الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيادة الرئيس.. مصلحة الوطن أولًا

 الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا ينتابني أي شك على الإطلاق في نوايا وحسن تقدير مجلس الأمن القومي المصري بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولا تساورني أية ظنون في حرصه على دماء المواطنين المصريين، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.
ولا أقدم نفسي عالما ببواطن الأمور كما يحلو للكثير التظاهر بذلك، أو استغلال حالة السيولة في المجتمع لفرض أفكار عبثية لا تسمن ولا تغن من جوع، ولا أقف في صف مهووسين لديهم القدرة على مهاجمة مؤسسات الدولة في كل موقف يتخذوه، أو في كل موقف لم يتخذوه.
لا أستطيع أن أتخيل أن يقوم شخص أو حتى مجموعة تواصل الليل بالنهار لتحقيق حياة أفضل للمصريين ثم يتخذون إجراء من شأنه هدم كل ما بنوه وما فعلوه، فليس من المنطقي بعد ملحمة قناة السويس الجديدة، والتي أعادت الروح للمصريين، الذين سارعوا في دفع ما يمتلكونه في 8 أيام لتنفيذ المشروع الحلم، وليس بعد أن نظمنا مؤتمرا عالميا جاء باستثمارات بعشرات المليارات من الدولارات، ووضع مصر على الخريطة العالمية، أن يذهب كل هذا سدى، بسبب قرار مشاركة مصر في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
لم تشارك مصر في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق "داعش"، ليس لأننا نقف على الحياد، أو لأننا لا نستطيع، لم تشارك مصر لأننا نحارب بالفعل داعش وغيرها داخل البلاد، ونواجه خطرها على الحدود الغربية والشرقية، ولدينا جماعة ارهابية تتخفى كالنساء بين المواطنين، وتصيب وتقتل العشرات من الأبرياء.
أما مشاركتنا في اليمن، فالوضع مختلف تماما، لم يتحرك التحالف العربي، لمجرد وجود صراعات على السلطة، أو حرب بين القبائل هناك، تحرك التحالف وسريعا جدا عندما بلغ الأمر تهديد أمن المنطقة، فكان لزاما على الجميع المشاركة، فلن ننتظر عراقا أخرى، ولن نكرر سوريا وليبيا من جديد، ولن ننتظر قرار أمريكيا بضبط النفس، وأنهاء الأزمة سلميا وبالحوار، حتى يتم فرض أمر واقع، تكون نتيجته الخراب على المنطقة.
المحادثات النووية الجارية بين إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خفت حدتها بشكل يثير الشبهات، وخرجت علينا الإدارة الأمركية منذ أيام لتقول لقد حان الوقت لتتخذ إيران قرار في برنامجها النووي، وأبدى الجانب الإيراني مرونة واضحة في التعاون، وفجأة تقدم الحوثيون بشكل سريع وغريب نحو الجنوب اليمني، وقصفوا قصر الرئاسة في عدن، واعتقلوا وزير الدفاع، ولم يفصل بينهم وبين مضيق باب المندب سوى القليل.
وأتساءل هل هناك علاقة بين تهدئة المفاوضات حول برنامج إيران النووي، وبين تقدم جماعة الحوثي المدعومة من إيران؟
الولايات المتحدة وابنها غير الشرعي إسرائيل، لن يتنازلون عن تقسيم المنطقة، وهو في سبيل ذلك سيستخدمون كافة الوسائل، إيران أو غيرها، حاولوا مع جماعة الإخوان الإرهابية لتدمير مصر، لكنهم فشلوا، واكتشفوا أن ما فعلوه زاد مصر قوة، وظهرت توابعه سريعا بعد 30 يونيو، فلم تعد البلاد في انتظار تعليمات العم سام، أصبحت مصر مستقلة في قرارها، بل عادت لتقود الدول العربية من جديد، لكنها هذه المرة مدعومة من قوى عالمية مختلفة.
الحرب لاستعادة الشرعية في اليمن، ليست بها اختيارات، لن تنتظر مصر والدول العربية سقوط بلد عربي آخر، في أيدي عصابات مسلحة، تتحكم في مضيق باب المندب، وتهدد مجرى ملاحي جاهدنا من أجل بناؤه وتطويره، ونعول عليه في وضعنا بين الدول الكبرى، ويمثل فرصة لحياة جديدة للمصريين فنحن لن ننتظر أن يحدث في اليمن ما حدث في ليبيا، وأن تكتوى دول الخليج بما اكتوينا نحن منه في مصر، فما يقلق الخليج يقلقنا وبشكل مباشر.
سيادة الرئيس، ما أعرفه ويعرفه غيري أن مصلحة الوطن أولا وأخيرا وقبل كل شيء، ونثق جيدا أننا نمتلك مؤسسة عسكرية وطنية لا مثيل لها في العالم، تحرص كل الحرص على مصلحتنا ومصلحة الوطن الذي يعيش فينا، تدرك المخاطر التي نتعرض لها، وتتخذ القرار المناسب لنا.