رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

رئيس البرلمان الليبي: مصر وقفت إلى جانبنا وملتزمون برد الجميل

عقيلة صالح
عقيلة صالح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال عقيلة صالح - رئيس البرلمان الليبي - إن اقتصاد بلاده يعتمد اعتمادا كليا على النفط، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من النفط الليبي تتجاوز 80% تحت سيطرة الحكومة الشرعية للبلاد، وأن الحكومة الشرعية تقوم بتصدير النفط حسب الاتفاقيات المعقودة مع الدول الأجنبية، لافتا إلى أن الوضع الاقتصادي جيد بدليل عدم الإقدام على الاقتراض من أحد.
وأضاف عقيلة في تصريحات صحفية، أنه بمجرد انتهاء القتال الدائر في البلاد فإن ليبيا يمكنها أن تعود كسابق عهدها دولة غنية وذلك خلال أشهر معدودة..يتوفر لديها كل الإمكانيات الاقتصادية التي يمكن الاعتماد عليها وستتاح الفرصة لإخواننا المصريين وللشركات المصرية لإعادة إعمار ليبيا، لافتا إلى أن الاقتصاد يتطلب الأمن، وأنه بمجرد استقرار الأمن سيعود الاقتصاد الليبي كما كان قويا.
وفي رده على سؤال حول حجم الاحتياطي النقدي في ليبيا قال عقيلة " إن الاحتياطي النقدي يتجاوز العشرين مليار دولار داخل ليبيا، وأن الأموال التي هي خارج ليبيا والمجمدة تزيد عن 100 مليار أو 150 مليار دولار.. مشيرا إلى أن ليبيا ليست بحاجة إلى الأموال المجمدة الآن، وأن وضعها المالي يسير بطريقة جيدة، والأموال متوفرة من سيولة تطمئن كثيرا.
وحول مشاركة ليبيا في القوة العسكرية العربية التي أقرتها القمة العربية بناء على اقتراح الرئيس السيسي مؤخرا في ظل الأوضاع الأمنية الليبية، قال " نحن أبدينا موافقتنا للاشتراك مع إخواننا العرب، ولم نتأخر في الماضي ولن نتأخر في الحاضر..وأردف قائلا " نحن في عام 73 شاركنا مشاركة رمزية مع القوات المصرية في عبور قناة السويس..نحن لن نتخلى عن مصر ولا عن العرب ولن يتخلى العرب عن ليبيا ".
وأضاف في رده على سؤال " إن الشأن الليبي دائما يحظى بالأولوية للإخوة في مصر، وإن الشأن الليبي دائما في أولويات اهتمامات الرئيس والحكومة والشعب في مصر..واستطرد قائلا " لكن ما طرأ في اليمن وحركة الحوثيين فيها..وخطورة الموقف على إخواننا في السعودية، كان يتعين على السعودية أن تقف موقفا جادا..وشاركها أيضا معظم العرب لمنع انتشار هذه المجموعات التي تنشر الفوضى في اليمن الشقيق، مما يؤثر على أمن المملكة.
وجدد التأكيد على أن مصر رئيسا وحكومة وشعبا تضع ليبيا من بين أولوياتها..لأن أمن ليبيا من أمن مصر وأمن مصر من أمن ليبيا، مشيرا إلى أنه بمجرد أن وافق مؤتمر القمة على إنشاء قوة عسكرية عربية سيكون الأمر مختلفا وإذا دعت الضرورة ستكون حماية ليبيا عن طريق إخواننا العرب، منوها بحاجة بلاده لإخونهم العرب حتى في التدريب العسكري وعملية تنظيم قواتها المسلحة.
وقال نحن نعول كثيرا على مصر في تدريب الجيش، وفعلا الآن هناك تدريب للجيش وتدريب للأجهزة الأمنية.. ونحتاج لخبرة إخواننا في مصر ودعمهم من سلاح وذخيرة وغيرها من الإمكانيات.. مؤكدا أن مصر لم ولن تتوانى في هذا الشأن وأنها لم تقصر يوما.
وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات التجارية المصرية – الليبية.. وعما إذا كان هناك تحضيرات لعقد لجنة تجارية.. وكيفية إعادة الأمن والطمأنينة إلى العمالة المصرية حتى تعود مرة أخرى يدا بيد إلى جانب المواطن الليبي من أجل البناء والتشييد، قال عقيلة " لدينا استثمارات في مصر وستستمر هذه الاستثمارات، وإن حجمها يصل إلى 10 مليارات دولار، وأنه لا غنى عن العمالة المصرية، وأنه سيكون للشركات المصرية والأيدي العاملة المصرية دور كبير في إعادة إعمار ليبيا.
وقال إن الأمور بدأت تتغير نسبيا في ليبيا، ويوجد الآن دراسات تكاد تكون جاهزة لإقامة بعض المشروعات في ليبيا..منها المدينة الطبية في مطروح، وإمكانية تكرير النفط في مصر، منوها بأن العلاقات بمجرد تحقيق الاستقرار ستكون أكثر قوة..مؤكدا أن التاريخ يشهد أن مصر وقفت موقفا ممتازا إلى جانب ليبيا.. وليبيا ملزمة برد الجميل."حسب قوله".
وحول وجود استثمارات قطرية وتركية لا زالت متواجدة حاليا على الأراضي الليبية قال " الآن لا يوجد، حيث كانت هناك شركات تركية تعمل في ليبيا..ولكن الآن العمل في ليبيا بالنسبة للشركات التركية متوقف، وأن هذا مرتبط بسياسة تركيا مع ليبيا وموقفها من ليبيا، مشيرا إلى أن أنقرة طلبت زيارة لها أكثر من مرة..إلا أنه أجل هذا الطلب، لأن السفير الليبي الآن في تركيا لم يتمكن من أداء واجباته، ولم يصدر اعتراف صريح من تركيا بالسلطة الشرعية في ليبيا، فيما لا زالت تركيا تستقبل بعض قيادات الإخوان المسلمين..وتوقع بعد مؤتمر القمة العربية وما نتج عنه من قرارات أن يعيد الأتراك النظر في سياستهم تجاه ليبيا.
وحول ما حققه الجيش الليبي في تصديه للجماعات المسلحة المتشددة، قال " إن الجيش الليبي يقوم بواجباته على أحسن حال، وذلك بعد تكليف الفريق أول خليفة حفتر، انضم حوله معظم ضباط وجنود الجيش الليبي، وأن الجيش الليبي يتوافر لديه الآن السلاح والقوة والتنظيم، وأنه في بعض المدن يحارب مجموعات إرهابية متحصنة بالمواطنين والمباني..معتبرا أن حرب المدن هي حرب عصابات تتطلب التأني حتى لا يضار أحد وللحفاظ على مقدرات الليبيين وممتلكاتهم، منوها بأنه في القريب العاجل ستكون هناك أنباء مبشرة حول إنهاء القتال على الأقل خلال الفترة القريبة القادمة في المنطقة الشرقية.
وعن العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين مصر وليبيا..خاصة وأن هناك تعاونا أمنيا لإعادة ضبط الحدود المصرية - الليبية واستعانة قوات الجيش الليبي بالخبرات المصرية في تشكيل قوات حرس حدود ليبية مشتركة من الجانبين قال " إن القوات المصرية فعلا منعت تهريب السلاح إلى ليبيا والمجموعات التكفيرية، وأيضا حتى الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا، واصفا موقف الجيش المصري بأنه رائع في هذا الصدد، ومنع أي تسلل إلى ليبيا.
وأكد أن هذه العلاقات على أعلى مستوى، وأنه بمجرد انتهاء الفوضى والقضاء على المجموعات الإرهابية ستكون على أعلى مستوياتها لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين في مصر وليبيا.. وبالنسبة للحدود قال إنه سيكون هناك تعاون بين قوات حرس الحدود في ليبيا والقوات المصرية لضبط الحدود بالتعاون بين الجيشيين.
وعما إذا كان الأمن الليبي قد تعافى خلال الفترة الأخيرة.. أكد أن الأجهزة الأمنية تعمل بكل اقتدار، ونجحت في منع وقوع الجرائم.. حتى التفجيرات، وأن أجهزة الشرطة متواجدة في كل المدن الليبية.
