رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عاصفة الحزم تدق طبول الحرب في الجزيرة العربية وتنذر بظهور المهدي المنتظر.. علماء الفلك يجزمون بخروج المخلص في 2015.. وأهل السنة يخشون الوقوع في ذنب التأويل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رحلة من البحث والتنقيب خلف البشارة النبوية التي ستقلب صفحات التاريخ وتغير مسار البشرية من الظلم والجور إلى العدل والقسط، فور ظهور المهدي المنتظر الذي توقع البعض ظهوره بعد عاصفتين حيث كانت الأولى هي عاصفة الصحراء التي شن فيها الخليج غاراته على العراق عام 1990 أما الثانية فتلك التي سميت بعاصفة الحزم وعايشها المسلمون هذه الأيام بعد أن أطلقتها الدول العشر في حربها على الحوثيين بصنعاء – اليمن، لردع حلم الإيرانيين في تكوين إمبراطورية فارسية، ما جعل البعض يتكهن بظهور الإمام لتخليص الأرض من جورها ليملأها عدلا وسلاما، ليبقي السؤال.. هل كانت مساعدة إيران لعبدالملك الحوثي من باب التفكير الاستراتيجي للتوسع في الهيمنة الفارسية التي تريد أن تضع يدا على الجزيرة العربية أم أن الفكر العقائدي والاستعداد لاستقبال المهدي هو المحرك الأساسي لكل تحركاتهم في كل من اليمن وسوريا، سؤال حاولنا الإجابة عنه في التحقيق التالي.

ولعل المهدي الذي التفت حوله كل علامات الاستفهام، هو شخص يتوقع المسلمون ظهوره في آخر الزمان، يملأ الأرض قسطا من بعد سنوات ظلم وجور ينشر الإسلام الصحيح ويحارب اليهود، إذ يؤكد أهل السنة أن اسمه محمد من آل بيت النبي بينما يجزم الشيعة بأنه الإمام محمد بن الحسن المولود عام 255هـ وأنه حي لكنه مختفٍ ولن يظهر إلا في آخر الزمان.


السيناريو المحتمل لظهور المهدي يتلخص في أن إيران مع حلفائها ستحتل دول الخليج وأرض الحجاز ثم يعثون في الأرض فسادا بشكل يعمق ما حدث في العراق وسوريا حتى يحكمون البلاد فترة من الزمن، ثم تنتشر أنباء ظهور المهدي فيبحثون عنه ويقلبون الأرض حتى يهرب الرجل من المدينة إلى مكة، فيتبعونه وتنفجر الحمم البركانية بين مكة والمدينة ويأمر الله الأرض أن تبتلعهم في مشهد خسف مهيب وهو خسف ارض الحجاز ثم يأتي إليه جيش قائده من قبيلة "كلب " فتكون أول حرب على الأرض بين المهدي وبين الكلبي وينصر الله المهدي نصرا مؤزرا.

واللافت للانتباه أن كثيرين من المنجمين وقارئي الطالع بدءوا في التقريب بين الحرب العربية الإيرانية وبين توقعاتهم الفلكية، فعالمة الفلك المصرية "نجوى عياد" قالت في 30/12/2013 أن توقعاتها المؤكدة للعام 2014 تشير إلى ظهور الأمام المهدي، وقد أشارت إلى أن ما حدث في 14/6/2014 من انتصارات لتنظيم داعش في العراق سيعجل من ظهوره، ووصفت التنظيم بأنه جيش السفياني الساعي إلى تمزيق وحدة الأمة، باعتبار أنهم أصحاب الرايات السود.


اما الفلكي المصري، أحمد شاهين والملقب بـ نوستراداموس العرب، فقد أكد أن العام الذي سيظهر فيه المهدي المنتظر سيكون عام 2015، وأن نزول المسيح عيسى عليه السلام سيكون في عام 2017.

أما الأدلة السنية فقد ورد في صحيح البخارى رقم 1883 أن النبي " ص " قال أعدد ستا بين يدى الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر غاية ."

