قنوات «صدى البلد»، أكد عصام التونى المشرف العام على الإنتاج أن انقطاع التيار لأكثر من مرة خلال اليومين الأول والثانى أدى إلى تلف وحرق عدد من الأجهزة باهظة الثمن مثل الشاشات والسيرفر وغيرهما، مضيفًا أن هناك برامج ألغيت وأخرى تأخر موعدها مما أثر على نسبة الإعلانات، موضحًا أن الخسائر الإجمالية للقناة خلال أول يومين تعدت نصف مليون جنيه.
وقال التوني: « بعد تكرار الانقطاع لليوم الثاني اضطرت القناة إلى تأجير مولد على نفقتها الخاصة، رغم عدم إمكانية خروج الهواء بشكل منتظم عن طريق المولدات، وأيضا اكتشفنا بعد تأجير المولدات بمبلغ مكلف أنها تحتاج لكابلات خاصة لإمكانية توصيلها بأجهزة المدينة بطول ٥٠ مترًا وسعر المتر ٨٠٠ جنيه، أي تكلفة الكابل فقط ما يقرب ٥٠ ألف جنيه».
وطالب بضرورة تأمين المدينة لأن تفتيش العربيات بمجرد النظر عن طريق عمال الأمن لا يكفى، فلابد من وجود كلاب بوليسية وأجهزة للكشف عن المفرقعات، وكما طالب أيضا بضرورة وجود تأمين تقنى بحيث تكون المدينة مستعدة لأية طوارئ، لأنها تعكس صورة مصر بالمقام الأول.
واضطرت إدارة قناة «المحور»، خلال يومى الأزمة إلى إلغاء برنامجها الصباحي «صوت الناس» وذلك لتعذر عمل تكييف الاستديو، وأكد بشير حسن مدير القناة أن الخسائر كانت محدودة فيما يخص الإعلانات إلا أن القناة اضطرت إلى إلغاء بعض برامجها، وذلك لأن المولدات التي جاءت للقناة لها قدرات معينة ولا تتحمل تشغيل جميع الأجهزة وطالب حسن بضرورة تأمين المنطقة المحيطة للمدينة بشكل أفضل لأنها منطقة مستهدفة.
وفى قناة «cbc» أدى انقطاع التيار الكهربى إلى تعطل خروج برنامج التوك شو الرئيسى لها «هنا العاصمة» لمدة ٢٠ دقيقة تقريبًا، مما أثر بدوره على مدة البرنامج ونسبة الإعلانات داخله فقيمة ال «سبوت» الواحد بالبرنامج ٢٥٠ ألف جنيه.
ومن ناحيته أكد أسامة الشيخ العضو المنتدب لقناة «النهار» أن القناة لم تقم بحصر خسائرها مؤكدًا أن خسائر اليوم الأول كانت بسيطة لأن قطع البث تم بعد منتصف الليل، أما قناة «الحياة » فوصلت قيمة خسائرها الإعلانية خلال يومى الأزمة وخاصة اليوم الثانى إلى ما يقارب المليون جنيه، ولم تنجح المولدات في تحمل أجهزة الاستوديوهات بما فيها من شبكة إضاءة وتكييفات وأجهزة مختلفة، وأشار المصدر إلى أن انقطاع الكهرباء يوم الثلاثاء الماضى على فاصل إعلانى ببرنامج «الحياة اليوم» أدى إلى تقليص مدة البرنامج، وحذف آخر جزء منه بما فيه من مساحة إعلانية، وذلك حتى لا تتأثر مواعيد البرامج اللاحقة له.
من النسخة الورقية