وحول العلاقات الليبية - الصينية قال " إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين قوية جدا، مشيرا إلى أن هناك دعوة لرئيس مجلس النواب الليبي وبعض الأعضاء في المجلس ووفد اقتصادي ليبي لزيارة الصين..لافتا إلى أن الصين مستعدة لعودة الأعمال والشركات الصينية..منوها بوجود علاقات في كل المجالات بين ليبيا والصين..واصفا هذه العلاقات بأنها علاقات جيدة.
وردا على سؤال حول المباحثات التي جرت بين رئيس البرلمان الليبي..و الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في شرم الشيخ.. قال " التقينا مع بان كي مون وكان بحضور مندوبه لدى ليبيا.. وشرحنا له الموقف الليبي وأبلغناه أن مجلس النواب في ليبيا انتخب طبقا لقانون صدر عن المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، وتحت إشراف المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية،وأن كل الشعب الليبي اشترك في انتخابات مجلس النواب، وعندما لم تحصل تلك الجماعات على النسبة المطلوبة من المقاعد أثارت الفوضى وكونت مجلسا أسمته " فجر ليبيا " وأعلنت أنها تطالب بحل مجلس النواب قبل أن يجتمعوا ولو لساعة واحدة، وقاموا بتدمير المنشآت ومنها ما تعرض له مطار طرابلس..وقاموا برفع قضية أمام المحكمة الدستورية..وحاصروا المحكمة الدستورية بقوات مدججة بالسلاح..
وأشار إلى أن المحكمة التي نظرت قضية الطعن محكمة غير مختصة بالنظر إلى دستورية هذا الإعلان الدستوري وأنها محكمة غير مستقلة لأنها تحت تهديد السلاح، وأصدرت حكما "منهدما " حسب قوله من الناحية القانونية ولا أثر له، وتم الطعن في هذا الحكم أمام المحكمة الابتدائية التي أصدرت حكما باعتبار هذا الحكم منعدما لا أثر له.
وقال إنه تم إبلاغ بان كي مون بذلك.. مؤكدا أيضا أنه أبلغ بأننا نوافق على الحوار وندعو للمصالحة الوطنية..ولكن لدينا ثوابت يجب المحافظة عليها وغير قابلة للنقاش من بينها أن مجلس النواب هو الذي منح الثقة للحكومة وهو الذي يحاسبها ويراقبها ويساعدها، وهو الذي يسحب منها الثقة إذا فشلت في أداء مهامها.
وفيما يتعلق بعرض ما يسمى "مجلس الدولة " الذي اعتبره بان كي مون ومندوبه في ليبيا أنه مجلس استشاري.."قلنا إذا كان مجلسا استشاريا تحدد اختصاصاته..والمستشار يؤخذ برأيه أم لا يؤخذ فإن هذا شئ لا يؤثر علينا، ولكن نتمسك بالإعلان الدستوري ونتمسك بالتشريعات النافذة في ليبيا " مشيرا إلى وجود حكومة من رئيس وزراء ونائبين ولديها اختصاصات يحددها الدستور والقانون ولا توجد أي قيود تعطل عمل السلطة التشريعية أو السلطات الأخرى في ليبيا، وأن كي مون ومندوبه تفهما هذا..لافتا إلى أن بان كي مون يوافق على حكومة وحدة وطنية مؤلفة من كل الأطياف في ليبيا.
وقال " إننا لا نرغب في مشاركة من قتل الليبيين أو من قاد مجموعات تقتل الليبيين..و من لم يقدم على ذلك فإن ليبيا تتسع لكل الليبيين، وبمقدورهم المشاركة في حكومة من كل أنحاء ليبيا شرقها وغربها وجنوبها وشمالها.
وأعرب عن اعتقاده بأن - بان كي مون ومندوبه - تفهما هذه المطالب المشروعة..لافتا إلى أنه رفض عرض بأن يتبوأ القائد الأعلى للجيش منصب رئيس الوزراء رفضنا هذا العرض..وكان الرد هو أنه في كل الدنيا يكون القائد الأعلى للجيش عادة هو رئيس الدولة مهما كان اسمه ملك أو أمير أو رئيس مجلس النواب.
