الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

لوركا.. شهيد غرناطة (أدب السجون 7/10)

 فيديريكو جارثيا
فيديريكو جارثيا لوركا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد: أحمد صوان
إشراف: سامح قاسم

لم يكتف كارهو الشاعر الإسباني فيديريكو جارثيا لوركا بمُهاجمته في كل مكان، بل كان الترصد به واضحًا، خاصة بعد مُعارضته العلنية في العديد من الأمور، كذلك شيوعيته الواضحة التي لم يكن يُخفيها، فامتزج كل هذا مع قصائده لتجعل منه مُطاردًا ومُهددًا بالسجن، إلى أن تم اغتياله بعد القبض عليه واتهامه بالعمالة لصالح الروس، وصدور الحُكم بإعدام وسط تجاهل محاولات الإفراج عنه أو التخفيف من عقوبته.
عاد لوركا إلى غرناطة قادمًا من مدريد في 14 يوليو عام 1936، والتي كانت غارقة في الاضطراب منذ إجراء الانتخابات وإلغاء النتيجة، وعندما وصل إلى منزله فرح بوجود هاتف هناك وتحدث مع صديقه كونستانتينو رويث كارنيرو مدير تحرير جريدة "دفنسور دي غرناطة"، والتي نشرت خبر عودته غرناطة في صفحتها الأولى، فتم القبض على زوج شقيقته الذي شغل منصب العمودية لمدة 8 أيام فقط، ثُم استولى المتمردون على المدينة وأعدموا آلاف الأبرياء.
عاش لوركا تلك اللحظات عن قرب لسجن صهره، وفي إحدى المرات ذهب لزيارته ولكنه عاد للمنزل باكيًا، وقيل أنه شهد اغتيال عدة أشخاص، وبدأ يشعر بأنهم يبحثون عنه، وأكد له ذلك صديقه خوسيه كاريو، كما حذره أحد ضباط الحرس المدني من صدور قرار ضده بالإقامة الجبرية، فانتابه شعور بالخوف، وتأكد أن المرة المُقبلة سيتم القبض عليه، وبدأ يفكر لمن يلجأ، خطر بباله صديق كان وعده بالحضور لمنزله؛ فالتقيا واستعرضا الوسائل التي يمُكن اتخاذها لإنقاذه، ورفض لوركا فكرة الهروب خارج غرناطة خوفًا من الانتقام من والده، ورأى أن الحل الأمثل هو المكوث في منزل صديقه، فاعتكف هُناك وواصل القراءة بعد أن فشل في الكتابة بسبب الخوف.
استمر المتمردين في مُطاردة لوركا، فذهبت مجموعة من الضباط لمنزله في غرناطة بعد صدور أوامر بالقبض عليه، ولكنهم لم يعثروا عليه، فهدد قائد المجموعة بالقبض على والد لوركا، ثم تم إعدام صهره فانتابه شعور بالخوف على حياته، فهو أدلى من قبل بتصريحات للصحافة مُناهضة للفاشية، وانتقد الطبقة الوسطى في غرناطة واصفا إياها بأنها أسوأ برجوازية شهدتها إسبانيا، وكان صديقا لفرناندو دي لوس ريوس الاشتراكي الذي كان يُعتبر أكثر الشخصيات المكروهة في غرناطة.
ولم يلبث لوركا كثيرًا حتى تم القبض عليهتحت ادعاء أنه يعمل لحساب الروس، وحاول أصدقاؤه بشتى الطرق إنقاذه، ولكن تم اتهامه بأنه يمتلك راديو سريًا في منزله كان يستعمله كوسيلة للاتصال مع الروس، وأنه مثلي، وكان الجميع مُترددًا تردد قبل إعدام لوركا نظرًا لشهرته، ولكن الجنرال كيبو دي يانو في إشبيلية الذي يمثل أعلى سلطة متمردة في إسبانيا أصدر قرارا بإعدام لوركا.
وفي فجر يوم 19 يوليو عام 1936 تم تنفيذ الحكم بإعدام لوركا رميا بالرصاص بينما يُلقي قصائده أمام من أطلقوه عليه.