الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المسكوت عنه في معركة اليمن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أما أن هناك خطأ فادحًا ارتكبه الحوثيون فهذا حقيقي، لقد انقلبوا على الرئيس التوافقي وأسرعوا في الانقلاب، متصورين أن إيران التي زينت لهم ذلك تستطيع حمايتهم، بينما في اليمن قوى وطنية أخرى، ساعدهم أيضًا على ذلك الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي يدين له معظم الجيش بالولاء والذي آوته المملكة العربية السعودية وعالجته بعد الهجوم الذي تعرض له أيام الثورة ثم تنكر لها وذهب يتحد مع الحوثيين الذين هم شيعة وإن لم يكونوا شيعة إثني عشرية فهم زيديون، لكنهم في النهاية شيعة تقف إيران وراءهم وتشجعهم، وانقلابهم على الحكم سيعطي المسألة شكلًا دينيًا، رغم أن هذا الصراع الديني كان غائبًا في اليمن إلا من طرف القاعدة التي لا تقل قوتها عن الحوثيين، والنائمة الآن تنتظر نهاية المعركة لتظهر متصورة أنها ستقطف ما دامت الحرب أخذت شكلها الديني، فهم في النهاية سُنة! إيران لن تساعد الحوثيين فهذا أول اختبار لهم وهم بعيديون جغرافيًا عنها، وهي تعرف أن العالم في أغلبه يقف الآن مع الشرعية، هي جازفت في هذه المسألة ويكفيها المجازفة هنا فلسنا في سوريا التي ربما كان من أحد أسباب وجود إيران فيها وجود دعم روسيا لنظام بشار، وقُرب روسيا من لبنان، حيث حزب الله.. هنا روسيا غائبة، إيران ستترك الحوثيين مدركة أنهم كفصيل شعبي وسياسي لم ينتهوا لكن كسلطة مرة واحدة ووحيدة تكفي الآن وسينتهون إلى حين يعلمه الله.. التقية منهج شيعي أصيل استفاد منه الإخوان المسلمون كثيرًا أيضًا.. المسكوت عنه الآن هو ما سمعته من الباحثة اليمنية الشابة "ميساء شجاع الدين" في التليفزيون، وهو لماذا يقال إن الحرب ستطول لعدة أشهر بينما فارق التسليح رهيب بين الحوثيين والمملكة السعودية والحلفاء العرب؟ إطالة الحرب ليس لها إلا معنى واحد أو نتيجة واحدة هي ضياع الجيش اليمني، فالحرب هي على مواقعه وبنيته التحتية والفوقية من مطارات وقواعد ومن ثم بشر أيضًا، وفي هذه الحالة لن يتبقى في اليمن غير الميليشيات المسلحة، الجيش هو القوة التي كانت تفرق بينها وفي حالة ضياعه، سيدخل اليمن في فوضى وحرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله، الكلام يبدو وجيهًا جدًا خاصة أنها أنهته بالقول أن القوة الوحيدة التي تعادل ميليشياتها ميليشيات الحوثيين في تسلحها هي القاعدة التي لا شك تنتظر النتيجة الآن، خاصة أنهم والحوثيين أعداء ألداء، سُنة وشيعة.. والسؤال هو كيف حقًا تستطيع الدول العربية الإجهاز على سلطة الحوثيين بأسرع وقت وجانب كبير من الجيش مع علي عبد الله صالح الذي هو مع الحوثيين؟ يبدو أنه لا أمل في حل سريع حقًا، وأن النهاية هي ما قالته هذه الكاتبة اليمنية الشابة ميساء شجاع الدين.. الحوثيون يعرفون ذلك ولن يستسلموا بسرعة وهم مثل أي غبي ذاق طعم السلطة لا يهمهم أن يدخل اليمن في فوضى أم يستقر.. وهذا تعليقي أنا على الأمر، تمامًا كما فعل علي عبد الله صالح الذي بعد أن حكم البلاد أكثر من ثلاثين سنة لا يريد أن يتركها، وخدع في ذلك البلد الذي آوته كما آوت بن علي رئيس تونس المخلوع، وغدر بها ويصرخ كل يوم بضرورة الحوار بعد أن كشف الجميع دهاءه، متصورًا أنه سيخدع السعودية مرة أخرى.. السعودية التي رأت أن النفوذ الإيراني يحيط بها من أقرب الحدود فانتفضت من الصعب أن تنسى ذلك، لكن هل يمكن حقًا رغم ذلك أن تنتهي الحرب بسرعة؟ هذا دور المخابرات السعودية وغيرها بالتأكيد حتى تستطيع القوى الشعبية بعيدًا عن القاعدة تقليم أظافر الحوثيين، أما علي عبد الله صالح فليس أمامه إلا الهرب إنقاذًا لبلاده، إلى بلاد غير عربية فلديه أموال مسروقة تكفيه وتكفي أسرته مئات السنين أو انتظار الموت قتلًا في أقرب فرصة لإنهاء الحرب وإنقاذ الجيش اليمني الذي هو القوة الوحيدة التي تستطيع أن تفصل بين أى صراع محتمل.