الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

محمد المنسي قنديل في حواره لـ"البوابة": أرفض فوز بهاء طاهر بـ"جائزة الرواية العربية"

الروائي قال إن هناك شبابًا يستحقونها

الطبيب النفسى والروائى
الطبيب النفسى والروائى الدكتور محمد المنسى قنديل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صاحب «واحة الغروب» لم يقدم شيئًا منذ 10 سنوات
«المؤتمر» ضم شخصيات ليس لها علاقة بـ«الإبداع» أو «الكتابة»
مستوى الثقافة المصرية «ردىء» وهناك «فجوة» بين كبار الأدباء وصغار المبدعين
التعليم «يجفف العقول».. والشعب يعانى من «مشكلات نفسية»

كتب كثيرًا عن العشق والرومانسية، لقبه البعض بـ«أديب النكسة»، هو واحد من أهم الكتاب الذين عبروا عن نكسة الشعب المصرى عام 1967، في عدد من رواياته أبرزها رواية «انكسار الروح».
الطبيب النفسى والروائى الدكتور محمد المنسى قنديل، يرفض وصف الجيل الحالى بـ«جيل النكسة»، فإذا كانت ثورة «يناير» لم تؤت ثمارها بعد، إلا أنها أفضل حدث تاريخى وقع في مصر خلال التاريخ الحديث.
في حواره مع «البوابة»، تحدث عن الوضع الثقافى في مصر، ودور المثقفين في مواجهة التطرف، واشتبك بـ«طريقة خاصة» مع ملتقى الرواية العربية الذي عقد في القاهرة مؤخرًا، وغيرها من الأمور تقرؤها هنا.
■ مع تزايد جماعات «العنف الدينى».. كيف تنظر إلى دور الأدباء في مواجهة التطرف؟
دور الأدباء سيكون هامشيًا حال استمرار فشل «منظومة التعليم»، لأنهم يحتاجون إلى جيل مثقف، ومتعلم، وواعٍ، لكى يتمكنوا من مخاطبته، لكن التعليم في مصر يجفف المعرفة من منابعها، وكوادره يعيشون في «حالة ارتباك» تنعكس على المناهج، فالطفل منذ مراحل تعليمه الأولى يصبح كتاب المدرسة مصدر المعرفة الأول له.
■ كيف تنظر إلى تعاطى النظام الحالى مع الثقافة؟
- النظام الحالى يتعامل مع الثقافة بطريقة سيئة جدًا مثله كباقى الأنظمة السابقة، والثقافة في مصر مستواها «ردىء»، وتحتاج إلى ميزانيات كبيرة لكى تنشط، وتحتاج إلى نظام له رؤية وإيمان بضرورة الاهتمام بها، وهذا لا يحدث في الحقيقة، فالميزانيات التي تخصصها الدولة للإنفاق على تحسين مستوى الثقافة ضئيلة للغاية، ومعظمها ينفق على موظفين الوزارة الذين ليس لديهم أي رؤية.
أنا أنصح وزارة الثقافة بإعادة الإنفاق على قصورها والاهتمام بها، لأن هذا الأمر من شأنه احتواء غضب الشباب من خلال تنفيسهم عن غضبهم، إضافة إلى نشر الوعى بما يمنع هروب هذا الجيل للتطرف الفكرى، كما أن الأمر من شأنه القضاء على ظاهرة «التحرش» التي أصبحت «مستوحشة» في المجتمع المصرى، من خلال فتح فرص لمقابلة الجنسين مع بعضهما في مشروعات ثقافية وإبداعية.
كما يجب الاهتمام بوجود كوادر مدربة تضع خطة ثقافية محددة، وإتاحة ميزانيات معقولة لهم، وكذلك الاهتمام بالثقافة في مصر على اعتبارها من الأساسيات وليست «ترفا»، وأخيرًا ربط التعليم بالثقافة لأن كل ما نعانى منه في مصر سببه أن المواطن أصبح ناقص «تربية» و«تعليم».
■ ما رأيك في مؤتمر الرواية العربية الذي عقد مؤخرًا؟
- مؤتمر «الرواية» كان يضم بعض الشخصيات ليس لهم علاقة بالإبداع أو كتابة الرواية، وكانوا موجودين دون أي مبرر سوى الوجاهة، وهذا لا ينفى وجود بعض الشخصيات وكبار الروائيين العرب، وهذاهو الشيء الإيجابى الوحيد به.
■ ماذا عن فوز الروائى الكبير بهاء طاهر بجائزة الرواية العربية؟
- مما لا شك فيه أن «بهاء» أديب كبير «وفوق راسنا» كلنا، له باع طويل في كتابة الرواية، لكن طبيعة جائزة «الرواية» لا بد من تغييرها، فبدلًا من كونها جائزة تقييم على مشوار طويل، تصبح جائزة إنجاز ومواكبة للأعمال الجديدة التي تصدر في العام السابق على المؤتمر، بمعنى إعطائها للكاتب الذي أنجز عملا مبدعا في الآونة التي عقد المؤتمر خلالها.
