الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

عاصفة الحزم وقمة شرم الشيخ تسيطران على كتّاب الرأي

قمة شرم الشيخ
قمة شرم الشيخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء عددا من الموضوعات المهمة، منها القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ، والضربة العسكرية " عاصفة الحزم".
ففي مقاله "خواطر" بصحيفة " الأخبار " أكد الكاتب جلال دويدار إنه مع اختتام قمة شرم الشيخ العربية أعمالها يمكن أن نطلق عليها ولأول مرة منذ التضامن العربي في حرب 73.. لقب قمة "الإنجازات"، حيث استطاعت هذه القمة رغم الصعوبات والتحفظات أن تتخذ قرارات تنفيذية جريئة فيما يتعلق بثلاث قضايا غاية في الأهمية.
وقال إن في مقدمة هذه القضايا تأييد ودعم مبادرة الدول الخليجية بقيادة المملكة العربية السعودية بالاستجابة إلى طلب الرئيس اليمني الشرعي منصور هادي بالتدخل لإنقاذ بلاده من سيطرة وإرهاب جماعة الحوثيين المدعومة إيرانيا على مقدرات الدولة بمساعدة الرئيس السابق المشلوح شعبيا "الشاويش" على عبدالله صالح.
وأضاف أن القضية الثانية والتي تعد خطوة هامة نحو تفعيل ميثاق الجامعة العربية واتفاقية الدفاع المشترك فإنها تتمثل في الموافقة على اقتراح الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنشاء قوة عسكرية مشتركة للتدخل ضد الأخطار التي تهدد أمن واستقرار أي دولة عربية تطلب المساعدة، مشيرا إلى أن إقرار هذا المقترح والتحرك إيجابيا لتنفيذه يعد اعترافا بوحدة الأمن القومي العربي وهو ما يتطلب التضامن العسكري للدفاع عنه أمام المؤامرات والتحديات الإقليمية.
ورأى أنه رغم العديد من القرارات التي اتخذتها القمة والتي تدخل ضمن جدول أعمالها الطبيعي إلا أن موافقتها على المقترح المصري الثاني المتعلق بالتوجه إلى المجتمع الدولي للمطالبة برفع الحظر عن تسليح الجيش الوطني الليبي لمواجهة التنظيمات الإرهابية تعد نقلة نوعية أخرى لمسار القمة في تحقيق متطلبات الأمن القومي العربي.
ولفت إلى أن تحفظ قطر على هذا القرار كشف الدور المريب الذي يقوم به نظام هذه الدولة العربية في التآمر على أمن واستقرار الدول العربية، وأنها بهذا الموقف فضحت ما أكدته الحكومة الليبية الشرعية ومعظم وسائل الإعلام العالمية عن الدعم العسكري والتمويل المالي - بمشاركة تركيا - والذي يتم تقديمه للمليشيات الإرهابية التي تحارب الشرعية في هذه الدولة العربية.
وقال إنه من الغريب أن يتحفظ العراق على قرار إنشاء القوة العربية المشتركة، وأن موقفه يدعو للريبة على ضوء موافقة السلطات العراقية على مشاركة الحرس الثوري الإيراني في معركة الشعب العراقي ضد تنظيم داعش، وأن هذا التناقض يأتي على الرغم من مشاركة عدد من الدول العربية في الغارات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي ضد هذا التنظيم.
وأكد أن هذين الموقفين لا يمكن أن يؤثرا على إرادة الأغلبية الساحقة من الدول العربية وهو ما يجعلنا نقول في النهاية أن قمة شرم الشيخ تستحق عن جدارة أن تكون قمة "الإنجازات".

فيما أكد الكاتب فاروق جويدة في مقاله " هوامش حرة " في صحيفة " الأهرام " أن القمة العربية منذ سنوات لم تشهد هذا المستوى من الحشد والحضور والجدية في مواجهة الواقع العربى الذي وصل إلى أقصى درجات التراجع والتردى.
وقال إن كلمات المسئولين العرب جاءت على مستوى المسئولية التاريخية والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب العربى.
وأوضح الكاتب أن أزمة اليمن طغت على القمة العربية بسبب القرار العسكري الذي بدأته المملكة العربية السعودية بعاصفة الحزم ودخلت فيه قوات من عشر دول عربية ولا شك أن الموقف في اليمن هو الأخطر خاصة أن فيه تهديدًا حقيقيًا للأمن العالمى وليس الإقليمي.
وأشار إلى أن معظم صادرات البترول تعبر من مضيق باب المندب وكانت قوات الحوثيين طوال الوقت تسعى للسيطرة عليه كما أن الاستيلاء على هذا المضيق يهدد التجارة العالمية القادمة من الصين والهند وشرق آسيا أو المتجهة إلى هذه الدول من أوربا عبر قناة السويس.
ورأى الكاتب أن الاستيلاء على باب المندب فيه تهديد لقناة السويس أهم ممر ملاحى دولى وما تمثله للأمن القومى المصرى ولنا أن نتصور لو وصلت إيران إلى هذه المناطق.. كانت الضربات الجوية على قوات الحيثيين عملا ناجحا من حيث النتائج والتوقيت والسرعة ولهذا وجد صدى عالمى كبير في كل دول العالم.
ولفت إلى أنه لم تتراجع ملفات القضية الفلسطينية من القمة وإن فقدت الكثير من أولوياتها أمام مواقف إسرائيل وفشل مفاوضات السلام ورفض إسرائيل إقامة الدولة الفلسطينية، متابعا أن محنة سوريا كانت على قائمة الأولويات أمام ملايين المهجرين والضحايا طوال أربع سنوات من الدمار.
وأكد أن القمة لم تنس ما يحدث في ليبيا وكيف تهدد الأمن العالمى وليس الإقليمي وكان حضور وفد عراقى كبير فرصة لعودة العراق إلى الساحة العربية بعد سنوات من الاحتلال والعنف والفوضى، مشيرا إلى أن القمة توقفت عند مأساة الصومال وما يعانيه الشعب الصومالى من مأسى الحرب الأهلية التي دمرت كل شىء.
ورأى الكاتب أن حضور الملوك والرؤساء العرب قمة شرم الشيخ في هذه المرحلة الحرجة يمثل نجاحا حقيقيا في مواجهة الأزمات التي تتعرض لها الشعوب العربية

