الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ليوناردو دافنشي.. الفضول الجامح

ليوناردو دافنشي
"ليوناردو دافنشي"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد ليوناردو سربييرو دافينشي، فجر الخامس عشر من أبريل عام 1452، نتيجة علاقة غير شرعية لأب من عائلة ثرية، وأم من طبقة دنيا تُدعى كاثرين، .
تم تعميده بالقرب من كنيسة الصليب المقدس على يد جده دون حضور الأب والأم، وبقى في الريف في منزل جديه، حيث تلقى تعليمًا غير منتظم، فتعلم الفتى الكتابة من اليسار وبالعكس -وهو ما استخدمه في "اسكتشات" رسومه فيما بعد، ثُم توفى جده عن عمر ستة وتسعون عامًا، لتستقر عائلته في فلورنسا ويلتحق بمدارس فلورنسا، حيث تلقى أفضل العلوم والفنون في مدينة كانت تُعتبر المركز الرئيسي للعلوم والفن بإيطاليا.
كان دافينشي، يحرز مكانة اجتماعية مرموقة بشكل مثير ولافت، فقد كان وسيما لبق الحديث ويستطيع العزف بمهارة إضافة إلى قدرة رائعة على الإقناع، ثم التحق عام 1466 بمشغل للفنون يملكه أندريا دل فروكيو الذي كان فنان ذلك العصر في الرسم والنحت، ما مكّنه من التعرف عن قرب على هذه المهنة ونشاطاتها من الرسم إلى النحت، ولم يلبث أن أصبح عضوا في دليل فلورنسا للرسامين، وكان يُساعد فيروكيو في أعماله مثل لوحة "تعميد السيد المسيح"، فرسم الملاك الصغير الجاثم على ركبتيه.
استقل دافنشي بعمله في عام 1478، وكان عمله الأول رسم جداري لكنيسة القصر القديم ثُم لوحة توقير ماجي التي بدأها وتركها دون إنهاء، وكانت لدير راهبات القديس سكوبيتو دوناتو؛ ثم انتقل إلى البندقية، وهناك تم تكليفه بتصميم بعض الأنظمة الدفاعية ضد التهديد المستمر من تركيا، فاخترع سد المنقولة، الذي يؤدي إلى حدوث فيضانات على حاميات البر الرئيسى للعدو.
كان دافنشي يتسم في شبابه بالتركيز على الوصف الحقيقى لعالم الطبيعة، وصنع من الطين بعض الرءوس لسيدات كانت تضحك وشُكلت ضمن فن الطباشير، وكذلك رءوس الملائكة والتي كانت تبدو مصممة على يد معلم؛ وفي عام 1478 تسلم أول وظيفة عامة وهي العمل في كنيسة سانت برنارد في قصر السنيوريا، ولكنه لم يبدأ العمل، وذهب ليلتحق بخدمة دوق ميلانو بعد أن أخبره أنه قادر على صنع تماثيل من المرمر والطين والبرونز، وبناء جسور متنقلة، ومعرفته بتقنية صنع قاذفات القنابل والمدافع والسفن والعربات المدرعة إضافة للمنجنيق وأدوات حربية أخرى، فتم تعيينه بصفة مهندس أساسي، وكان لديه تلاميذ في ميلانو وتم ذكرهم ضمن رسائله المعروفة بـ"أبحاث حول الرسم"، وكانت أهم أعماله خلال تواجده في ميلانو لوحة "عذراء الصخور" التي رسمها مرتين حيث تم رفض الأولى وقبول الثانية.
ومن أهم أعمال الفنان هي لوحة "العشاء الأخير"، وهي لوحة زيتية جداريه في حجرة طعام دير القديسة ماريا ديليه جراتسيه بميلانو، حيث قام بجمع الحواريين مع السيد المسيح في مشهد تفاعلي، فأجلس المسيح في المنتصف هادئًا، ثم رسم مشهد طبيعي على بعد منه من خلال نوافذ ضخمة، مُشّكلًا خلفية ذات بُعد درامي، وهو يُعلن أن أحد الحوارين الجالسين سيخونه اليوم؛ ولكن دافنشي استخدم فيها الزيت على الجص الجاف، ما أدى إلى سرعة دمار اللوحة، التي بدأت بالتلف عام 1500، حتى عام 1977 عندما جرت محاولات لإيقاف تدهور اللوحة، وانتهت عمليات الترميم عام 1999 بعد أن تم استعادة معظم تفاصيلها؛ ومن أهم أعمال دافنشي كذلك لوحته الخالدة والأكثر شهرة على الإطلاق الموناليزا، والتي تعرف كذلك باسم "الجيوكندا"، وتوجد حتى الآن بمتحف اللوفر بباريس، وكان من المعروف تأثره بهذه اللوحة وشغفه بها، فلم يكن يسافر دون اصطحابه لهذه اللوحة معه.
عام 1506 سافر دافنشي إلى ميلانو بدعوة من حاكمها الفرنسي شارل دامبواز، وخلال السنوات اللاحقة أصبح الرّسام الرسمي للملك لويس الثاني عشر فأصبح يتنقل بين ميلانو وفلورنسا كثيرًا، ثُم عاش في روما تحت ضيافة البابا لأون العاشر في قصر بيلفيديري بالفاتيكان وأنشغل بالتجارب العلمية، وأمضى سنواته الأخيرة في تشاتيو دو كلو قرب مدينة أمبوس، حيث توفي عام 1519 عن عمر يُناهز سبعة وستون عامًا.