الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لماذا لا ينتحر جمال وعلاء مبارك ؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحولنا جميعًا إلى قضاة، نوزع الأحكام على الناس، نتهم من نشاء، وندافع عمن نشاء، لا يهم إن كانت هناك أدلة قاطعة، أو قرائن بينة، كلُ يحكم بما يراه وبما يعتقد، وكأن 4 سنوات كاملة من التحقيقات والمحاكمات لم تكن، وكأن أحكامًا قضائية نهائية لم تصدر ببراءة جمال وعلاء من جميع البلاغات والاتهامات بحقهما، فسارع الكثير بتوجيه اللعنات لهم وسارع الكثير أيضًا فى توجيه الشكر والعرفان لهم.
وحتى تكون الأمور فى سياقها الطبيعى، فلست من مؤيدى مبارك ولا نظامه، وشاركت مثل الملايين فى ثورة 25 يناير، ضد فساد النظام، وما زلت أومن أنها ثورة حققت النصر، وجاءت لنا بنظام حالٍ نعتقد أنه يسير فى الاتجاه الذى نتمناه وننتظره.
إن ظهور جمال وعلاء مبارك فى واجب عزاء ليس نهاية العالم، وليس نهاية الثورة، ولا يمكن تفسيره بأن هناك نظامًا سابقًا بدأ للعودة مرة أخرى فى طريقه لتولى مقاليد الحكم، وليس مقبولًا أن يتبارى البعض فى تنغيص عيشة المصريين، وتقليب المواجع عليهم بمجرد ظهورهما على الملأ.
بل بادر البعض أيضًا فى الذهاب إلى أبعد من ذلك، وقام بتحليل ذهابهما إلى العزاء بأنها رسالة قوية، لصاحب العزاء نفسه، مصطفى بكرى، الذى قدم سيلًا من البلاغات فور اندلاع الثورة ضد مبارك ونجليه وغيرها، وأصدر الكتب، وكتب المقالات حول فساد الأب والأبناء، وجعل منهم السبب فى قيام الثورة.
قل فى أحكام القضاء كيفما شئت، لكنها ستظل دائمًا هى الفيصل، سواء رضيت أم لم ترض، الآن، لا يوجد على جمال وعلاء ما يدينهما، من حقك أن تكرههما، وبنفس الحق هناك من يحبهما ويراهما قد ظُلما، ولم تكن ثورة يناير هدفها حبس أو قتل من كانوا فى النظام، كانت الأهداف مشروعة وطبيعية، كان الهدف تغيير النظام بآخر يحقق آمال المصريين وطموحاتهم وتطلعاتهم.
فهل الحل أن ينتحر جمال وعلاء مبارك لكى يرتاح الكثير، هل الحل أن يتم نفيهما خارج البلاد؟ أو أن يتم تحديد إقامتهما؟
لم يعلن "جمال" عزمه خوض الانتخابات البرلمانية، ولم ينضم علاء إلى حزب سياسى، ولم نسمع أن كليهما يمارس نشاطًا عامًا أو حتى خاصًا، فماذا نريد منهما؟
كان من الأفضل لمن كتب فى صالح علاء وجمال، ولمن هاجم وانتقد ظهورهما، أن يهتم بما هو أهم، أن يهتم فى النظر لمستقبل الوطن، أن يخصص وقته وكتاباته وفكره واجتهاده، فى الدفع نحو الأمام، وسط مخاطر تحيط بنا من كل ناحية، ومن كل زاوية.
لا نريد تكرار تجربة عبد الناصر والسادات، وانقسامنا بين مؤيد ومعارض لسياسات ماتت واندفنت مع أصحابها، لا نريد جدالًا يأخذ منا الكثير ولا يقدم لنا إلا القليل، ماذا تعنى لنا ابتسامة من جمال، أو ضحكة من علاء؟!
نال جمال وعلاء ما يستحقاه، وأصبحا جزءًا من التاريخ، سواء كان جزءًا إيجابيًا أو سلبيًا، فدعوهما وشأنهما، من يمتلك ضدهما شيئًا فليتوجه للنائب العام، ومن يؤيدهما فليقدم لهما باقة ورد.