«طاهر» لم يقدم شيئًا منذ ٢٠٠٥، كما أنه ليس في حاجة لجوائز تقديرية، فهناك عدد كبير من شباب الكتاب قدموا أعمالا خلال عام ٢٠١٤ يستحقون الجائزة بدلًا منه، وكان لا بد من مشاركتهم في الجوائز، ولا تكون مقتصرة فقط على الأجيال القديمة.
■ من وجهة نظرك من يستحقها بين جيل الشباب؟
- هناك عدد كبير من الشباب يستحقونها، وعلى رأسهم الكاتب الشاب «طارق إمام»، إضافة إلى الدكتور أحمد خالد توفيق، ومحمد ربيع، فهؤلاء ينجزون أعمالا كثيرة وموجودة حاليًا في السوق، وكنت أتمنى أن يشارك أحد من هؤلاء جائزة «الرواية» ولا يستأثر بها بهاء طاهر وحده.
■ هل تعتقد أن هناك فجوة بين كبار الكُتاب والشباب؟
- طبعًا هناك فجوة بين الشباب والكبار، وليست في الأدب فقط، ولكن في كل مناحى الحياة، والثورة أبرزت هذه الفجوة بقوة، فهناك جيل نزل إلى الشارع وقام بثورة، بينما هناك جيل آخر ظل مستحوذًا على الحكم ورافضا أن يتركه للجيل الجديد، وبين الجيلين فجوة كبيرة لن تختفى، وسوف تظل موجودة وهى المتسببة في الاضطراب الحالى في المجتمع.
وفيما يخص «الأدب» فالثورة وجيلها انعكسوا على الكتابة، فأصبح هناك جيل جديد يعبر عن الثورة بأسلوب جديد يعد نقلة حقيقية في فن «الرواية» وغيرها من فنون الإبداع، يقوم بها شباب مطلع على الآداب العالمية ومرتبط بالعالم عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعى، ويحاول تقديم رؤية جديدة، وحتى النقد الذي يقدم لهذا الجيل بسبب الموضوعات التي أصبحت تسيطر عليه، ليست في محلها، فمن الطبيعى أن يسيطر عليهم حواجز «الرعب» و«الجنس» على كتاباتهم، لأن الشارع المصرى أصبح مليئا بالدم والجثث، ويواجه واقعا جديدا يختلف عن زمن الرومانسية.
■ إذن.. تعتقد أن الأمر سيؤدى إلى اندثار الرواية «الرومانسية»؟
- طبعًا.. هذا طبيعى أن يكون نتاج حياة خالية من أي رومانسية، فالشعب المصرى أصبح يعانى من أمراض نفسية متعددة تأخذه بعيدًا عن المشاعر والروايات العاطفية القديمة، فلم يعد هناك مكان لـ«الحب»، فالأرض أصبحت ضيقة على أهلها جدًا ولم يعد لهم وقت إلا للبحث عن المادة، أو التفريغ عن مشاعر الغضب التي بداخلهم في كتابات من نوع آخر.
■ وكيف يمكن إعادة «الرومانسية» للمصريين؟
- من خلال تحقيق إصلاحات اقتصادية حقيقية، وتنمية حقيقية تعتمد على أرقام واقعية، والبعد عن الوهم، فالإعلام أصبح يوهم الشعب بأرقام وإحصائيات غير حقيقية، فالناس تحتاج إلى شعور واقعى يسيرون خلفه، فمزيد من الواقعية سوف يعيد للناس «الرومانسية».
■ قدمت أعمالا عديدة تصف مشاعر جيل «النكسة».. فهل تعتقد أن الجيل الحالى يعانى من نفس المشاعر؟
- لا.. ربما تكون ثورة «يناير» لم تؤت ثمارها بعد، ولكن هي ليست لها علاقة بنكسة ٦٧، فـ«يناير» أفضل حدث تاريخى وقع في مصر خلال التاريخ الحديث، لأنه أيقظ وعى الشعب المصرى ونقل المصريين من حالة الخنوع المطلق إلى حالة التمرد ورفض الظلم، هذا عكس ما حدث في النكسة، التي أصابت جيل الستينيات جميعًا بحالة من اليأس والانكسار وقتلت مشاعر وحلم «القومية» بداخله، فأصبح جيلا «مكسور» الجناح.
■ لك باع طويل في كتابات الأطفال.. كيف يمكن التعامل مع «الطفل» المعاصر والذي يسبق سنه بكثير؟
- أدب «الأطفال» مهم للغاية لأنه المادة الأولى في المعرفة، والذين يكتبون للأطفال لا بد أن يعرفوا أن هناك مستويات في الكتابة للطفل، ولا بد من إنشاء دار نشر لكتب الأطفال تقدم له الأدب المحلى، وتتولى إصدار مجلات للأطفال مصرية، والبعد عن الكتابات الساذجة لأن الطفل المصرى أصبح أكثر تطورا من الكاتب الذي يقدم له الرواية من الأصل.
من النسخة الورقية