الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كلنا مرضى.. لا أستثني أحدًا!

ميادة حمدين مراسلة
ميادة حمدين مراسلة اون تي في
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلم جيدا أن البلد لن ينصلح حاله بين ليلة وضحاها، وأننا نحتاج لسنوات عديدة حتى نتخلص من كل هذه الأمراض العالقة بأرواحنا، والتي تطفح في أحيان كثيرة علي تصرفاتنا، فنؤذي بها بعضنا البعض، دون أن نشعر بأي تأنيب للضمير، الذي يبدو والله أعلم أنه دخل في غيبوبة لا نعلم متى ولا كيف سيخرج منها في الوقت الحالي.
الأسبوع الماضي كانت حالتنا المرضية في أشدها، وحاولنا أن نخرج ما بداخلنا من عقد ومرض علي واحدة مننا، هي الزميلة "ميادة حمدين" والتي تسبب ظهورها وهي تحمل ابنها، وتقوم بأداء عملها كمراسلة تليفزيونية لقناة on tv، وهي الصورة التي ألتقطها أحد العابثين، للسخرية من لمياء، وكعادتنا، أنقسم الجميع ما بين مؤيد ومعارض للمياء، ففريق يرى أنها نموذج مشرف للمرأة المصرية، التي تعمل وترعى أولادها في نفس الوقت، وأنها يجب أن تكرم من قبل الرئاسة المصرية، علي هذا الدور العظيم التي تقوم به، مع منح قناة ON، مجموعة من التحذيرات الممزوجة بالتهديدات من تعرض لمياء لأية عقوبات بسبب اصطحاب ابنها معها للعمل!
وبالطبع أصحاب هذا الرأي، يعانون من مرض المبالغة، الذي أصبح يسيطر علي قطاع عريض منا للأسف، فما قامت به لمياء حمدين، تقوم به يومياً ملايين السيدات فى مصر والعالم، بداية من الفلاحة البسيطة التى تصطحب صغارها معها للغيط لتساعد زوجها، وصولاً للطبيبة التى تصطحب أولادها معها لعيادتها لتمارس عملها، وهذا يعني أن لمياء لم تقم بفعل خارق يجعل البعض يطالب الرئاسة والرئيس السيسي مرة واحدة بتكريمها علي ما قامت به، فأيها الكائن المبالغ فيك، لو الموضوع بشيل العيال والشغل، كنا كرمنا كل الستات الواقفات فى إشارات المرور وهن يشحتن بأيد ويحملن طفل صغير فى اليد الأخرى. 
أما الفريق المعارض للمياء والذى يرى أنها أخطأت فى اصطحاب أبنها للعمل، فهؤلاء يجب أن يتوجهوا لأقرب عيادة نفسية، لأنهم أصبحوا خطرا على أنفسهم وعلي من حولهم، ودرجة خطورتهم تتساوي مع فئة أخرى رأت فيما قامت به لمياء مؤامرة مدبرة، لتحقق بها شهرة ومكاسب شخصية، بعد أن قامت بالاتفاق مع أصدقاء لها علي تصويرها في لقطتها الشهيرة، وهي تحمل ابنها، ليتم نشر الصورة علي فيس بوك، لتحقق الصورة الجدل المطلوب، وبالفعل حققت الصورة هدف المؤامرة، وسيقوم الرئيس السيسي بتكريم لمياء، بعد أن تحولت لأشهر أم على مواقع التواصل الاجتماعي والصحفية خلال الأسبوع الحالي، ولكن لمياء قالت -فى تصريحات لها- إن ما قامت به ليس "محن بنات" وأنها كانت تحضر ابنها من الحضانة وجاء موعد عملها فلم تجد طريقة سوى اصطحابه معها للعمل، ولكن كلامها لم يقنع الفريق الذى ما زال مصرا علي اتهامها "بالمحن"!
وفي نفس الليلة التي انتفضت فيها مواقع التواصل الاجتماعي، للدفاع والهجوم علي لمياء حمدين، قاما بسحب البساط من تحت أقدامها، جمال وعلاء مبارك، أبناء الرئيس السابق مبارك بظهورهما في عزاء والدة الكاتب الصحفي مصطفى بكرى، وبمنتهى السرعة، انقسمنا علي أنفسنا كالعادة لفريقين، الأول فى مقدمته أحمد موسى ورفاقه، الذين قرروا الاحتفال بخروج جمال وعلاء من جحرهما، وبالغوا بأن ظهورهم انتصار لكل من يرى أن ثورة يناير مؤامرة، والفريق الآخر اتهم كلا من جمال وعلاء بالنطاعة، لأنهما لم يراعا مشاعر الشعب الذي لا يريد رؤية وجههما مرة أخرى، بعد أن تسببوا فى كل ما مرت به البلاد علي مدار أربع سنوات، أقسم بالله نحن فى أشد الاحتياج بأن يضم رئيس الجمهورية لمستشاريه مجموعة من كبار الأطباء النفسيين، ليضعوا خطة عاجلة لعلاج الأمراض النفسية التى ضربت المجتمع، فهل كان المعارضون لعلاء وجمال سيشعرون براحة أكبر لو أنهما ذهبا للعزاء وهما يرتديان نقابا حتى لا يجرحا مشاعر الجمهور الثوري، وهل نسى أحمد موسي ورفاقه وهما يقفون "مفشوخون البق" من السعادة فى حضرة جمال وعلاء مبارك، أنهما فى عزاء والدة زميل لهم، أرجوكم اذهبوا لطبيب نفسي لأننا جميعا تحولنا لمرضى دون أن نشعر، كلنا مرضى لا أستثني أحدا!