الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مش خالعة.. فضفضة هدى زكي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا علينا دائمًا الدفاع عن ديننا الإسلامي الحنيف ومحاولة تغيير الصورة النمطية السلبية المأخوذة عن الإسلام والمسلمين في الغرب في الوقت الذي ما زالت فيه هويتنا مشوهة في بلادنا الإسلامية .
تلك النظرة القاصرة والأحكام الجاهزة من فتاوى مضللة ودعوات للفوضى أقرب منها للتحرر، هذه الصورة المغلوطة عن الدين الإسلامي وخاصة ما يتعلق بالمرأة هي من صنع أيدينا نحن، عندما أغمضنا أعيننا عن قضاياها الحقيقية واحتياجاتها الملحة وقصرنا قضيتها في قطعة قماش تغطي رأسها اعتبرها البعض رمزًا للتخلف والرجعية والقهر داعيًا للتحرر منها بينما دافع عنها البعض الآخر باعتبارها فريضة واجبة، وما بين أقصى اليمين إلى أقصى اليسار جاءت تلك الدعوات الشاذة التي نادت بها بعض الشخصيات التي تنتمي للتيار العلماني في مصر، مطالبة بالحشد لمليونية خلع الحجاب تلك الأصوات التي اعتبرها ليست أقل خطورة أو تطرفًا من دعوات الجماعات الإرهابية في الداخل أو الخارج فجيمعها تهدف إلى إلهاء المجتمع المصري عن قضاياه تاركة إياه مترنحًا وسط دعوات تبث الفوضى والتشرذم منادية بالحرية عبثًا ومهاجمة لثوابت الدين وتعاليم الإسلام.
والحقيقة المخجلة أن المغالطة في اعتبار المرأة المحجبة متخلفة ومقهورة وغير قادرة على التعلم والعمل أو المشاركة في الحياة العامة لهي فرضية يثبت في كل يوم خطأها الفادح، ففي الوقت الذي تنادي فيه بعض الأصوات بمليونية خلع الحجاب ياتي نموذج "نورالهدى تاجوري" ذات الـ 21 ربيعًا الأمريكية من أصل ليبي التي لم يمنعها حجابها من أن تكون أول مذيعة مسلمة محجبة تظهر على شاشة التليفزيون التجاري الأمريكي لإثبات قدرة المسلمات على التعلم والعمل في الغرب في الوقت الذي شهد مجتمعنا هروبًا لبعض الشباب للانضمام إلى تنظيم داعش بأفكاره الدموية المتطرفة فيما ركن البعض لدعوات السفور والمجون والمناداة بتقنين المخدرات.
ولا أدري أي حقوق تلك التي ستغتنمها المرأة بخلع حجابها.. "هل سيساعد ذلك المرأة المعيلة ويمكنها اقتصاديًا؟ أم أنه سيحد من ظاهرة التحرش أو العنوسة؟ هل سيعزز مبدأ المساواة والمشاركة في الحياة السياسية؟ ووو إلخ ..".
من العبث استلهام ما فعلته هدى شعراوي عام 1923 والتمسح فيها والادعاء بأنها خلعت الحجاب وهو موقف وليد لحظته التاريخية، فقد رفعت هدى شعراوي النقاب عن وجهها مع التزامها بالحجاب الشرعى رغبة منها في تمهيد الطريق أمام المرأة المصرية للاندماج والمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية ولا يسمح هذا الموقف بالقياس عليه في عام 2015، فالحجاب لم يمنع مشاركة المرأة المصرية في ثورات مصر من 1919 إلى 30 يونيو لم يمنعها من التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة.. فليس من حق من أطلقوا على أنفسهم نخبًا سياسية أو فكرية إجبار الفتاة على ارتداء الحجاب أو خلعه، فقط علينا احترام حرية الآخرين إذا أردنا منهم احترام حريتنا، وكما تصدينا جميعًا لدعوات الجماعات الإرهابية والداعشية لقمع المرأة وإعادتها إلى الجاهلية والتخلف علينا أيضا أن نتصدى لتلك الدعوات التحررية المستفزة حرصًا على سلامة المجتمع وإلا سنجد مَن يطالب غدًا بمليونية لـ"النقاب" وأخرى لـ"المايو" بدلًا من تركيز الجهود على تطوير الرؤية الإعلامية فيما يتعلق بقضايا المرأة وتغيير ثقافة المجتمع لعدم التمييز على أساس النوع، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.. مع الحد من ظاهرة الزواج المبكر المتزايدة فى الريف والصعيد.. والتأكيد على حق المرأة فى تولى الوظائف العامة ووظائف الإدارة العليا فى الدولة والمساواة فى تولى المناصب القيادية.
وفي النهاية.. واحترامًا لمبدأ الحرية مَن أرادت أن تخلع حجابها فهي إرادتها حرة، أما أنا "مش خالعة".