الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"بلاعة" البحيري و أبو حمالات!!

محمد يوسف مدير تحرير
محمد يوسف مدير تحرير البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"..صدق الله العظيم
ابتليت الساحة الإعلامية بالعديد من العاهات الأخلاقية.. حيث تخصصت أبواق وحناجر بعض مدعي الفهم من عينة إسلام بحيري وإبراهيم عيسى في تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف ووضعه في خندق الدفاع عن نفسه من اتهامات باطلة ما انزل الله بها من سلطان سوى افتراءاتهم المتعمدة وجهلهم المطبق. فبالنسبة للعاهة الفكرية الأولى المسماة بإسلام بحيري فقد راح ينصب نفسه عالمًا بأمور الدين وفقيهًا لا يشق له غبار ووجد ضالته المقيتة في التنطع على أئمة وشيوخ الإسلام..
ومن سوء الطالع فقد أفردت فضائية "القاهرة والناس" له الساحة ليتطاول على الدين الحنيف ويكيل الاتهامات لعلماء دين أجلاء. والأمر لا يحتاج جهدًا كبيرا لمعرفة حجم البذاءات التي يتعمد هذا الـ"بحيري" فيكفي مطالعة بعض مما قاله من عينة "أطالب بحرق كتاب صحيح البخاري وصحيح مسلم".. وكذلك ما قاله: "الأئمة الأربعة السفلة".. فهذه واحدة من الجمل "البحيرية" الأخرى التي يسب فيها الإمام مالك والشافعي وابن حنبل وأبا حنيفة، لدى مناقشته لبعض الفتاوى والأفكار التي وردت في مؤلفاتهم والتي ارتبطت بسياقات زمانية ومكانية معينة.
وبطبيعة الحال وبما أن الحبل على الغارب تمادى "بحيري" في بذاءاته وراح يتطاول قائلا: "الحور العين بتوعهم" التي أوردها هذا المتنطع في إحدى حلقات برنامجه.. مستهزئا بما نزل في الذكر الحكيم من آيات مثل: "وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، وفي آية أخرى "حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ".. فهذا بالضرورة التطور الوقح الطبيعي لسكوت المسلمين وصمت المؤسسات الدينية المتمثلة في الأزهر الشريف على هذه القاذورات. ويزعم أمثال هذا المدعي الاضطلاع بتجديد وتنقية الخطاب الديني وهو أجهل من دابة..
ويكفيك علمًا عزيزي القارئ أن إمام ومجدد هذا الزمان فلتة عصره وأوانه إسلام بحيري لا علاقة له بأهل التخصص من علماء الأزهر، فإسلام بحيري خريج حقوق، يدعي أنه حمل على عاتقه حمل ثورة الدين. أما صاحبنا "أبو حمالات"، ثاني عاهات الإعلاميين المتنطعين على الإسلام، فقد حدد طريقه منذ البداية بإنكار ما هو معلوم من صحيح الدين.
فإذا كان المتنطع "بحيري" حاول التسلل عبر مهاجمة فقه الأئمة فإن إبراهيم عيسى اقتحم ثوابت القرآن الكريم مباشرة بدءًا من إنكار عذاب القبر ونعيمه وانتهاءً بإصدار جريدة "المقال" المتخصصة في تسميم الدين الإسلامي وتشويه مبادئه والتهجم على كل الرموز الدينية والمراجع.. فراح "أبو حمالات" يوجه سهام حقده للسيدة زينب ابنة النبي محمد، وادعى أن النبي التزم الصمت على حبها لمشرك يقاتل الإسلام والمسلمين، وعنون صحيفته "النجسة" بعنوان: "قصة حب زينب بنت النبي لمشرك يحارب الإسلام ويقاتل أباها".. كما أنكر عيسى المعروف بعدائه الشديد للإسلام والتيارات المنتمية إليه حجية الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وما جاء فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وكتب عيسى مقالًا في جريدة "المقال" تحت عنوان: "محمد القرآن غير محمد السنة".. وتساءل عيسى في مقاله: "هل نترك قرآنًا يقول: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، ونصدق سننهم التي تقول: "جعل الله رزقي تحت ظل رمحي"؟. وتابع تساؤلاته: "كيف لعاقل أن يقتنع أن الرسول كان يطوف على زوجاته جميعًا كل ليلة، وهو يقوم ثلثي الليل، ونصفه، وثلثه؟".
وفي إنكار علني للأحاديث النبوية قال عيسى: "من المؤكد أن كتب الحديث ومروياته تقدم لنا النبي في مواضع ومواقع كثيرة هو نفسه نبي القرآن، لكن ماذا نفعل مع أحاديث في ذات الكتب، تحوّل صورة النبي إلى أبعد ما يكون عن حقيقته.. هل ساعتها نحن مطالبون بأن نصدق هذه الأحاديث حتى لو تناقضت تمامًا مع صفات نبينا القرآنية؟".
وهاجم من لا يسمحون بمهاجمة الحديث النبوي ووصفهم بـ"المدلسين بالالتفاف والدوران والمراوغة وليّ عنق الحقيقة، حتى لا يسمحوا لأنفسهم بالطعن في صحة الحديث، حتى لو كان رواته ممن يقدسون سلسلتهم، أو لأنه جاء في البخاري، ومسلم"، وفق قوله. وتابع عيسى: "يخبرنا القرآن الكريم عن نبي الرحمة فيقول تعالى: "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك".. أما ما نقرأه في كتبهم التي يصبغونها بالقداسة أن هذا القانت الذي يقوم الليل تعبدًا وصلاة، إنما يطوف على زوجاته جميعهن في كل ليلة بغسل واحد.. حيث أعطاه الله قوة أربعين رجلًا". وبصفة عامة فقد حمل عيسى وبحيري مشاعل حرق الأحاديث وما هو ثابت بالعقيدة لدى المسلمين.. مستفيدين في كل ذلك بصمت القبور الذي يتحلى به الأزهر الشريف وشيخه الجليل الذي اكتفى بـ"مصمصة الشفاه" ومناشدة مثل هؤلاء الأنطاع الأوغاد بعدم التطرق للأمور الدينية بمثل هذا التبجح والوقاحة. ولا يسعنا هنا إلا أن نقول لكل من يعنيه أمر هذا البلد الأمين أوقفوا ماسورة القاذورات هذه التي تنبعث من "دعاة آخر زمن" قبل أن يأتي وقت لا ينفع فيه ندم.