الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ننفرد بنشر حجم القوة العربية العسكرية الموحدة وأسلحتها وتخصصاتها.. القاهرة مرشحة لقيادتها.. وقوامها قرابة الـ50 ألف مقاتل.. وقوات التدخل السريع المصرية الشكل الاقرب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اتفق الزعماء والقادة العرب على إنشاء قوة عربية عسكرية موحدة، وذلك خلال فعاليات القمة العادية الـ26 التي عقدت في مدينة شرم الشيخ وانتهت فعالياتها اليوم.

وقد سبق الرئيس عبد الفتاح السيسي الجميع عندما حذر من خطورة التهديدات والتحديات التي تواجه الأمة العربية وبناء على ذلك أطلق مبادرته بإنشاء قوة عربية موحدة بما يتسق مع ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، وهو الأمر الذي لاقى ترحيبًا واسعًا من معظم البلدان العربية.


وأعلن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الانضمام للقوة العربية العسكرية الموحدة سيكون اختياريا، على أن تتدخل طبقًا لطلب إحدى الدول الأعضاء لتحقيق الأمن والاستقرار لشعبها والتهديدات التي تواجه هذا البلد الشقيق سواء كان من جانب قوى الإرهاب والجماعات التكفيرية أو ما يهدد الأمن القومي في هذا البلد أو الاعتداء على حدودها أو النيل من إرادة الشعب المشروعة على غرار ما حدث في اليمن ويحدث في ليبيا الشقيقة.

كما تم الاتفاق على أن يقرر رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء آلية إنشاء هذه القوة العسكرية وتخصصاتها في القوة العربية الموحدة وهناك اجتماع سيتم عقده في القريب العاجل خلال شهر ابريل المقبل يضم رؤساء اركان الجيوش العربية المشاركة للاتفاق على ملامح هذه القوة والقوات التخصصات المشاركة والأسلحة المطلوبة وطريقة الإدارة والقيادة واساليب القتال وآليات التعاطي مع هذه الأزمات ومقر الدولة التي تستضيف هذه القوة العربية الموحدة الجديدة.

من الطبيعي وشبه المؤكد أن تتولى مصر قيادة هذه القوة العربية الموحدة بشكل عام مع وجود قيادات عسكرية عربية تتولى قيادة بعض التخصصات سواء الجوية أو البحرية أو الدفاع الجوي أو القوات البرية والقوات الخاصة وسيتم خلال اجتماع رؤساء اركان الجيوش العربي المشاركة وضع النقاط فوق الحروف ربما تكون القيادة الجامعة العربية إذا وجد اختلاف غير محتمل على مساءلة تولي القيادة.


الشكل الاقرب لتشكيل القوة العربية العسكرية الموحدة هو قوات التدخل السريع المصرية التي أسسها لأول مرة الرئيس السيسي عندما كان وزيرا للدفاع في مارس 2014، وهذه القوات تقوم بمهام في الداخل المصري لحماية البلاد من العمليات الإرهابية والقضاء على البؤر الإجرامية وأيضا التدخل خارج الحدود إذا تطلب الأمر ذلك، سواء في عمليات اقليمية أو دولية إذا رأت القيادة أن هناك ما يهدد الأمن القومي المصري في خارج الحدود سواء في ليبيا أو غيرها على سبيل المثال.

قوات التدخل السريع المصرية هي الاقرب لتشكيل القوة العربية الموحدة.. بما تضمه من كل التخصصات والافرع الرئيسية للقوات المسلحة فهي تضم قوات برية مشاه ومدرعات ومدفعية وعناصر مقذوفات ناهيك عن القوات الخاصة من قوات النخبة ذات التدريب القتالي العالي القادرة على القتال في اصعب الظروف والمواقف وفي مختلف مسارح العمليات برا وبحرا وجوا.

كما تضم قوات التدخل السريع المصرية الشكل الاقرب للقوة العربية الموحدة عناصر من القوات البحرية هي فرقاطات إذا تطلب الأمر حماية لممر ملاحي بحري إستراتيجي على غرار باب المندب اولنشات صواريخ سريعة التحرك.


إضافة إلى الطائرات المحمولة على متن الفرقاطات للقيام بأعمال الاستطلاع البحري ومكافحة الغواصات إضافة إلى القوات الخاصة البحرية وتمتلك مصر اقوى قوات خاصة بحرية في الشرق الأوسط وربما في العالم وهي ذات خصوصية مزيدة في تشكيلها أو المهام التي تقدم بها وهي محاطة بسرية بالغة لقوتها الضاربة.

كما تشارك القوات الجوية في القوة العربية الموحدة بمقاتلات وقاذفات لتدمير الأهداف المعادية من المضادات الارضية وعناصر الدفاع الجوي المعادية ومخازن الأسلحة والذخيرة ومراكز الاتصالات تدعمها طائرات رصد واستطلاع لتصوير الأهداف قبل تدميرها وتحديدها بشكل كامل ودقيق إضافة إلى طائرات نقل جوي تقوم بإسقاط عناصر المظلات من قوات التدخل السريع أو تنفيذ عمليات انزال بحري للسيطرة على مواقع وسواحل بحرية إستراتيجية وتدمير أهداف معادية في أعمال متتالية محددة إضافة إلى طائرات الهيلوكوبتر المسلح المضادة لعناصر المدرعات مثل الاباتشي.

