الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

فوزي إبراهيم يكتب: هيكل وإيقاع السيسي

الشاعر فوزي إبراهيم
الشاعر فوزي إبراهيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السيسي أسرع من يقرأ وأسرع من يرى وأسرع من يرسم للغد ملامحه
من الواضح أن الرئيس السيسي لم يفرض إيقاعه السريع على الواقع المصري فقط وإنما فرضه أيضا علي الواقع العربي، فلأول مرة في تاريخ القمم العربية نجد قمة تنفذ نتائجها قبل أن تنعقد، ولأول مرة تتحول أمتنا العربية لأمة تملك زمام المفاجأة، وتقدر على المبادأة بالفعل بعدما كنا أمة لا تملك سوى رد الفعل، حتى أساتذة التحليل السياسي وعتاولة قراءة الأحداث والمعطيات وتقدير التوقعات كانوا قد ضبطوا إيقاعهم وإيقاع قراءاتهم على الإيقاع القديم للأمة، وفجأة باغتهم إيقاع السيسي السريع الذي يقفز فوق الزمن ويحترف اختصار الوقت لتنسجم سرعة إيقاعه مع سرعة قراءاته كرجل مخابرات يجيد سرعة القراءة وصحة القراءة أيضا، ما جعله دائما أسرع من يقرأ وأسرع من يرى بل أسرع من يرسم للغد ملامحه.
وكما في علم النغم.. إن لم تكن حركة اللحن وإيقاع العزف علي نفس سرعة قراءة المايسترو للنوته وسرعة توجيهاته، يرتبك الأوركسترا، ويلزم على الجميع أن يضبط إيقاعه على سرعة إيقاع القائد.
حتى المخضرم الكبير محمد حسنين هيكل أربكه الإيقاع السريع وأربك توقعاته وتقديراته للموقف ولسير الأحداث لأنه قرأ النوته بالإيقاع الذي اعتاده من الأوركسترا القديم للعرب ولم يكن يتخيل أن عدوي السيسي وإيقاعه السريع يمكن أن تفاجأه بأن قوة الردع العربي كانت مدروسة ومجهزة منذ أعلن السيسي مبادرته،وأن ساعة الصفر كانت محددة قبل أن يخرج المؤتمر بقراراته، وأن إنطلاق اللحن الجديد للعمل العربي الأوركسترالي قد بدأ مع إنطلاق أول سرب من طائرات عاصفة الحزم،وهو ماأحرج هيكل وأحرج حساباته-بل أحرج معلوماته-وخبراته وهو أستاذ الحسابات وكنز المعلومات ومخزن الخبرات،ولأول مرة وجدناه يطلب حجب تصريحاته وتحليلاته ومنع إذاعتها في برنامج تليفزيوني ويخلق أزمة إعلامية لقناة فضائية طالما تجلي في حواراته معها،لأنه قرأ اللحن بإيقاعه القديم وسمعه بسماعات قاعة المؤتمرات في مبنى جامعة الدول العربية العتيق التي عودته وعودتنا علي ألحان ذات إيقاعات باردة ميتة وكلمات مائعة تحس علي الخنوع وتشجع على الخذلان.
وخرجت تسريبات الأستاذ هيكل تكشف فشل كل توقعاته وتؤكد أن تحليله جاء مخالفا لما حدث علي أرض الواقع،ولما كان إلغاء حواره مع لميس الحديدي قد أثار جدلا فقد اضطر هيكل لإصدار بيان يعترف فيه بخطأ تحليله للأحداث في اليمن وللتحرك العربي- وفي سوء تقدير جديد-أضاف هيكل في بيانه أنه كان قد تحدث في حواره الملغي عن أن الدول العربية لن تتحرك إلا إذا تحركت مصر وقادتهم، وإن التحرك سيكون قبل القمة العربية لابعدها وهو ماأظهر تراجع مصر إقليميا!!
وهنا يتأكد أن الإيقاع القديم للرجل لم يسعفه علي قراءة تكتيكات كثيرة كانت في خلفية اللحن بين مصر والسعودية،منها ماتم رسمه وإشاعته في العلاقة بين السيسي والملك سلمان بن عبدالعزيز كستار لما يخطط له ومايدرس في الخفاء.
لقد كنا دائما نندب حظنا ونحن نري الزمن يتخطانا حتى جاءنا من يستطيع بإيقاعه إن يقودنا إلي تخطي الزمن،ولم يبقي لنا سوي أن نضبط إيقاعنا على نفس إيقاعه السريع وإن نسارع بالإصطفاف في العمل الأوركسترالي الجديد لنقدم أحلى المعزوفات.
Fawzy_ibrahim@Hotmail.com.