الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السلفية بين أحمد حرقان وإسلام يكن ...!! ( 2 – 2 )

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يراقب المتابع لطبيعة الفكر السلفي والأتباع وأسلوب التطبيق العنيف البعيد عن رحمة الأديان أن السلفية ومعها رفاقها من الحركات الدينية تحرم التفكير خارج النصوص وتمنع حتى التفكير في النصوص وتجرم مع ذلك التفكير بجوار النصوص.. !! ولديهم في ذلك مقولات مشهورة مثل من اعتمد على عقله ضل وهي خرافة شهروها فوق المنابر وكفروا خلفها الفلاسفة وهم أناس مؤمنون وكفروا المعتزلة وهي طائفة رصينة مبدعه في صياغة إيمانها وبينما عاشت المعتزلة بفكرها في المجتمع كنخب.. بقيت السلفية بأسفل السلم وسط الجماهير.. فقدمت للناس ما يطيقون وما يحبون أن يسمعوه عن الدين وعن الله ولم يكن هذا مذهبا لائقا ولا منهجا كريما..( وهو شبيه بسينما الشباك) أي ما يطلبه الناس وليس ما يجب أن يعرفونه..!! ولذلك فأكثر من 95% من أصحاب كل المذاهب اليوم هم مؤمنون بدينهم بموجب التوريث لا الكسب كما ورثوه من أبائهم استمروا عليه وربما قاتلوا من أجله فقتلوا دون أن يكون لفكرة الكسب وجود.. أو التأسيس لمنهج أن التدين جهد شخصي عليك أن تختار دينك ومذهبك من بين الأديان والمذاهب أي تختار وجهة نظر تؤمن بها تجاه منظومة القيم والحياة والموت ما دمت قادرا على البحث والتمحيص عقلا وفطرة.. وحال تأسيس ذلك تسقط كل أحقاد التعصب وتذهب كل الأفكار الوضيعة التي تحمي تركه معينه بينما هي تدين أخرى بلا سبب حتى نشأ بواقعنا اليوم حروب المذاهب داخل الدين الواحد وبزعامة سلفيه متخصصة في القتل لو سألت أحد المحاربين فيها عمن يحارب ضده أو لأجله لا يكاد يدرك شيئا وما هو إلا كحمار عليه أسفار يمر بها في موكب شيوخه دون أن يكون له رأي أو يملك لفعله سبب..!! وهذا مشهد مستنكر في الأديان مشهد الحمار صاحب الأسفار.. لتحسم الصورة بتوقيع إلهي يزودنا بجملة تقول إن الحساب فردي والمسئولية فردية ليصبح على الجميع حينها أن يجعل تدينه كسبا لا ميراثا اجتماعيا ( فلا تزر وازرة وزر أخرى)...!! ولكن هذه التشكيلة من الأفكار مرفوضة تماما داخل السياق السلفي الذي ذهب بإسلام يكن القليل البضاعة بعد درسين عند محمد حسين يعقوب إلى سوريا قتالا مبينا.. ونفس البيئة ذهبت بأحمد حرقان إلى الخروج منها متلمسا الطريق للبحث عن مخرج من هذا التيه الغريق..!! ولأن أحمد حرقان كان مختلفا عن إسلام يكن لتميز عقله بذكاء الباحث عن ترتيب علمي يتسم بالمنطق عن جملة من التساؤلات التي بدت له ومنعتها السلفية جهلا أو قدمتها على متون خرافتها فزادتها قهرا قد خرج.. خرج لله... يبحث عنه.. يتساءل معه.. ينشده.. أي إله لأي قوم من الممكن أن يعبد..؟ جمل مشروعه تماما ورحلة بحث جديرة بالتأمل علينا أن نفتح لها الأفق ونترك لها المجال ولا نخاف منها على الله.. فلسنا نحن من ندافع عنه بل الله سبحانه هو من يدافع عن الناس جميعا كخلقه.. المشكلة لدى أحمد حرقان الآن سقوط المعيار بسبب التخلف السلفي الذي قاده إلى التعب الحقيقي في الوصول إلى يقين بين مجتمع يرفضه ويهدده ويعتبره معتديا على مقدساته.. دون أن يرى أن لأحمد مقدسات مفترضه الاحترام باسم الدين أيضا..! وهي النفس المحرمة.. والعقل الباحث.. وأنه من آدم وقد كرم الله روحه ... ولكرامه الله فيه يظل بين خلقه كخلقه مكرما..مع كل من هو مثله!! فالأزمة ظلت تتزايد وتصبح المشكلة التي يتصورها أحمد مع الله ليست على حقيقتها.. ولكنها عن الله وفقا لما نقله الكذبة بتفسيراتهم عنه..! ثم تتشعب فتصبح مع الرسول على غير حقيقتها.. إذ أنها عن الرسول وليست معه وفقا لما أورده أصحاب السير المدلسون وقدمته السلفية باسم العنعنات الرخيصة على أنه نبي يقتل وينهب..!! بضمير أحمد يوجد رب يراه.. يحكي عنه... يماثله بالصورة التي في فؤاده.. ولكنه بالفهم السلفي لا يجده في كتابه فأنكره..! ليكون السؤال الآن.. هل أنكر الصورة التي بكيانه وهي تستغرق ضميره.. أم الصورة التي بكتابه تشوه خياله..؟ فالتي بكتابه تحتاج إلى تعديل يرفعها لمستوى رؤية الضمير الطاهر لرب رحمن رحيم قادر مدبر عطوف يسأل عن عباده ويرعاهم.. وهو أمر فشل فيه التدين السلفي الذي بدلا من أن يواجه شبابه بالحقيقة ويكونون أقوياء شجعان كأحمد حرقان ذهبوا ليختبئوا خلف التعصب واللحية والعبوس لعله يوفر لشكوكهم التي يغرقون فيها ويستعيذون منها مكان.. فيما خرج أحمد بسؤاله وواجه مجتمعه.. وعلى كل مجتمع مؤمن أن يجيبه عن إيمانه ودينه.. فالله ساكن بضمائر البشر تراه عندما تسامح الخطايا وتغفر لمن أصابك بالشرر..!! لقد جَنَت بحق السلفيه على جملة كبيرة من حقائق الدين عندما لجأت إلى منهج التكفير ومنع التفكير الذي هو في الأصل فريضة إسلاميه جعلها البعض أفضل العبادات لأن فيها لذة الوصول إلى الغايات التي نعيش لها ... فلا تمنعوا التفكير بعد اليوم.. أفتحوا له الباب واكسروا لأجله جدار من عذاب وضعة الجناة أمام العقل عندما قيدوه بصورهم وأرهقوه باستهدافهم.. دعوا الناس وربهم .. فإما أن يعيش فيهم يقينا.. أو يعيشوا حوله بحثا وسؤالا.. فليس الباحث عن الحق فأخطأه.. كالباحث عن الباطل فأدركه.. وقد أدركت السلفية ربا بجسم وشعر ومكان وحد وله لهوات وأسنان كتلك التي ينحتها برهامي في مخيلة الصبيان ظلما وبغيا بغير الحق الذي ليس كمثله شيء.