وتمتلك القوات العربية في جيوشها سواء مصر ودول الخليج أحدث المقاتلات من اف – 15- 16 الأمريكيتين وتايفون الانجليزية وطائرات النقل الاحدث العملاقة طائرات التردد بالوقود جوا في دول الخليج إضافة إلى طرازات مختلفة من الهيلوكوبتر المسلح الأمريكي والروسي والانجليزي وأيضا مقاتلات فرنسية متطورة.

وتمتلك الدول العربية أيضا ترسانة من الوحدات البحرية المتطورة من فرقاطات ومدمرات وسفن امداد اولنشات صواريخ وطائرات حديثة محمولة على متن الوحدات البحرية نحقق ردعا قويا للسيطرة على الممرات الملاحية التي تتبع الدول العربية مثل البحر الأحمر والمتوسط والخليج العربي.. وتعد مصر من اقوى البحريات في العالم والاولي علي مستوي الدول العربية والمنطقه بما لديها من خبرات وامكانيات هائلة وكوادر قادرة على إدارة العمل البحري بشكل متطور.

القوة العربية العسكرية الموحدة هي نسخة ربما تكون مماثلة لقوات التدخل السريع أو حلف الناتو أو قوات التدخل السريع الأمريكية.. والبطل فيها العناصر الجوية من مقاتلات وطائرات نقل لزوم عمليات الابرار الجوي والانزال البحري لعناصر القوات الخاصة ذات التدريب العالي سواء البرية أو البحرية.


تشكيل القوة العربية الموحدة لا يشكل أدنى صعوبة على الإطلاق خاصة أن لغة التفاهم وتوحيد المفاهيم والقدرة على العمل العسكري المشترك موجودة لدى الجيوش العربية فمصر تجري مناورات وتدريبات مشتركة في كل التخصصات سواء برية أو بحرية أو جوية مع السعودية والكويت والإمارات والبحرين والاردن ومن قبل كانت تجري مناورة بحرية من ليبيا تحت اسم عمر المختار وانتهت مؤخرا من إجراء مناورة بحرية مع السعودية هي "مرجان – 2015 وسهام الحق مع الإمارات وهو الأمر الذي يوفر سهولة في إدارة العمل القتالي سواء الجوي أو البحري أو البري بما لدى هذه الجيوش من لغة تفاهم وتنسيق.

لكن السؤال.. كيف يتم العمل بهذه القوة العربية الموحدة أو بمعنى آخر الشكل الذي سيتم به عملية التنفيذ الأمر ببساطة.. من الطبيعي أن يتسق العمليات العسكرية عمليات مخابراتية واستطلاعية بواسطة الجو والبر للاطلاع على مسرح العمليات وطبيعة واهم الأهداف المعادية وقدرات الدفاع الجوي وهو الأمر الذي يتطلب تخصيص المخابرات والاستطلاع في القوة العربية الموحدة إضافة إلى عمليات الرصد والتصوير الجوي لهذه الأهداف ثم تبدأ العمليات الجوية في التعامل مع هذه الأهداف المعادية لاصطفاف العناصر المتمردة أو الإرهابية أو المعادية واضعاف قدرتها على السيطرة والقيادة تفتيت هذه القوة وتدمير نقاط ومراكز القوة فيها من خلال ضربات من المقاتلات المركزة وربما يصل حجم القوة الجوية للقوة العربية الموحدة ما لا يقل عن 200 – 250 مقاتلة حديثة إضافة إلى طائرات أخرى تقوم بمهام النقل والاستطلاع والرصد الجوي.

وفي حالة استمرار العناصر المعادية في تمسكها بالأرض أو بحثا عن الشرعية تستمر القوات الجوية في عمليات الاستهداف وتتزامن مع حصار بحري وسيطرة بحرية على الموانئ والممرات البحرية لمنع وصول الأسلحة والمساعدات واللوجستيات للعناصر المعادية وقطع الطريق اليها.

يتزامن أيضا ذلك مع تنفيذ العمليات البرية من خلال قوات النخبة أو التدخل السريع لعناصر الصاعقة والمظلات والقوات الخاصة لتنفيذ بعض العمليات الخاصة أو الاستيلاء على أماكن حيوية أو تأمين أهداف حيوية وإستراتيجية في هذا البلد ثم يعقبها دخول قوات برية لإعادة الشرعية والاستقرار لهذا البلد.

اما الحديث عن عدد وحجم القوات المشاركة فهي من 40 إلى 50 ألف مقاتل من الجيوش العربية المشاركة في مختلف التخصصات سواء الجوية أو البحرية أو البرية أو الدفاع الجوي والقوات الخاصة والمخابرات وعناصر التخطيط والتنسيق.