الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد رفع "CIA" حزب الله وإيران من قوائم الإرهاب.. خبير عسكري: المصالح تجمع إيران وأمريكا وإسرائيل.. السفير حسن رخا: واشنطن بدأت تدرك أهمية طهران في تنفيذ مشروع تقسيم الشرق الأوسط

بعد رفع CIA حزب الله
بعد رفع "CIA" حزب الله وإيران من قوائم الإرهاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما الذي يحدث في الخفاء؟ وما الذي يخفيه للمنطقة التحالف الإسرائلي الأمريكى؟ سؤال تحتاج الإجابة عليه إلى قراءة متأنية في واقع المصالح المتشابكة الذي يغير الأحوال بين عشية وضحاها من النقيض إلى النقيض.
وهذا ما يمكن أن نستشفه بعد صدور القرار الأمريكى برفع إيران وحزب الله اللبنانى من قوائم الإرهاب وهو ما سبق ببضعة ساعات الحرب على اليمن التي سارعت إيران للتورط فيها والانحياز إلى الحوثيين.
القرار الأمريكى دليل على حميمية العلاقات بين أمريكا وإيران وإسرائيل ويثبت أن ما نراه في العلن مجرد فيلم سينمائى، فأمريكا تمد إيران بالسلاح والقمح، وإيران تمدها بالبترول، ومستشارة أوباما إيرانية فارسية.
وفي هذا الإطار أكد بعض الخبراء وجود تغير حقيقي في السياسة الأمريكية تجاه إيران بغية استخدامها في تقسيم الشرق الأوسط، فيما رأى الآخرون أن أمريكا تستخدم إيران في بث الفتنة وإشعال الحرب في اليمن لتحقيق حلمها وحلم إسرائي.
وقال اللواء دكتور مهندس حمدى عامر، الخبير العسكري: إن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل وإيران منذ قديم الأزل، لا تصل لدرجة الاشتباك رغم اختلاف الأيديولوجيات، فإيران دولة فارسية عدوها الرئيس هم العرب منذ القدم، فلديها عقيدة أن العراق جزء من إيران، وهو ما دفعها للدخول في حرب معها لمدة ثمانى سنوات في عام 82.


وأضاف أن أمريكا كانت تساعد إيران عن طريق إسرائيل في حربها مع العراق، فإيران مشكلتها الرئيسية مع الدول العربية، وعدوها الرئيسى هي الدول السنية وخصوصا مصر والسعودية، فمصر كانت دولة شيعية في وقت من الأوقات ثم تحولت إلى دولة سنية مما ادى لوجود عداء مع إيران لصراعات دموية قديمة وهناك ثأر بينهم وبيننا.
وتابع: " كما أن الخلاف بين إسرائيل وإيران لن يصل لدرجة التصادم، ففى الشهر الماضى قامت شركة برمجيات واتصالات إسرائيلية بتدريب بعض الإيرانيين للتجسس على المعارضين للحكم في إيران، كما أن البرلمان الإيرانى به عضو إيرانى يهودى الديانة، وقائد القوات البرية في إسرائيل كان إيرانيا فارسيا يهوديا، بمعنى أن هناك علاقات قوية بين إسرائيل وإيران في السر وفى الظاهر أنها تصادمية.
وأضاف عامر أن إسرائيل لا تخشى من وجود قنبلة نوية في يد إيران، فإيران بدأت في إنشاء المفاعل النوى في الثمانينيات وأيضا العراق، فقامت إسرائيل بضرب المفاعل النووى العراقى، كما ساعدت إيران في حربها مع العراق.
واردف الخبير العسكري، أن وسائل الإعلام لا تصنع العلاقات بين الدول ولا تتحكم فيها، لكن المصالح بين الدول هي من تصنع العلاقات، فإيران وإسرائيل وأمريكا بينهم بل بينهم علاقات قوية، فمضيق هرمز لم يكن اسمه كذلك وأصبح اسمه مضيق هرمز نسبة للإله الفارسى "هرمز"، كما أن إيران تصدر بترولها عن طريق إسرائيل إلى أمريكا.
فيما أوضح السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري لشئون الخارجية، أن هناك تغييرا في السياسة الأمريكية تجاه إيران بصفة عامة، فأمريكا تنسحب من العراق وأفغانستان من ناحية ومن ناحية أخرى تريد التوصل إلى تطبيع العلاقات بينها وبين إيران وهذه إجراءات على طريق سياستها الجديدة، مضيفا أن الحرب في سوريا واليمن حرب بالإنابة لقص أجنحة الامتداد الإيرانى في المنطقة، فاليوم يوجد سياسة جديدة من ضمن هذه الخطوات وهو رفعها من قائمة الدول الإرهابية، وترفع حزب الله حيث إن الدول العربية تقول دائما أن حزب الله ممثل في البرلمان والحكومة اللبنانية ونظرا للعلاقة السيئة بين إيران وأمريكا فقد قامت أمريكا بتصنيفه تبعا للجماعات الإرهابية.