أما الكاتب مكرم محمد أحمد فأكد في مقاله "نقطة نور" في صحيفة " الأهرام " أن العملية العسكرية التي قامت بها السعودية وعدد من الدول العربية، بينها مصر والأردن والمغرب إلى جوار دول الخليج حظيت بإجماع عربي واسع في قمة شرم الشيخ، باستثناء العراق الذي أبدى تحفظه لأسباب معروفة.
ورأى الكاتب أن النتائج تشبر إلى أن العملية التي تعتمد أساسا على القصف الجوى لمواقع الحوثيين نجحت في وقف الهجوم على مدينة عدن، ودمرت عددا مهما من مراكز القوات الحوثية، كما دمرت قواعد الصواريخ متوسطة المدى التي أقامها الحوثيون بمعاونة أساسية من طهران لتهديد أمن السعودية ودول الخليج ويمكن أن يصل مداها إلى مصر، وكانت السبب الأساسى لإسراع السعودية بالعملية.
وقال إنه من الواضح أن العملية العسكرية تلقى دعما قويا متزايدا داخل اليمن، سواء في مناطق الشوافع التي تبدأ من جنوب مدينة تعز حتى جنوب اليمن في عدن وصولا إلى حضرموت، حيث يتشكل غالبية السكان من السنة الذين يعتنقون في الأغلب المذهب المالكي، وهجروا منذ زمن بعيد حرفة الحرب، يعملون بالزراعة والتجارة والصيد ويهاجر أبناؤهم إلى كرديف في بريطانيا للعمل في مناجم الفحم، ولا يقتنون السلاح، ويختلفون كثيرا عن سكان اليمن الأعلى الذين ينتمى معظمهم إلى المذهب الزيدى أحد فروع الشيعة الذين يصل عددهم إلى حدود 20% من سكان اليمن.
وأوضح أن الحوثيين يشكلون المجموعات الزيدية الأكثر ارتباطا بإيران، بينما ينتمى غالبية الزيود إلى قبيلتى حاشد وبكيل أكبر قبائل الشمال التي ترفض مواقف الحوثيين وتربطهما علاقات قوية بالسعودية، ويشكلان الثقل الأساسى في اليمن الأعلى، حيث يكاد يكون القتال حرفة تمتهنها القبائل الزيدية التي تعيش في مناطق جبلية وعرة وفقيرة تقتات على الحرب، يقاتلون بعضهم بعضا إن لم يجدوا من يقاتلونه، ولا يستطيع الحوثيون أن يغيروا كثيرا من موازين القوى في اليمن مادام - أن القبيلتين الكبيرتين حاشد وبكيل لا تشاركهما الحرب.

من جانبه، قال الكاتب عمرو الشوبكي في مقال تحت عنوان " الهدف التفاوض وليس الحرب" إن الحرب على ميليشيات الحوثي في اليمن لها أهدافها السياسية، رغم محاولات البعض تحويلها إلى هدف ومناسبة للتهليل لطلعات الطائرات وانتصارات الجيوش وكأنها هدف في ذاتها.
وأوضح أن القول بأن هدف هذه الحرب ردع إيران، هي إجابة لا تجيب عن شىء، لأنه لا توجد دولة في العصر الحديث تدخل حربًا وتقول إنها من أجل ردع أعدائها، كما كان يفعل الراحل معمر القذافى، إنما تصوغ حزمة من الأهداف السياسية دفعتها للتدخل المسلح، وأيضًا حزمة من الأهداف السياسية تجعلها في حال تحقيقها تُوقف الحرب.
وأضاف أنه من المؤكد أن الحرب في اليمن ليس هدفها الحرب، ولا لكى نقول إن عندنا جيوشًا قوية، لأن الجميع يعلم أنها كذلك (الجيش المصرى، وفق تقديرات موقع "جلوبال فاير" في 2014، ترتيبه الـ14 على العالم، والسعودية الـ27)، في حين أن أزماتنا ترجع لغياب التنمية والعدالة والديمقراطية وليس ضعف الجيوش.
وأشار إلى أن هدف الحرب هو الوصول إلى صيغة للتفاوض بين فرقاء الساحة اليمنية، فالحوثيون مُكوِّن مهم من مكونات الشعب اليمنى، خاصة أنهم ينتمون للطائفة الزيدية التي تبلغ تقريباُ ثلث عدد السكان، والمطلوب هو إدخالهم في العملية السياسية دون سلاح ودون حصانة الميليشيا، أي أن الحرب هي من أجل وضع اليمن على طريق الحل السياسي لا البقاء في حرب استنزاف أبدية.
ورأى أن المطلوب هو بلورة تصور واضح بأن هذه الحرب ليست هدفًا في ذاتها، إنما هي وسيلة لإنقاذ اليمن من مصير أكثر سوادًا في حال تُرك لميليشيات الحوثى وللرئيس السابق على عبدالله صالح، وأنها تهدف إلى إعادة بناء الدولة الوطنية في اليمن بعد أن عرف قبائل ومناطق وميليشيات أقوى من الدولة.