ويؤكد الباحث أحمد عبد الله زكي عميش، أن الست علامات اكتملت، 1 موت النبي، وقد كان، 2 فتح بيت المقدس وتم ذلك في عهد عمر، 3 موتان أي موت رهيب وقد كان وهو طاعون عمواس الذي أودي بحياة الصحابة،4 استفاضة المال في الفتوحات وما بعدها وصار الواحد يملك الكثير لكنه لا يفي بشىء من الغلاء، 5 فتنة الإعلام المأجور والموجه عبر الفضائيات والراديو والتلفاز الذي دخل كل بيت، 6 قيد الاكتمال وهي حشود الصليبيين لديار المسلمين في أفغانستان والعراق والتحرش بالسودان في ثوب القوات الدولية بحجة الإرهاب حتى إنهم وصلوا لمائتي ألف أو يزيد في العراق، غير أفغانستان، لكن النبي حدد الرقم 12000جندى × 80 غاية = 960000جندي.


ما الجانب الشيعي فربط خروج المهدي بعدة علامات أهمها وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، حيث ذكر عن الإمام الصادق أنه قال: من يضمن لي موت عبد الله (يأتيني بخبر وفاته) أضمن له القائم (المهدي)، ثم قال: إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب مُلك السنين ويصير ملك الشهور والأيام، فقلت: يطول ذلك؟ قال: كلا – البحار ج52 ص210.

في حين يجزم البعض بأن للإيرانيين الشيعة دوافع عقائدية وراء محاولة السيطرة على اليمن، للتجهيز لحدث ينتظرونه منذ أكثر من ألف عام وهو انتظار الأمام محمد المهدي، حيث أصدر المفكر الشيعي جابر البلوشي، كتابا في 2006، كان عنوانه "ظهور الإمام المهدي عام 2015م"، حاول فيه إثبات أنه وفقا للنصوص القرآنية والتوراتية والأحاديث النبوية خروج المهدي في هذا العام.

وعن أحد الأدلة الغريبة والخطيرة تلك المخطوطة العجيبة التي أثارها الكاتب محمد عيسى داود في كتابه "المهدي المنتظر على الأبواب " والتي تقول "وفي عقود الهجرة الألف وأربعمائة العقد اثنين أو ثلاثة يخرج المهدي الأمين " وهذا جزء من مخطوطة منسوبة لأبى هريرة، المخطوطة في المتحف الإسلامي باسطنبول- تركيا، وقد شرح الباحث المصري أحمد عبد الله زكي المخطوطة بأن المهدي سيظهر في الفترة من 1420 وحتى 1430


كما حملت إحدى المخطوطات في متحف اسطنبول اسم الزعيمين عبد الناصر والسادات كعلامة لظهور المهدي كان نصها "وفي عُقود الهجرة بعد الألف وثلاثمائة، عُد خمسا أو ستا، يحكم مصر رجل يكنى (ناصر) يدعوه العرب (شجاع العرب) والله في حرب وحرب وما كان منصورا، ويريد الله لمصر نصرا له حقا في أحب شهوره، وهو له، فأرضى مصر رب البيت والعرب بأسمر، أبوه أنور منه، لكنه صالح لصوص المسجد الأقصى بالبلد الحزين (20)، وفي عراق الشام رجل متجبر وسفيان([21)، في إحدى عينيه كسل قليل، واسمه من الصدام وهو صدام لمن عارضه(22) الدنيا جمعت له في كوت صغير دخلها وهو مدهون، ولا خير في السفياني إلا بالإسلام، وهو خير وشر، والويل لخائن المهدي الأمين(23).

من جانبه أقر وليد إسماعيل، المتحدث باسم ائتلاف الدفاع عن الصحب والآل، أن عنصر المفاجأة في يوم ظهور الإمام ووقته له أثر فعّال في نصرة المهدي، وأن تعيين وقت ظهوره سيؤدي لاستعداد اعداء الامام للقضاء عليه وإفشال مخططه، كما أن تحديد أو تعيين وقت الظهور، منهي عنه بنص احاديث كثيره وأما حساب الموقتين والمنجمين وأصحاب علم الأرقام والحروف فلا يعتد بهم.

وعن ترقب المسلمين لهذا الحدث بعجلة واستمرار فقال الدكتور أحمد عمارة اخصائي الطب النفسي أن الاستعجال، تعبير واضح عن قلق النفس واضطرابها، واليأس من تغيير واقع الظلم السياسي والاجتماعي الموجه ضد البشر، ولذا فالاستعجال ردة فعل لمن ليست لديهم القدرة على الصبر وتحمل الأذى، أو التحرك في الحياة بمفهوم إيجابي للانتظار، فضلا عمن ليست لديهم حالة كبيرة من الاستعداد النفسي لتغيير واقعهم الفاسد.