وأضاف حسن أن جون كيرى قال في تصريح سابق له أنه لا مانع من التفاوض مع الرئيس السورى بشار الاسد لأنه يرى أن ذلك جزء من التقارب مع إيران، ويكون قمة التقارب بينهما الوصول لاتفاق نووى بينهما وفى خلال 48 ساعة سيحدث اتفاق بين أمريكا وإيران على المشروع النوورى وأمريكا ستأخذ بالمقترحات المقدمة من إيران بالرغم من رفضها من قبل الدول الأخرى.
ورأى السفير كمال عبد المتعال مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقة بين أمريكا وإيران معقدة وفيها شد وجذب حيث يلعبون لعبة العصا والجزرة، مشيرا إلى أن إيران تنفذ المصالح الأمريكية.
وأضاف أن أمريكا ترواغ إيران فترفعها من قوائم الإرهاب ومعها حزب الله العميل الخاص بها، وفى الوقت نفسه تسمح لها بالتمدد في المنطقة بما يسمح لها بالمواجهة مع العالم الإسلامى بين السنة والشيعة بما يحقق المصالح الأمريكية في المنطقة، كما أن أمريكا في الوقت نفسه تدعم التوجه السنى وهو التحالف الجديد الموازي لإيران في اليمن فتساعده عسكريا واستخباراتيا لإشعال فتيل الحرب بين السنة والشيعه في المنطقة تمهيدا لتقسيم المنطقة بالكامل.
وأضاف عبدالمتعال أن هذا يحدث في ظل وجود انقسام كبير في العالم الإسلامى بين السنة والشيعة واستعادة خرافات تاريخية منذ 15 قرن مضت عن احقية الخلافة والصراع على السلطة بين آل البيت والصحابة، مضيفا أننا نعيش في مرحلة غاية الخطورة في المنطقة، فإيران أعطت ضوء أخضر للحوثيين لغرض مصالحها في السعودية فهذا الصراع كله لا يحقق إلا المصالح الأمريكية الإسرائيلية التي انكشفت ولم تعد مجهولة، وإيران قد انجرت للحرب في اليمن بضوء أخضر أمريكى لها ثم في نفس الوقت أمريكا تدعم من يتصدى للحوثيين في اليمن وهم السنة والتحالف العربى فنحن في مواجهة خطيرة جدا الدخول فيها سهل لكن الخروج منها في غاية الصعوبة.
وأشار إلى أن التحالف العربى لابد أن يكون على وعى كبير جدا ودقيق في تخطيطه لمواجهة الحوثيين في اليمن وغير اليمن، وأخشى أن نكون مخدوعين وننجذب لصراع ليس لنا فيه ناقة ولا جمل ونحن مشغولون في إرهاب داخلى فهل سنواجه الداخلى أم الصراع في اليمن والعراق وسوريا، المنطقة تغلى ولا تسمع صوتا لإسرائيل لأنها تلعب في الخفاء وتحرك أمريكا لدعم وصالح الأهداف الإسرائيلية في المنطقة.