الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"علاء وجمال" .. ثوار أحرار هنكمل المشوار!!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار الظهور المفاجئ لنجلي الرئيس المخلوع جمال وعلاء مبارك في عزاء والدة الكاتب الصحفي مصطفى بكري بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير ردود فعل كبيرة لحيثيات عديدة تتعلق بتوقيت ظهورهما والرسالة التي يحملها هذا "الظهور الجريء" خصوصًا فيما يتعلق بحجم التوقعات التي تحملها الأيام القادمة الأمر الذي نظر إليه الكثيرون على أنه "استفزاز رسمي فهمي نظمي".
فالشابان "المعجزة" اللذان كانا بالأمس يحاكما في العديد من القضايا التي تتعلق بنهب أموال الشعب والتلاعب والمضاربة بقوت المصريين والتي لم يحصلا فيها على البراءة بل أفلتوا من العقوبة بقدرة قادر وحنكة " الديب" الذي اعتمد في دفاعه ليس على طهارة أيدي المتهمين بل استغل ثغرة قانونية فاضحة تتعلق بانقضاء الدعوى القضائية بمرور الزمن. إضافة إلى التهم التي وجهت لكبيرهم "مبارك" بالتحريض على قتل متظاهري ثورة 25 يناير وإفقار البلد ببيع الغاز للعدو الإسرائيلي برخص التراب والتي خرج منها أيضًا بقدرة قادر "زي الشعرة من العجينة".. وبعد كل هذا يفاجأ الشعب بعودتهم للأضواء مرة أخرى وكأن القدر "لعب لعبته" فوجدوا في تقديم واجب العزاء أحلى فرصة.
ومن دون شك فكان المشهد برمته في غاية العبثية بداية من انشغال الحاضرين واندهاشهم وانبهارهم بهذا الحضور "الكريم" لدرجة أنستهم واجب العزاء فانبروا لنيل شرف تبادل القبلات وتجاذب الأحضان الحميمية وبالمرة الأحاديث الجانبية.. الأمر الذي صاحبته الابتسامات العريضة التي كست وجه الشقيقين علاء وجمال مبارك وكأنهم يقولون في سرهم "راجعين لكم يا ولاد.. مصر".
ومن باب المتاجرة بكل ما تصل إليه يداك فقد حرص "الأخ" جمال مبارك على حمل مصحف شريف بيمناه الأمر الذي دفع أحد فناني الدرجة الثانية المحسوبين على صداقة علاء وجمال لوصف ظهورهما في عزاء والدة مصطفى بكري.. بالقوة والشموخ وصلابة الاصلاء وشجاعة ويقين بالظلم وكرم اخلاق أولاد الناس وقدرة على المواجهة ومٓعلٓمة.
ولم لا وقد أحيطا بهذه "الزفة البلدي" بداية من السيارات الفارهة والحراسات المشددة والبودي جاردات اللي تسد عين الشمس ومرورًا بتهافت الغلابة والبسطاء "من المضحوك عليهم ولا الضالين" الذين سارعوا لنيل بركة "الحسنة القليلة" والتي أعادت إلى الأذهان صورة وصول "تشريفة مبارك" التي كان يغلق لأجلها جميع الطرق ولا عزاء لمصالح المواطنين.
وانتهاءً باستقبال الفاتحين الذي أظهره جموع الحاضرين في العزاء وإفساح المجالس للمعجزتين غير عابئين بدماء الأبرياء التي هدرت ولا أموال الشعب التي نهبت وكأنهم يدقون آخر مسمار في نعش ثورتي 25 يناير و30 يونيو اللتين عبرتا عن طموحات وآمال الشعب المصري في مستقبل أفضل فإذا هم يفاجآون بالعودة للماضي القبيح.
وأخطر ما تثيره هذه الواقعة الإشارات السلبية التي تحملها الأيام القادمة والتي بات مؤكدا فيها عودة رموز الفساد إلى الحياة السياسية من البوابة الاجتماعية على طريقة "عبده مشتاق" في أيام الانتخابات حيث يحرص كل الحرص على البكاء في المآتم والقص ودفع النقوط في الأفراح على طريقة "على كل لون يا باطسطة".
كلمة أخيرة.. لن يقبل المصريون بهدر دماء شهدائهم ولا منح فرصة أخرى لمن نهبوا ثرواتهم لسلب ما تبقى من فتات هذا الوطن.. ولو كنتم تراهنون على أن الشعب قد نسى فأنتم مخطئون.