وأوضح أنه تم تمديد بعثة الأمم المتحدة للدعم الليبي لمدة ستة أشهر، لإعطاء فرصة.. وقال إن ما يتردد في الفضائيات وشبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك " والإذاعات حول المصالحة ماهو إلا مسودات واقتراحات.... مؤكدا أن الأمور تجري حسب مصلحة جميع الليبيين ولما فيه خير الجميع، معربا عن اعتقاده بأن الأمور في المستقبل "بعد هذا اللقاء " ستسير بما يرضي الجميع وبما يحفظ سيادة ليبيا ووحدة أراضيها.
وحول موقف العراق والجزائر وقطر وتحفظها على القوة العربية المشتركة قال " إن قطر حقيقة إبان ثورة 17 فبراير في ليبيا وقفت إلى جانب ليبيا وأن هذا يعتبر موقفا جيدا، ولكن يبدو أن هذا الموقف لتحقيق ما اسماها " مآرب خاصة " وأن قطر كانت دائما تعارض..خاصة مسألة رفع حظر السلاح عن ليبيا، معربا عن دهشته لهذا الموقف حيث إن الدول العربية لم تعارض..وأنه يتعين على الإخوة في قطر أن يتفهموا أنهم في طريق غير صحيح وأنهم ضلوا السبيل" حسب وصفه".. وأنهم غير متفهمين لطبيعة الشعب الليبي وتكوينات الشعب الليبي، مدللا على ذلك بأن مندوب قطر في القمة يقول " 50 -50 ".. وأن ليبيا عبارة عن مجموعات قبائل..والقبائل في ليبيا معروفة بأنها 12 شقا في غربها وشرقها كلها تدعم الشرعية وتدعم في مجلس النواب، لافتا إلى أن مجموعة أشخاص لهم علاقة خاصة بهم يعولون عليهم،واعتقد انهم في الفترة القادمة سيعرفون الحقيقة.. معربا عن أمله في أن يغيروا وجهة نظرهم، وأن يأتوا مع الشرعية أو يقفوا على الحياد.
وردا على سؤال حول الوضع السياسي الليبي قال " إن الوضع السياسي تغير، وإن المجتمع الدولي بدأ يتفهم القضية، والكثير من قادة العالم غير ملمين بما يجري في ليبيا، والآن حدث تغير بعد هذا الاجتماع وبعد مؤتمر القمة العربية، حتى إن بعض الدول التي كانت مترددة بدأت الآن تقبل السفراء.. وبدأت تغير وجهة نظرها تجاه القضية الليبية.
وردا على سؤال حول موقف السودان " قال إن موقف السودان في البداية كان يدعم هذه المجموعات.. ولكنه أخيرا بدأ يتراجع على الأقل من الظهر..وأنه حسب تصريحات الرئيس والحكومة السودانية، حتى فيما يتعلق بما اتخذ من قرارات لصالح ليبيا كان السودان من الوفود المؤيدة لما اتخذ بشأن ليبيا منها..منع وصول السلاح للمجموعات الغير شرعية في ليبيا، وتمكين السفراء من أداء عملهم في البلدان المكلفين فيها، مؤكدا أن الزعماء العرب كلهم داعمين لليبيا..وأن الأمور ستتغير.
وأعرب عن اسفه لما تعرض له بعض المصريين..قائلا " نعرف أن إخوتنا في مصر يتفهمون أن الإرهاب لا يستثني ليبيا أو مصريا، وأن هذا الفعل لم يكن بإرادة الليبيين ولا من الليبيين، مشيرا إلى أن بعض من اسماهم ب" شذاذ الأفراد " الذين جاؤا إلينا من كل أصقاع العالم هم الذين ارتكبوا هذه الجرائم البشعة في حق الإنسانية كل..وفي حق أقرب الناس لنا إخوتنا وجيراننا من شعب مصر العظيم".
وفي ختام حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، دعا رئيس مجلس النواب الليبي إلى ضرورة دعم الجيش الليبي للوقوف على أقدامه مرة أخرى قائلا " إن دعم الجيش الليبي شئ أساسي حتى في الدول المستقرة "، مشيرا إلى أن الجيش الليبي هو الذي يقوم بحماية الحدود والشعب والسيادة، وأنه يجب أن يكون قويا.. مشيرا إلى أن ليبيا مجتمع قبلي يعول على القبائل وأعيان القبائل.. وأنه في الفترة القريبة القادمة ستجتمع كل القبائل في مؤتمر ليبي، وأنهم من يدعمون الحوار ويقررون ما يجري على الساحة الليبية.